الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر وتنين الارهاب ..

رشا ممتاز

2015 / 2 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يختلف الارهاب فى مصر والعالم العربي عن الإرهاب فى الغرب في كونه ليس حدث وافد ا وغريب على الثقافة الاوروبية أ و مجموعات مدعومة من جماعات خارجية مسلحة تستهدف امن البلاد ..
الارهاب فى بلادنا هو وليد الثقافة العربية والإسلامية والناتج الطبيعي لخطاب ديني اصولى ومناهج دراسية تنتج ألوف الإرهابيين يوميا فلو لم يكن بالضرورة كل اصولى ارهابى فكل ارهابى اصولى !

فعندما يدرس الطالب فى المدرسة قصة غزو عمورية التى سميت كما سميت جميع الحروب والاعتداءات الغاشمة على الدول المسالمة بالفتح !!
ويلقن ان من قام بالفتح المبين هو الخليفة المعتصم وسبب ذلك ما ذكره أهل التواريخ أن رجلاً وقف على المعتصم فقال يا أمير المؤمنين كنت بعمورية وجارية أسيرة قد لطمها علج على وجهها فنادت : وامعتصماه ، فقال العلج وما يقدر عليه المعتصم ؟ يجىء على أبلق ينصرك ، وزاد في ضربها .

فثار المعتصم وسأل الرجل : في أية جهة عمورية ؟ فقال له الرجل وأشار إلى وجهتها هكذا، فرد المعتصم ووجهه ليها وقال لبيك أيتها الجارية لبيك ، هذا المعتصم بالله أجابك ، ثم تجهز إليها في اثني عشر ألف فارس أبلق ، وتقول المصادر التاريخية أن فتح عمورية كان صعباً جداً بسبب منعة حصون المدينة وإحكام الحراسة فيها ، ولكن الحقيقة تقول أن المعتصم كان ذو قدرةٍ عسكريةٍ كبيرةٍ بحيث استطاع أن يدخلها بعد أن دك أسوارها
بالمجانيق فأسر ثلاثين ألفاً وقتل ثلاثين ألفاً ، وأمر بعمورية فهدمت وأحرقت !!!!

ثم يحفظ الطالب المسكين قصيدة ابو تمام السيف اصدق انباء من الكتب فى حده الحد بين الجد واللعب !!

فماذ نتوقع من الطالب ان يكون عالم فضاء او ذرة مثلا ؟؟ و لماذا نستنكر استخدام داعش للسيف وقطعها للرؤوس اذا كان السيف اصدق انباء من الكتب زى ما الكتاب قال ؟؟ ولماذا نستغرب من دك المدن اذا كان المعتصم دكها واسر وقتل ثلاثين الف من اجل امرأة !!!!!

تم اضافة كتاب تاريخ مؤخرا لمقرر الصف الثانى الثانوى فى 2014 يحمل عنوان مصر والحضارة الاسلامية !! الكتاب ده بينصر جيوش المسلمين الغزاة على المقاومة المصرية !!!! وبيتفاخر بأن المقوقس حاكم مصر أرسل لابن العاص ليتفاوض معه لانهاء القتال ولكنه رفض التفاوض بكل فخر وخيره بين الاسلام أو الجزية او القتل !!!!

أما مناهج الأزهر بقى فحدث ولا حرج حيث يجوز فيها قتل تارك الصلاة وشوي لحمه !

هكذا تشكل عقول أجيال المستقبل على الإرهاب حيث يهمل تماما دراسة التاريخ المصري والقبطي ويتم التركيز على التاريخ الاسلامى العربي الدموي وعلى مشروعية القتل في سبيل الله ويلقنون بأن الاعتداء فتح والقتل جهاد ويمجدون قادة الغزوات ويعتبرونهم نماذج للبطولة فتكون النتيجة الطبيعية هي خروج أجيال تمجد ابن لادن او أبو بكر البغدادي سيرا على خطى الصحابة !!

عندما حدثت عملية شارلي ابدو الإرهابية في باريس انتفضت الجمهورية الفرنسية متسلحة بالقيم الفرنسية ومدافعة عنها مثل العلمانية والحرية والإخاء والمساواة ولم تكتفي فرنسا بالمحور الأمني ولكنها قامت بالعمل على عدة محاور مختلفة لمواجهة الإرهاب

منها المحور القانوني : حيث تم سن قانون يجرم مجرد دعم أو تشجيع الإرهاب بالكلام فكل من أيد الارهابين بالتصريح الايجابي تم إيقافه ومحاكمته , كما تم سن قانون يجيز إسقاط الجنسية الفرنسية على مزدوجيها ممن يثبت تورطه في التنظيمات الجهادية او العمليات الارهابية ..

المحور الثقافي : لمواجهة الإرهاب داخل المدرسة لأنها المؤسس الفكري للجيل القادم و هى الأصل والأساس في المواجهة الفعلية مع الارهاب وصمام الأمان لمنع تفشيه وانتشاره حيث تم دمج العلمانية وقيمها فى المنهج الدراسي للطلبة فى مختلف المراحل و قررت الدولة أن تتخلى عن حياديتها بشكل سلبي مع الدين و تدرس للأطفال الأديان الثلاثة بطريقة مبسطة حتى تقطع الطريق على المتطرفين دينيا من التلاعب بعقول الأطفال لجهلهم بالدين ...

المحور الدعوى -;- بهدف مراقبة المساجد ومنع الدعاة القادمين من المملكة الوهابية و الاعتماد على الأئمة المعتمدين من المعاهد الفرنسية المختصة بعد اعتمادهم على خطاب ديني صوفي متسامح خالي من العنف والعنصرية والتطرف ...


المحور الرابع الاجتماعى -;- عن طريق تطوير المناطق المهشمة و وضع خطة لدمج المهاجرين والحد من البطالة وتكريم النماذج الإسلامية المعتدلة لتكون مثالا يحتذي به حيث تم تكريم الشاب المسلم الافريقى العامل في المتجر اليهودي على عمله البطولي بعد أن قام بإخفاء الرهائن في تلاجه المتجر بعد فصل التيار الكهربائي عنها واتصل بالشرطة و ساعدها على اقتحام المكان بأقل خسائر معرضا نفسه للخطر ... فى حفل حضره الوزراء والقيادات البارزة وتم منحه الجنسية الفرنسية ليكون نموذج في التعايش والتسامح لدى مسلمي فرنسا .

اما في مصر و الدول العربية ما هى القيم العربية المحلية التي سنتمسك بها ونحتمي فيها وندافع عنها فى مواجهة الارهاب ؟؟؟ ها هى القيم العربية الاصيلة التي نمتلكها !! الثأر ,الشرف, العار ,القصاص , تقديس الحاكم ورجل الدين, احتقار المرأة و العيب والحرام !!!!
كلها قيم وشعارات بدوية قبلية هي نفسها التي يحملها الإرهابيون !!! نخشى الحرية ونعتبرها انحلالا ونخشى العلمانية ونعتبرها كفرا ونخشى المساواة ونعتبرها حراما !!!!

فأصبحنا نرى صوره عبثية لإرهابيين خاملين في مواجهة إرهابيين ناشطين !!! نفس العقيدة و المنظومة الفكرية وإن تفاوتت في الدرجة يحملها القاتل والمقتول لا فرق جوهري بينهما !!!

فبات سقوط المنطقة كلها في مستنقع الإرهاب الذي نفرخه يوميا مسألة وقت إذا اكتفينا بالمواجهة الأمنية فقط دون غرس ثقافة علمانية والعمل على مختلف المحاور كما فعلت فرنسا...

و ستكون مواجهة الإرهاب أشبه بمواجهة التنين ذو الالف رأس كلما قطعت له رأسا ظهرت له مئات الرؤوس الأخرى !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي للكاتبة رشا ممتاز
مريم نجمه ( 2015 / 2 / 1 - 12:10 )
تحية شكر للكاتبة المحترمة رشا ممتاز

دمت للثقافة والبناء الجديد لمجتمعاتنا وأجيالنا لِبنة وفكراً واعيا متحرراًسليماً

تقديري ومحبتي


2 - مقالك رائع ونتمنى المزيد
صلاح يوسف ( 2015 / 2 / 1 - 15:28 )
السيدة المحترمة رشا ممتاز

مقال جيد يعطينا فكرة عن عقلك الرائع في مواجهة مسلمات التخلف وجذور الثقافة البائدة، لكن كل هذا لا يكفي إذا لم نمتلك جرأة لمواجهة الجذور الفكرية للإرهاب والمتمثلة في قرآن محمد .. ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر / فضرب الرقاب / حرض المؤمنين على القتال ) ذلك أنه دون نقد القرآن وتسليط الضوء على المرجع الأساسي للحركات الإرهابية فسنظل نحوم في دائرة مغلقة.


3 - شكر للمعلقين
رشا ممتاز ( 2015 / 2 / 1 - 19:00 )
اشكر الاستاذه والكاتبة الفاضله مريم نجمة على كلماتها الطيبة

واشكر الاستاذ صلاح يوسف على تعليقة المشجع

مع خالص تحياتى


4 - توحيد دلالات المصطلح
محمد البدري ( 2015 / 2 / 1 - 19:55 )
مصطلحات كثيرة في حاجة الي اصلاح في دلالاتها واستخداماتها حتي ينضبط فهمنا لاحداث التاريخ. فكثير من اسباب الجهل ومراوغة العقل لذاته ليظل اميا معرفيا هو الاستخدام اللفظي حسب نوايا صاحب الخطاب وليس لطبيعة الحدث في ذاته. النموذج لما اعنيه لفظ -فتح عمورية- فما الفارق بين غزوة (فتح) عمورية وغزوة بني قريظة. فالعمل الاجرامي واحد والهدف واحد ونتائج الفعل واحدة. وهنا يصدق قولك في بداية المقال -الارهاب فى بلادنا هو وليد الثقافة العربية والإسلامية - وهو ما يفرض علينا اعادة فهم كل احداث التاريخ لا قدسية فمن الصعب علي العقل السوي الحديث ان يكيل بمكيالين لتقديس جريمة هناك وتجريمها هنا، جعلها عملا مشرفا قديما وفعلا مشينا الان. فداعش هي ذاتها السيرة النبوية في عرض باثر رجعي علي شاشة عرض يراها الجميع بعد ان جرت قديما بعيدا وفي غيبة من عيون البشر جميعا. الم يري اهل المكسيك ذبح الصحفي الياباني امس وشاهده اهله في اليابان في ذات الوقت كما ذبح بني قريظة قديما

اخر الافلام

.. شولتس يطلب الثقة الإثنين ويفتح الطريق أمام انتخابات مبكرة في


.. فارس سوري هزم باسل الأسد بالفروسية فسجن 21 عاما




.. اكتشاف مصنع للكبتاغون المخدر في منطقة دوما بريف دمشق


.. اشتباكات بين الأجهزة الأمنية ومقاومين في جنين شمال الضفة الغ




.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته داخل المنطقة العازلة بالجولان