الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عملية شبعا ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثأر وأقل من حرب

عليان عليان

2015 / 2 / 2
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


عملية شبعا ضد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ثأر وأقل من حرب
بقلم : عليان عليان
بغباء منقطع النظير وببلاهة إستراتيجية، كانت عملية قصف قافلة كوادر المقاومة في مزارع الأمل في القنيطرة من قبل العدو الصهيوني، حين اعتقد نتنياهو وزمرته الفاشية بأنهم سيكسرون توازن الردع والرعب مع مقاومة حزب الله وأنهم سيرسمون قواعد جديدة للتوازن والاشتباك.
وغاب عن بالهم أن حزب الله رغم دوره المشرف في سورية، أنه في كامل لياقته وجهوزيته التعبوية والعسكرية على جبهة إسناد سورية، وعلى جبهة مقاومة الاحتلال الصهيوني ، وفق قناعته الأكيدة بأن المعركتين معركة واحدة، وأن من يدير معركة الإرهابيين في سورية هو الكيان الصهيوني نفسه.
لم تمر أيام سوى عشرة أيام على عملية اغتيال كوادر المقاومة في القنيطرة ، حتى جاء رد مقاومة حزب الله مزلزلاً للعدو الصهيوني ، ومن حيث لا يحتسب ، فقد توقع الرد في الجولان لكن الرد جاء في منطقة شبعا المحتلة في جنوب لبنان ، ما جعل مستوياته الأمنية والعسكرية تعيش حالة من التخبط والارتباك ، التي باتت محل " مسخرة " الإعلام الإسرائيلي ومحل " مسخرة " الخبراء الاستراتيجيين العسكريين في العالم .
أبعاد عديدة لعملية حزب الله في مزارع شبعا التي أوقعت تسع آليات إسرائيلية بحمولتها من ضباط وجنود العدو في كمين محكم ، تمكن خلاله رجال المقاومة من أن يمطروا هذه الآليات بصواريخ كورنيت الروسية ، ما أدى إلى مصرع وإصابة كل من فيها ، وأبرز هذه الأبعاد :
أولاً : أن هذه العملية البطولية – ذات الطابع الأمني والعسكري المعقد – أعادت الاعتبار للعمق الشعبي العربي لحزب الله ومقاومته الباسلة ، وأعادت الاعتبار لحلف المقاومة ، إذ أنه منذ تناهى إلى مسامع جماهير الأمة العربية أنباء العملية وتفاصيلها، حتى نفضت عن نفسها غبار الإحباط ، وألقت بكل عمليات التشكيك والتدليس التي سوقها عليها أو على بعضها ، أولئك الإرهابيون التكفيريون أو أولئك الإرهابيون الذين تدثروا بدثار الحرية وحقوق الإنسان.
وعادت غالبية جماهير الأمة للالتفاف حول المقاومة وحلفها ، في سياق إدراك لطبيعة المؤامرة الصهيو أميركية الرجعية على هذا الحلف ، حيث كان العدوان الغادر على القنيطرة والرد المقاوم عليها في مزارع شبعا، بمثابة الصاعق الذي فجر ونسف أكاذيب المتآمرين على سورية وحزب الله وحلف المقاومة عموماً.
لقد صمت المتآمرون على المقاومة صمت القبور ، ولم يتلعثموا بل خرسوا عندما تناهى إلى مسامعهم قيام رجال حزب الله بردهم المجلجل في مزارع شبعا على استشهاد كوادر من المقاومة في القنيطرة بقصف إسرائيلي.
ولعلنا نذكر كيف أن أولئك العملاء خدم الاحتلال وأدوات إعلام الإرهاب الأمريكي الرجعي التكفيري ، كيف طلعوا علينا بتصريحات جبانة، تشكك في أن يرد الحزب على العملية الإسرائيلية في القنيطرة ،ونراهم الآن ينزوون في جحورهم كالفئران.
العملية أربكت قوى المؤامرة على سورية وحزب الله ، خاصةً وهي ترى أن ما بنته في سنوات ينهار أمام أعينها ، فقسم من أطراف هذه المؤامرة وإعلامييها والمطبلين لها لاذ بالصمت واختفى في جحوره ، وقسم آخر راح يلوك كلاماً هراءً لا ينطلي على احد على نحو " أن حلف المقاومة عميل لإسرائيل وأن هذه العمليات متفق عليها لصرف الأنظار عما يدور في سورية "!!
ثانياً: كما أن هذه العملية أكدت على أن العدو الصهيوني بات يواجه جبهة مقاومة واحدة وموحدة شمال فلسطين المحتلة، تمتد من رأس الناقورة جنوب لبنان حتى القنيطرة المحررة في الجولان ، ما يعني تشتيت قواه وإرباكه في أي مجابهات قادمة.
ثالثاً : أن هذه العملية أكدت على قدرة المقاومة في ضرب العدو الصهيوني في "أقوى حلقاته" وليس في أضعفها ، إذ أنه رغم الاحتياطيات الأمنية الإسرائيلية الهائلة في شبعا ، ورغم الرصد والمراقبة والاستطلاع الإسرائيلي في تلك المنطقة ورغم أن طائرات التجسس والاستطلاع الإسرائيلية لم تبرح سماء الجنوب.. رغم كل ذلك رصد رجال المقاومة ما يدور في مزارع شبعا من منظور استخباري استطلاعي متقدم ، وحددوا الهدف وانطلقوا في ساعة الصفر ليوقعوا قافلةً عسكرية إسرائيلية في كمين محكم أودى بضباط وجنود العدو بين قتيل وجريح.
رابعاً : كشفت عملية شبعا البطولية عن قدرات كبيرة للمقاومة في مجال خدعة الحرب والتمويه التكتيكي، وذلك من خلال التمويه بإطلاق صاروخين على مواقع العدو في الجولان في اليوم السابق على عملية شبعا ، حيث أشعرت المقاومة العدو بأن ردها سيكون في الجولان لتفاجئه بأن الرد في شبعا في جنوب لبنان.
خامساً: لقد فتحت هذه العملية آفاقاً واسعة، أمام وحدة فصائل المقاومة الفلسطينية مع مقاومة حزب الله ، ولعل حالة التضامن غير المسبوقة، التي أبدتها جميع فصائل المقاومة الفلسطينية مع حزب الله، وتثمينها العالي لعملية شبعا ، واستعدادها لتقديم كل ما بوسعها من دعم وإسناد لمقاومة حزب الله، وأنها على استعداد لتوحيد الفعل المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني .. لعل كل ذلك مؤشر على أفق قريب لوحدة فصائل المقاومة العربية ، وعلى تلاحمها مع حلف المقاومة، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن معظم هذه الفصائل باتت تعتبر نفسها جزءاً لا يتجزأ من هذا الحلف .
سادساً: أن هذه العملية تشكل درساً في إدارة الصراع مع العدو الصهيوني ومع أطراف الحلف الصهيو أميركي الرجعي التكفيري ، من زاوية أنها راعت معطيات الجبهة الداخلية اللبنانية من خلال شنها في منطقة محتلة في جنوب لبنان وغير خاضعة لمقتضيات قرار مجلس الأمن رقم 1701 ، وأنها منسجمة مع البيان الوزاري اللبناني الذي يؤكد على حق المقاومة في تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة في الجنوب، ومن زاوية أخرى أنها تراعي ظروف إدارة الحرب في سورية ضد أطراف المؤامرة ... وبالتالي فإن هذه العملية كانت بحق فوق الصفر وتحت التوريط ، وهي على حد تعبير سيد المقاومة أكثر من ثأر وأقل من حرب .
لقد أراد العدو الصهيوني من عملية اغتيال كوادر المقاومة في منطقة القنيطرة تغيير ميزان الردع لصالحه ، لكن عملية شبعا جعلت ميزان الردع يتغير لصالح حزب الله ، فالحزب أصدر البيان رقم (1) ما يعني أنه سيكون هنالك البيان رقم (2) إذا ما قام العدو بالتصعيد، لكن نتنياهو أرغى أزبد وتوعد لكنه لم يرد على الرد.
لقد أراد العدو الصهيوني من عملية الاغتيال تغيير قواعد الاشتباك، فجاء الرد من الأمين العام لحزب الله في خطابه يوم الجمعة الماضي، بأن الحزب لم يعد يأبه أو يتعامل مع أي قواعد للاشتباك ، وأنه سيضرب العدو في أي زمان وأي مكان إذا ما أقدم العدو على أي عدوان، أو أية عملية اغتيال لأي كادر من كوادر المقاومة وأنه لا يخشى الحرب ، بل سيواجهها ويحقق فيها الانتصار.
حزب الله وجماهير المقاومة لم ولن تشعر بالرعب ، وحلف المقاومة لم ولن يشعر بالرعب، لكن الرعب دب في قلوب كل المغتصبين الصهاينة، الذين باتوا يجهزون الملاجئ ، وخاصةً المغتصبين في مستوطنات الشمال الذين هربوا إلى الجنوب وباتوا ينظفون آذانهم للتصنت على احتمالية حفر الأنفاق تحت منازلهم وتحت مستوطناتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بو ناصر الطفّار وهالو سايكلبو يلتقيان جمهور باريس في حفل موس


.. بو ناصر الطفّار وهالو سايكلبو يلتقيان جمهور باريس في حفل موس




.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة