الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية و الاغتصاب الجنسي

رشا خميس

2015 / 1 / 31
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


يُعد الاغتصاب الجنسي بصوره البشعة والمتعددة ، التي لم يعرفها المجتمع المصري بهذه الصورة من ذي قبل ، هو أحد مظاهر العنف والانحراف السلوكي ضد المرأة والتي تختلف الآراء حول تفسير دوافعه إلى الآن , فهذا العدوان بما يشمله من هجر لقيم المجتمع وتقاليده وأعرافه ، والابتعاد عن الدين تحت مسميات كثيرة , منها " العصرية ، والحداثة ، والعولمة ، والمدنية ، والتحضر " يتنافى مع تعاليم الأديان السماوية جمعاء , فبدأ ظهور بعض الحالات من عمليات جرائم الاغتصاب الجنسي في مجتمعنا المصري في السنوات الأخيرة بما يصاحبها من الاعتداء والعنف قد أضرت بالمجتمع المصري ، وقد زادت حدة التوتر والخوف لدى المواطنين مما أدى إلى ترويع أمن أفراد المجتمع .

وإذا كانت الجريمة تتمثل في جانٍ ومجني عليه ، فالمجني عليه هنا هي المرأة ، فما الذي حدث لمكانة المرأة في المجتمع المصري حتى تتحول إلى ضحية ؟ وهي التي ظل المجتمع المصري طوال فترات تطوره يقدر لها مكانتها ويرفعها إلى أعلى مقام ، فالإسلام قد رفع المرأة درجات فوق أرفع منزلة بلغتها بين العرب أو بين الأمم الأخرى ، وفتح أمام المرأة المصرية مجالات التعليم والعمل والمشاركة ، ولم يسمح العرف الاجتماعي المصري أن تظهر المرأة في الفنون والآداب بصورة مبتذلة ، بل أن صورة المرأة في الفن والأدب المصري تبدو فيها دائماً رمزاً للعطاء والحنان والتضحية , فالمرأة في الإسلام إنسان محفوظ الحقوق والواجبات , فإذا كانت المرأة المصرية قد بلغت هذه المكانة ، فما الذي حدث ؟ حتى تتعرض لهذه المهانة بتعرضها للاغتصاب الجنسي ، هل السبب في ذلك يرجع إلى الرجل أم إلى المرأة أم الدافع الجنسي؟ أم عوامل أخرى؟ ومهما كانت الأسباب والعوامل - المباشرة وغير المباشرة - التي وراء ظهور الاغتصاب الجنسي , فإن كلاً من أسباب ظهوره أو طرق علاجه ما يرتبط بشكل واضح بالتربية , وهي نتائج لمقدمات مرت بالمجتمع دون أن ينتبه إليها الباحثون أو أفراد المجتمع , ولذلك كان لابد من البحث حول الآثار التربوية الناجمة عن ما حدث للمجتمع المصري من متغيرات تزامنت مع حدوث عمليات الاغتصاب الجنسي , وعليه تصبح المسئولية في الحد من حوادث الاغتصاب الجنسي مسئولية تربوية ، وعلى التربية والقائمون بها من التربويين وعلماء النفس والاجتماع دراسة العوامل التي تؤدي إلى انتشار الاغتصاب الجنسي ، والبحث عن وسائل للحد منه .

فلقد أصبحت الآراء في مجتمعنا المصري حول الدوافع والحلول للاغتصاب الجنسي ، نظراً لتقاربها , تبنى على تأثر انفعالي وقتي ، لا على دراسة علمية دقيقة , حيث يلاحظ أن ما تم اتخاذه من إجراءات أمنية وقانونية لردع عمليات الاغتصاب الجنسي في مصر اتخذ في ضوء بعض الآراء الإسقاطية على المرأة فحسب من وجهة نظر بعض محدودي العقول والبسطاء وبعض الشهوانيون والجهلاء , ومن هنا أصبحت المرأة للأسف مجنى عليها مرات عدة ، ومسئولية التربية توجيه السلوك وتعديل الاتجاهات والحفاظ على التراث , ولذلك لابد من إعادة تنشيط لدور الأسرة التربوي الهام في ضبط هذه الاتجاهات بحيث تسير في الاتجاه المحافظ الذي يبعد الأفراد عن جرائم العنف المختلفة ومن بينها جريمة الاغتصاب الجنسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضجة في لبنان بعد الكشف عن عصابة -تيكتوكرز- تستدرج الأطفال لا


.. من بينهم مشاهير في تيك توك.. عصابة -اغتصاب الأطفال- في لبنان




.. كل الزوايا - سارة حازم: الرئيس السيسي أكد على دعم المرأة الم


.. المشاكل الأيكولوجية والحلول بوجهة نظر علم المرأة فيديو معدل




.. رئيسة الجمعية الدكتورة منجية اللبان