الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلالٌ ثابتة

تغريد الكردي

2015 / 1 / 31
الادب والفن


ليالي مَضت يستجدي إغفاءة تشبه عمرهُ الراحل , ليالي مَضت عبثاً .. على طرف السرير البعيد عن النافذة يُزيح الغطاء عن قدميه و يراقب الظلال المنعكسة على دولابه القديم , لا تدور لكنها تومئ بحنانٍ يعرفهُ و تختفي .
لَهيبُ فرحٍ مكسور الخاطر بَرق تواً من قلبِ الجليد يتلألأ في عينيه , ظلهُ يُغازلها بهمس " احبكِ " و يدسُ ورقة صغيرة في كتابها الفاصل بينهما حين جلس جانبها في الباص .. و يبقى يَرقُب ليالي و نهاراتٍ دون إجابة و قَبل الذبول بيوم , محني الرأس يُحصي خطوات المارة امام مكان عملها تلتقيه و يبدأ اليوم من جديد .
لا ينقلب فقط يُغمض عينيه بِنصف إغفاءة و تتجلى صورتهُ امامها تَدفع عربة طفلها الصغير و خاتم الخطوبة مازال خَجلاٍ في بنصرهِ الايمن , بضعُ كلماتٍ و ينتهي اللقاء الاخير .
يفتح عينيه على سرّ تلك الرسالة , لم تعلم بوجودها و لم تستلمها قط , حين عادت الى المنزل تَركت الكتاب على منضدة قرب الباب و سَقطت الرسالة في يدِ قريبها .. سنوات و هو يراقب خطواتها لينتهي أبا لأطفالها الثلاث .
في لقاءهما الاخير سألها ..
• " كيف أهتديتي لي ؟ "
- أجابت بابتسامة خجولة " طال انتظاري لكلمة منكَ "
• " و الرسالة .. ألم تستلمي الرسالة ؟ "
- " أيُ رسالة ؟ "
في اتصالٍ هاتفي .. " رسالتكَ كانت سبب ارتباطي , لم أراها و لطالما نَكرتُ وجودها و اتهمت زوجي ( الان ) بأختلاق القصة .. لم يعد مهما ما حدث بعد ذلك ... هل يمكنني معرفة ما احتوت رسالتك لي ؟ " .
• " لا اتذكر الكلمات , لكن اسمي و رقم الهاتف اكيد ضمن التفاصيل " .
- " نعم . " .
تَبتعد الشمس قليلا عن النافذة , تَشتد الظلال في التحامٍ ملحميّ و تَعدو , و يبقى ينظرها بعينٍ ثابتة , تَعبَ جفناه , أسدلهما في استسلام و من خلفهِ تتحرك ثيابهُ , الاوراق و الاقلام و صوتٌ له سنوات و سنوات تَعوده .
- " لم تشاركنا الفطور .. شارك الاولاد الغداء " .
يَنقلب ناحية النافذة , يُراقبها جيداً .. " هل تُحبه ؟ .. هل أحبتهُ يوماً ؟ .. تلك المرأة حزينة الملامح دائماً , هادئة حد اللعنة احياناً , لم تناقش ابدا سبب هروبه من النافذة و انزوائه المستمر على جهةٍ واحدة من السرير .. انها تعلم .
نعم أكد لنفسهِ لطالما كانت تعلم " .
اقتربت منه , جَلست جانبه على الحافة .. " الليلة عليكَ نسيان كل الظلال " ,
مَررت اصابعها بين خُصلاتِ شعرهِ كأنها تَدس الحروف , " علينا اتمام الزيارة على اكمل وجه , ان تمت الخطبة اليوم لن تطول الاشهر و يكون لنا حفيد " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح