الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السِحنات

أحمد سواركة

2015 / 1 / 31
الادب والفن


السِحنَات
في قوانين الغربيين ( أوربا وأمريكا ) يجرمون التفرقة العنصرية من منطلقات لون البشرة والدين والهوية والأعتقاد وما إلى ذلك . هذا على مستوى القوانين التي تخص العام والمؤسسات وشعار الدولة الحديثة ، لكن على مستوى الشارع والحياة اليومية ، يختلف الأمر بشكل صريح ، فنجد أن نيجرو هي شتيمة يطلقها السكان الغربيون على الأفارقة السود وعلى غرار هذا نجد أن الملونيين أيضاً ينهجون نفس النهج ويطلقون على الأفارقة السود العبيد ، وهذا إن ظل في إطاره الثقافي قد لايكون مشكلة ، لكنّه يتضح جلياً في المعيش اليومي ، فعندما يتقدم شخص أفريقي إلى العمل في محلات معينة يرفضونه لأنه نيجرو ، وكذلك لايقدمون له خدمات معيّنة في بعض الأماكن على أساس أنّه نيجرو . ايضاً هذا ينسحب على جميع الملونين ، فهم لايستطيعون الحصول على بعض الوظائف فقط لأنهم ملونون ، رغم أنهم مولودون في ذات البلد ويحملون جنسيتها طبقاً للقوانين . الذي يشتكي منه الجميع ، هو عندما يوقف رجال الشرطة المارة على الحواجز ، فيشعر الجميع بالأهانة وهم يوقفون السود والملونين بطريقة خاصة تختلف عن تعاطيهم مع البيض في فرز الأوراق الشخصية ، وبهذا نجد أن جميع المهاجرين يعانون من أمراض نفسية تتراوح من العصاب حتى الشيزوفرينيا وكراهية الذات ثم يتطور الأمر إلى أن يندمج هؤلاء في فكرة الكراهية ويتوحدون مع العنف ، وهذا ماأطلق عليه أنا ( نظرية السحنة ومستقبل العنف ).





التماهي مع الجلاد
بعد أن يتشوّه المهاجر من الداخل ، ويظل به شيئاً من الصحة النفسية فهو ينشط عكسياً ، يبدأ في محاولة الأندماج ، وعندما يتأكد له أن الأندماج ليس ثقافياً ، يصيبه نوع من اليقين من أنّه في المكان الخطأ بفارق عدم قدرته على التراجع رغم مصابه بالنوستالجيا لعدة سنوات ، ثم يجد أنه لامناص من الأنعزال مع مجموعات تشبهه تشكل قبائلا للمهاجرين ، أو المتاجرة بشيء يعرفه ، وهو لايعرف بالطبع غير الماضي وتاريخ الهوية الأولى ، فينكب على دراستها من جديد ، لكن بالمنهج الغربي الذي يضمن أنّه سيلقى استحسانا من الغرب ، وبهذا يضمن على الأقل موضعاً معنوياً له في الغرب بدون الشروط الجينية المجحفة في الشارع .
المهم في مايتعاطاه هو أن لايقترب من التشكيك في المحرقة ، ولايقترب من معاداة السامية ، ويشيد بحقوق المثليين ، ويوزع بعض الجمل الرشيقة في كراهية العرب والمسلمين ، ويجب أن يكون صريحا وواضحا وهو يؤكد على حق اسرائيل في الوجود وأن فلسطين قضية صنعها مجموعة أرهابيين .
بهذا يكون له الحرية في التعبير عن ذاته ثقافيا ويعطيه هذا شعوراً بالتماهي مع جلاد العناصر ( العِرق والدين والهوية )




جلد الذات وكراهية النفس

المهاجر أو المنفصم ، عندما يتعافى من صدمته الأولى يمر بمرحلتين مهمتين : جلد الذات أولا ثم كراهية النفس . هاتان المرحلتان تستحوذان على كل منجزات الوعي عنده ، كي يقنع الآخر بأنّه ليس خطراً على مستقبل الحضارة .
عليك أن تكره أهلك وذاتك وتاريخك الثقافي كي تقنع الآخر بوداعتك أو رغبتك في أن تنتمي إليه . هذه نوافذ اللاوعي المكبوت تلك التي يتغّذى عليها علم الأستشراق والصفقات التي تتسرب لموارد الشعوب بواسطة عروات ثقافية تتمكن من المهاجر( من القمع العام ) ليتمكن من فردية هي بالأساس هستيريا تتضمن أمراضه التي آمن بها واقتنع تحت تأثير مخدر الحضاري وتفسيرا لرغبة الغرب في تحويله إلى عبد يطيعه ويتبعه .



الشعور بالدونية

الذي يعاني من مرض الدونيه التي تصيب المهاجرين ( الجرين كارت أم ثقافيا ) هم الشعوب التي ينتمي إليها المهاجر وليس الغرب . هذا المسحوب النفسي والضخات الشعورية تجعل من المثقف تاجراً لايعرف أن يتناول مواضيع تبتعد كثيرا عن شكواه من الشعور بالدونية على مستوى اللاشعور ، فيظل بلا موضوع ، فقط يطارد الماضي والتاريخ بأعمال تدينهما في الأساس دون أن يختبر هذا مع جلاده الغربي ،رغم أنّه في وجاهته الأعلامية يتشدق بالحداثة والقطيعة وما إلى ذلك من مصطلحات يتعلّمها بعد وصوله هناك أو وهو واقف في غريزة التحوّل .
يجعل نمط الكراهية اسلوباً لحياته ، فهو يردد : العرب متخلفون ، الأسلام دين إرهاب وماإلى ذلك من الجبهات الحديثة ضد الهويات بروح رجل أعمال يبحث عن صفقة نحو الغرب .
السؤال المهم : مالذي تفعله أنت بكل هذه الأمراض ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟