الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السوريين والمستقبل

لينا سعيد موللا

2015 / 1 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



الشعب السوري إجمالاً يشعر بالاحباط .. يبدو كمن أكل ضربة قاسية على الرأس وهو في حالة من الذهول !!

فمن يقف في صف المعارضة ولو على خجل، كان يمني النفس بأن تخرج الثورة بتغييرات إيجابية في مجال الحريات ومحاربة الفساد وتداول السلطة و حتى تغيير في الوجوه، كل فصيل سوري منها كان يتمنى أن يحصل على حقوق أكثر اغتصبتها العصابة الحاكمة .

لكن هذه المعارضة اتفقت على معارضة النظام واختلفت في أن تصبح جسداً واحداً تجتمع على مبادئ، يلتف حولها الشعب، مبادئ تعلو على الأشخاص المؤلهين والديكتاتوريين وتحاسب على مدى الاخلاص لها .

من وقف مع النظام، ظاناً أن الحرب ستنتهي وستعود إليه بالنفع، لقاء الوعود السخية التي لم يبخل النظام بإطلاقها منذ اللحظة الأولى لثورة الشعب، في أن الحرب انتهت وأن الاستثمارات قادمة وهي ستعود له بالمال الوفير، أدرك أن الحرب طويلة جداً، وأن الحياة لم تعد تطاق وان من انتفع منها هم تجار الحروب، وهم أسفل طبقة يمكن للتاريخ أن ينتجها، وأن قافلة الموتى لن تتوقف عند حد، وأنه مل اللون الأسود، ومل الحزن في ظل انعدام أي بارقة أمل بتحقيق النصر، وأن الأمور مرجحة لأن تزداد سوءاً .

كثير من أنصار المعارضة باتوا يتنصلون من خزيها وعارها .

وكثير من أنصار النظام باتوا يعترفون بأن النظام وعدهم بالسراب، وأنه غرر بهم حتى داهمهم الخذلان .

بت إذا اجتمعت بكلا الفصيلين واستمعت إلى توقعاتهم تجدها متقاربة، يجتمعون على السأم من كل شيء .

هي حالة مؤسفة، لكنها تمهد لتقارب من نوع ما، إلى اجتماع حول الألم السوري .

لا شك أن ما مر ثقيل جداً، القتلى والمهجرين والمعاقين واليتامى والخسارات المادية التي لا تقدر برقم محدد .

لكن البداية لا شك تبدأ من نقطة ما، من العودة إلى المبادئ التي نادى بها الشعب السوري في مظاهراته بعفوية تنطلق من وجدانه .

نحتاج إلى معارضة تتبنى تلك المبادئ ولا تتخلى عنها، إلى معارضة تخلص لها، لأنها بذلك تخلص للضحايا الذين رحلوا على أمل أن يتحقق حلم السوريين، وأنا هنا أتحدث عن كل السوريين .

نحتاج إلى مبادئ، كدولة المواطنة، إلى دولة الحريات، إلى مجتمع مدني فاعل، إلى قضاء نزيه وعادل، إلى تداول في السلطة وغياب الآلهة من قاموسنا، إلى الكثير من المبادئ التي نريد تحقيقها، ولا يمكن التبذير بها لأنها ارتبطت بدماء طاهرة أبية وبمستقبل لا بد أن يكون .

الظروف اليوم مؤاتية كما أستشعرها، الجميع يسأل عن مخرج، لا نريد داعش ولا النصرة، وهذين الفصيلين لم يكونا طموح أغلب السوريين، نريد دولة حريات، عدالة في توزيع الثروة .

ومن ينتظر المساعدة القادمة من الخارج، إلى حل سحري، فأطمئنه أن العالم ملهي بمشاكله ومصالحه حتى وقت طويل، ونحن بتنا منسيين تماماً، العالم ينظر إلينا على أننا مصدري للارهاب ليس إلا، ونسي وتناسى أننا طالبي حقوق .

لذلك فالحل يكمن فيكم وفي مسؤولياتكم،في أن نعود إلى المبادئ ونلتف حولها، ونخلص لها، يعتمد على جرأة الصفح والبداية من جديد، لأن السوريين سيجتمعون حول مستقبلهم لا على جراحهم . فكلنا تعب ومل تعداد الضحايا، والنظر إلى المستقبل على أنه كومة أخرى من السواد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش