الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماذا بين -المقاومة - وداعش ؟
عندليب الحسبان
2015 / 1 / 31الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أثناء الثورة الايرانية نهاية السبعينات , تطلّعتْ عيون اليسار في العالم نحو هذه الثورة أملا بها أن تكون ثورة فكرية اجتماعية على الرأسمالية الامريكية التي خنقت العالم وأثقلت كاهله بالسيطرة والهيمنة , ذهب إلى إيران "ميشيل فوكو " كمراسل صحفي من فرنسا , قابل الخميني وجالسه , ومن قلب المشهد الثوري هناك , ومن وحي الطاقة " الروحية السياسية " لزعيم الثورة وملهمها الخميني كتب مقالته : الاسلام برميل بارود سيفجر المنطقة ......
فوكو محترف السلطة والخبير بآليات وميكانيزمات أدائها واختراقها للفعل الانساني أدرك أن الاسلام سيكون مستقبل المنطقة ,
ذلك المستقبل المتنبأ به صار الآن حاضرنا , فالاسلام انفجر في المنطقة وشظّاها وشظانا إلى عصائب , وجبهات , وأحزاب , والآن إلى دول وامارات اسلامية ......
أتمّت ايران ثورتها , وأرادتها ثورة سلفية كربلائية اختارت فيها الشيعي كرمز للظلم الانساني , عوض أن تنتصر للانسان المقهور المظلوم مجردا من الاثنيات كما كان الأمل اليساري بها , فابتعثت من التاريخ الحسين رمزا شيعيا لهذا الظلم ونصّبْت الفقيه وليا على الثورة , وأحيتْ المهمش التاريخي في المنطقة .
تدحرج البرميل الاسلامي وصدّرتْ ايران ثورتها للمنطقة العربية ذات اللون "السني " ., غرستْ كيانا سياسيا ألبستْه عِمامتها المذهبية والطائفية وأسمته " حزب الله " في دلالة متفجرة لا لبس فيها على حضور ذلك الصراع التاريخي القديم على ملكية سلطة الوحي , وسلّحَتْ هذا الكيان بأيديولوجيا "المقاومة " مقاومة العدو الاسرائيلي في محاولة نفسية منها لتوجيه طاقة العداء السني لدى الشعوب العربية إلى الخارج حتى لا تتفجر بها وهي الأقلية الشيعية والعدو الداخلي التاريخي , ومكّنتْ مشروعها أخلاقيا بالقضية الفلسطينية , القضية الآرقة التي أقضّتْ مضجع الانسانية لقرن مضى , ووصمة العار الانساني في بشرة العالم واليسار بخاصة الذي أريقت مع دمها وأرضها شعاراتُه ووعوده لها بالتحرير والحرية .
غرسُ كيان سياسي بلبوس مذهبي أو طائفي " حزب الله " , وتسليحه أيديولوجيا "بالمقاومة" , وتمكينه أخلاقيا من " القضية الفلسطينية " , في منطقة عربية متخلفة فكريا وفلسفيا , ولم تُحسم فيها بعد القضية الاثنية ثقافيا عبر التنوير الفلسفي , ولا قانونيا عبر الدولة ..هو محض نحر داخلي , هو محض داعش ..
لم يكن أمام البرميل الشيعي المدحرج إلى قلب العالم العربي الضعيف الاّ أن يرتطم بالبرميل السني ,فيلتحمان على أرض سورية والعراق مثلما التحما قديما , ولم يكن أمام الجسد الاسلامي خيار آخر الا أن ينفجرأوينتحرأويُنحر .....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي
.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |
.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ
.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا
.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟