الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


• صارت الكلمة رعبا- للسلطة الحاكمة

زيد محمود علي
(Zaid Mahmud)

2015 / 1 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


• صارت الكلمة رعبا" للسلطة الحاكمة ...
أن هموم الثقافة والمثقف كثيرة ، وكبيرة ، وهذا الكموضوع سنتطرق اليه في مجال آخر ، لكن تبقى الثقافة تتألف من عنصرين أساسيين أولهما معرفة صحيحة يكتسبها المرء بالجهد العقلي الداخلي ، تتحقق من خلال اطلاع شامل متوازن على الفكر الاساسية التي تقوم عليها العلوم والفنون والآداب ومن علم متخصص متعمق في وجه من وجوه هذه الثقافة العامة . والعنصر الآخر هو تلك القوى العقلية والروحية التي بها يكتسب المرء المعرفة ويجعلها قسما" من نفسه وشخصيته . ذلك أن هذا الاكتساب لايأتي عفوا" ودون بذل ومعاناة ، بل بجهاد نفسي يتطلب صفات عقلية وروحية خاصة لاتتم الثقافة بدونها . ويدعوا هذا الحديث إلى الخاطر ماكان أجدادنا يوصون به المتأدب من أن يعرف شيئا" عن كل شيء ويعرف كل شيء عن شيء . وما كانوا يقولونه عن الادب بأنه الأخذ من كل علم بطرف فهو بهذا المفهوم ثقافة عامة واسعة . إنما هو الرجل المثقف . فلا بد إذن لكل حضارة من مبدعين وقادة ، وقيمة الحضارة ونتاجها وأثرها تعتمد الى حد بعيد على قدرتهم وجدارتهم : على جلال إبداعهم وصحة قيادتهم ، وعلى مدى تحضرهم وتحررهم وتقدمهم عن سواهم . وان المثقف يتمثل ثقافة مجتمعه ويستلهم أحلام قومه وآمالهم وهو في الوقت نفسه يأبى أن يكون أسير سلبيات الواقع القائم فيعمل على تجاوزها ، ويعمد إلى الاعتكاف لتحقيق الصفاء الذاتي واستلهام الحق ، ولايلبث أن يعود إلى القيام بدوره والعودة هي كما قال توينبي ..يقوم به في المجتمع كمشرع ومعترض ومبشر أو على الأقل كصاحب رأي وقضية . وهكذا فالمثقف يتحدد وضعه لا بنوع علاقته بالفكر والثقافة ولا لكونه يكسب عيشه بالعمل بفكره وليس بيده بل يتحدد وضعه بالدور الذي يقوم به في المجتمع كمشرع ومعترض ومبشر بمشروع او على الاقل كصاحب رأي وقضية واذا" المثقف هو في جوهره ناقد اجتماعي . ولذلك ان المثقفين لايشكلون طبقة ولاجماعة حزبية ولاجمعية تجمعهم ، بل تجمعهم وجهة نظر واحدة . ولعل أفضل مايجب أن يتذكره المثعن الكتابة بنصف قلم ، والتفكير حينما يكتب ما اوصى به الشاعر نزار قباني ، حيث كتب – الكتابة هي عمل انقلابي ... عمل يستهدف تغيير هندسة الكون وهندسة الانسان . وعندما يغيب الشرط الانقلابي في الكتابة ينتهي مبرر وجودها . بتعبير آخر ، ليس ثمة كتابة لا ترج ولا تخض ولاتخلخل ولاتحدثحفرة عميقة في داخل الوجدان الشعبي . الكتابة هي الجلوس على حافة الهاوية ، لا على فراش حرير ، ولا على سجادة تبريزية ، ولا على كرسي هزاز .. انها الإبحار في فضاء من الأسئلة دون أن يكون معك تذكرة للعودة . الكتابة ليست فعل أمتثال ، ولا فعل رضوخ ولا فعل تنازل ولكنها فعل انقضاض على كل بشاعات هذا العالم . لايمكن للكاتب ان يهرب من رائحة البشر ومن مصافحة البشر ، ومن أكل خبز البشر ومن النوم في سرير واحد مع احزان البشر . الكتابة هي سلطة مطلقة على الورق . سلطة متحررة من كل الاستعمارات السياسية والاقتصادية ، ومن كل الجيوش الأجنبية ومراكز القوى . سلطة لا تخضع إلا لسطتها هي . من يقول لك إنه كاتب محايد فهذا يعني أنه كاتب ميت . ليس في الكتابة منطقة منزوعة السلاح او منطقة حرام او منطقة تتولى قوات الامم المتحدة فيها الفصل بين المتحاربين .. الهدنة في الكتابة مهمة مستحيلة . والكاتب الحقيقي هو الكاتب الواقف دائما" على الخطوط الامامية . فمتى يسترجع المثقف كامل دوره الطليعي ويكفّ عن الكتابة ، والتفكير بنصف عقل والتفاعل مع الاحداث بنصف قلب بنصف قلم . وتبقى الثقافة يتلاعب بها من قبل الانظمة والحكومات ، فكثيرا" مانشاهد اسم وزارة الثقافة لكن على ارض الواقع انها بعيدة كل البعد عن كل شيء اسمه ثقافة ، والدولة كذلك تحتكر كل وسائل الاعلام والمؤسسات الثقافية ، ولاسيما ان المجتمع المدني بما فيه تنظيماته المهنية والثقافية ، فقد أمتلكته الدولة في كافة مجالاته . ولهذا السبب لم يكن دورا" للمثقفين والمؤسسات الثقافية لكي تقوم بدورها على اتم شكل من الحرية وابداء الرأي بشفافية ، وبصراحة ، والعمل من أجل التغيير لا من أجل تدويمه ، وأن مهمة الفكر والثقافة ، هي كسر حدة الواقع والسيطرة عليه . ومن جهة أخرى أدركت الفئة الحاكمة دور الثقافة في بناء الدولة أو اعتبرتها نوعا" من الزينة والديكور ، فجيرت الخطاب الثقافي بكامله لخدمتها . في الستنوات العشرين أو الخمس والعشرين الأخيرة دخلت الحكومات على الخط كعنصر من عناصر التوجيه الفكري الثقافي . جعلته أحد أدواتها في نشر ايديولوجيتها . تريد هندسة الانسان على الشكل الذي تريده كما تريد أن تدجن الدجاج فلا تبيض واحدة إلا بمقياس وحساب أنشئت الوزارات للثقافة لتكون احدى الدوائر المغلقة بين دوائر السلطة . أقيمت اتحادات الكتاب لكي تسيس الخطاب الفكري ، فلا تنبت فيه شوكه تقض مخدة السلطان . ولابأس من أن أنظم للآتحاد من هب ودب على الورق ، فالكل سيخرج من الغسالة نظيفا" بريء الذيول . عندها صارت الكلمة رعبا" للسلطة الحاكمة ورعبا" لصاحبها في وقت معا" . أضحى الفكر وباء يهرب اصحابه منه كالطاعون ويسمرون عليه ابوابهم بالخشب الصفيق من الداخل . وحلت الدولة والجيش محل الفكر وقادته ، تحكي بأسم الشعب وتنطق تفكر ، تقرر ، تحارب ، تهادن ، والى ماتفكر به كسلطة خاشمة .









ميشيل فوكو



الكاتب والتجربة
فكل صفحة اكتبها تكلفني كثيرا من العمل ..... *

يوصي الكتّاب الروس ، على الكاتب قبل البدأ بالكتابة ، عليه فتح دفتر ملاحظات تحضيري ، فالخطة ، وجميع الملاحظات المتصلة بالتأليف من خلال الاحساس الأشمل بالكلمة ، وتطور الحبكة ونتف الحوار ، كل هذه الأمور تدور بأختصار في الكتاب التحضيري وكقاعدة ، فأني أكتب ببطء ، بحيث أنني لا أتجاوز ستة الاف كلمة في الشهر في أفضل حالاتي ، ولذلك فأني أحسد بأستمرار . . أولئك الكتاب الذين يكتبون بسرعة . ولقد حاولت أكثر من مرة أن استحثهم ليخبروني بسر هذه السرعة التي تجعل ممكنا" .. انجاز كتاب كامل بأسره في غضون شهرين أو ثلاثة اشهر . أخبرني صديق بأن طريقته بالعمل كانت كما يأتي : يدون بأختصار وعلى عجل نسخة تحضيرية من العمل الادبي دونما توقف عن التفكير .، ويكتب كل شيء يخطر في باله الى حد ما . ومن ثم يستنسخها كلها . حاولت أن أفعل مثل مافعل ، وأمضيت النصف الجيد من المسودة الأولى ، فوجدت أن العمل كان يمضي بصورة أبطأ من السابق . لا أستطيع أن أفهم الناس الذين يملون عملهم . ويبدو لي أن هذه مغامرة مشروعة بالنسبة الى الكاتب الذي يمتلك عبقرية فقط .. بالنسبة الى دوستوفسكي ، أو ستندال ، أو فنان موهوب له قدرة الارتجال التلقائي . وبالنسبة لي ، لا أمتلك ، مع الاسف ، مثل هذه الموهبة فكل صفحة اكتبها تكلفني كثيرا من العمل . وأن فكرة التيقظ الروحي والحالة الملائمة من التكيف الجسدي .. جزء متمم من مفهوم الالهام . قد يكون هذا شاذا ، لكني عندما اكتب ، كنت التفت بأفكاري الى شيء ماض من أعمالي الاولى ، وأحيانا" الى عمل كامل أنجزه منذ زمن . ولست أعتقد أن ذلك قد يكون مبالغة في القول .. أنني موجود بصورة دائمة في جو ناشيء بطريقة الوحدة التامة .. لكتابتي ، بدأ بالكتاب الأول وانتهاءا" بآخر كتاب . من الصعب تفسير هذا ، بل ربما يكون مستحيلا ، ومع ذلك ، إذا لم يكن كذلك فلن أود العودة بعد عقود كاملة .. الى أعمال – عندما تكون قد أنجزت فعلا- قد اقنعتني تماما. تبدو حياة كاتب النثر ، وعلى الخصوص ... الروائي ... مضجرة ورتيبة الى أقصى حد . وفي الحقيقة .. أنه يقضي تسعين بالمئة من وقته تقريبا وهو ملتصق بمكتبه . أما الشعراء فيعيشون ويعملون بصورة مختلفة . أن تحضير أي عمل لدى الكاتب يتطلب عمل دراسة للشخصيات والابطال ، حيث اشار في ذلك الكاتب تورغنييف مقتنعا" بأن الكاتب يحتاج الى معرفة قدر أكبر عن أبطاله ، مما سيكتشفه القارىء عنهم عندما يباشر بقراءة الكتاب . ويمضي الكاتب بقوله ، لقد أمضيت زمنا طويلا في التأمل ، قبل المباشرة بكتابي الجديد قرأت الكثير من المذكرات العظيمة : السير ة الذاتية واعترافات( جان حاك روسو) ، الى جانب (( ماضي والافكار )) لهيرزن ، وقارنت بينها ، وبحثت عن مثال يحتذي به ثم أجد شيئا" . أن اختلاف الأزمنه واختلاف اساليب النثر حتى في قرن آخر ، تستلزم ايجازا" في الاسلوب و كقاعدة في البناء العام – قناعة اخلاقية . فالكاتب يبدع الاسلوب ، والأسلوب يخلق الكاتب وكلما كان أكثر اتساما"في وضعه الطبيعي ، كوسيلة للتعبير ، كلما كان الفنان اكثر انسجاما مع طبيعته كما أن الينبوع العاطفي للمعنى ، الاكثر عمقا" يشق طريقه عبر الشكل . وما ينبغي أن يكون أقل جبرية .. نزوع الوعي من السبب الى الانفعال العاطفي . بالاضافة الى ذلك ، يجب على الفنان ان يمس عاطفة القارىء ويحدس بأن تلك العاطفة سترسل اشارة مباشرة الى عقله . فالسبب لايمتلك حقا باكراه العاطفة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من