الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لإنسنة القضاء على الدواعش

وسام رامز قبلان

2015 / 2 / 1
الارهاب, الحرب والسلام



ساهمت الأعمال الوحشية الداعشية من ذبح و صلب و سحل و مجازر جماعية بحق مدنيين أو أسرى عزل من السلاح ،بإضفاء مشروعية اخلاقية للتخلص من تلك الفئة المتجردة من القيم الانسانية والاخلاقية . والتي أعادت البشرية اليوم الى مشاهد أزمنة و حقب غابرة من التوحش و الدموية تقرأ في كتب التاريخ.

للأسف قد لا يوجد سبيل بمواجهة تلك الفئة في الواقع الحالي،سوى العنف المضاد الذي يقضي على وحوشها و يردع من يفكر بالتوحش بالمصير الأسود.
العنف المضاد هو عمل حتمي يفرضه تحول الفكر الهمجي المتوحش الذي يعتنق من تلك الفئة البشرية الى ممارسة عملية يومية و مصدر فخر واعتزاز لها و عامل مستقطب لمن يكتنزون قابلية التوحش الى صفوفها بما توفره من ميدان و مسلك يغذي و ينمي و يوفر لهم المجال لتطبيق غرائزهم الدموية على الضعفاء و ألابرياء لا حول ولا قوة لهم.
العنف المضاد هو الحل حيث الكلمة الطيبة و لغة العقل و المنطق و الضمير الانساني لا مكان لها في قاموس و قانون و روؤس من نبذها و احتقرها و تفاخر و اعتز بممارسة أضدادها من أفعال دموية في أبشع صورها الوحشية.

شكلت مشاهد الوحشية الداعشية مادة محورية من الجهات المعادية لها و خاصة التي عانت من وحشيتها لتبيان مدى الخطر المتشكل من الدواعش على حياة الانسان بشكل خاص و القيم الانسانية و الاخلاقية و المظهر الحضاري في عالمنا الحاضر و التاريخ الذي سيرفد أجيال المستقبل بصوره و قيمه و سلوكياته.

لم تسعف الأعمال الوحشية الدواعش بالوصول الى الهدف المبتغى منها لترويع و ترهيب الأخر و من ثم لالحاق الهزيمة السهلة فيه و إستغلالها هي أيضاً لمزيد من عمليات الترويع و الترهيب الوحشي بحق من وقع تحت أيديهم من أبرياء و عزل . تلك الأعمال الوحشية ما لبثت أن تحولت بعد مدة من الزمن الى عامل تحريضي أجج المشاعر و أوقد الهمم في الطرف الأخر للمواجهة الشرسة بكل ما أوتي من قوة كونه أمام خيارين إما القتل أو الذبح.
وبالفعل و الواقع بدأ الوضع الميداني ينقلب على الدواعش و لحقت بهم هزائم كبيرة و صاروا في موقع الدفاع و الهرب المتلاحق، لكن ما يسرب من مشاهد وأخبار لبعض الأحداث والسلوكيات من الجهات المقاتلة ضد الدواعش في الميدان، لا تعكس الوجه الانساني والحضاري للمقاتل في سبيل القيم و الانسان ضد التوحش و الاجرام السادي، فبدل أن يكون القتال ضد الوحشية نجد أن البعض سواء بقرار فردي أو قيادي ،يعيد إنتاج الوحشية نفسها و بنفس صورها ، ليشكل بظنه ثقل توحش موازي أو أثقل من الداعشي، قد يساعده بالحاق الرعب في قلوب الدواعش و يشفي صدور التائقين للإنتقام ممن سبق أن تعرضوا للوحشية الداعشية.
وهذا السلوك غاية في الخطورة فكأننا نرواح مكاننا بتبديل داعش بداعش أخرى و بدل محاولة القضاء على مصادر الوحشية يزاد و يوسع في انتاجها و ممارستها. و من هذا المنطلق، الوحشية الداعشية و الظلم الذي تنتهجهما داعش وأخواتها حتى لا نحصر تلك الأعمال بجهة ذاع صيتها على حساب جهات أخرى جرى إبعاد الأضواء الاعلامية عن ممارساتها الوحشية ،لا يبرر لأحد إعادة صنعهما و إنتاجهما من جديد، بحجة السن بالسن و البادئ أظلم.

لا بديل عن مواجهة داعش وأخواتها و السعي لسحقها بكل حزم و شدة والحاق الهزيمة بمشروعها و تبديد حلمها من أذهان و لاوعي مناصريها و المتعاطفين معها، لكن بالقتال الشريف النظيف الذي يخضوه المقاتل المحترف الذي يقضي على الداعشي وجها لوجه و يتعالى عن التمثيل بالجثث أو بمجرد التفكير بقطع الرؤوس و سحل الجثث في الطرقات.

يكفي عالمنا اليوم ما شاهده من فظائع و وحشية من حقنا أن نقضي على مصادرها و ليس من حق أي أحد أن يوسع في إنتاجها بحجج واهية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر