الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوة فتح والتوافق الفلسطيني أساساً راية منظّمة التّحرير تحمي مخيّم عين الحلوة

محمد بهلول

2015 / 2 / 2
القضية الفلسطينية


قوة فتح والتوافق الفلسطيني أساساً
راية منظّمة التّحرير تحمي مخيّم عين الحلوة

محمّد بهلول
على وقع المسرحيّة السّاخرة والتي باتت ممّلة من تكرار كاريكاتوري لشخوص ممثّليها ورتابة حوارها ما بين دخول وخروج بطلها الرّئيسي شادي المولوي من خشبة مسرح الأحداث- عين الحلوة- وتضارب المعلومات ما بين رأس الهرم الأمني الوزير نهاد المشنوق الذي أكّد وصول المولوي إلى عرسال، وضبابيّة معلومات وزارة الدفاع وأجهزتها الأمنيّة والمخابراتيّة ما بين الخروج والبقاء , انعكس على تصريحات الفصائل و القوى الاسلامية على اختلافها و تنوعها و تعددها ليؤكد حقيقة انه على الرغم من ردائة المسرحية , الا ان اخراجها متقن والمغزى الرئيسي ليس الا بقاء سكان المخيم اسيري الخوف والهاجس الأمني وإنتظار ساعة الصفر إما ليتنفسّوا الصعداء وإما أن يهجروا إلى اللامكان والمستقبل المهجول.
أثناء أحداث هذه المسرحيّة التي تحوّلت من التراجيديا إلى الهزل، تجري جريمتا قتل لشابين فلسطينيّين، أحدهما من النازحين من سوريا والآخر من سكّان المخيّم، لتعيد مسلسل الرّعب والقتل، لتفتك بما تبقى من أعصاب النّاس وترفع وتيرة القلق والخوف إلى أعلى مستوياتها.
المضحك المبكي أن هاتين الجريمتان حصلتا دون أن يلحظ تغيّراً ما في رتابة الحياة في المخيّم ولا تبدّلاً في تصريحات المسؤولين، ولا دعوة إلى الإستنكار ورفع الصّوت لا من الجمعيّات والمؤسّسات "الإنسانيّة" والأهليّة ولا من المبادرات الشعبيّة والشبابيّة ولا حتى من أشخاص عاديّين، كأن الجميع آمن بهذا القدر للمخيّم وسكّانه ولا رجاء يذكر من أي ردة فعل.
السؤال الكبير الذي يطرح على لسان الجميع علناً أو همساً، هل ما جرى ويجري أحداث متفلّتة لا رابط بينها، أم كلّها في سياق مشروع شفّاف المعالم، معروف الأهداف، صريح الوسائل، واضح الأدوات..!!
إذا عدنا قليلاً إلى الوراء، لماذا دمّر مخيّم نهر البارد، لأنه رفع راية تفريقيّة، جهويّة، تطرّفيّة وأدخل المخيّم وسكّانه إلى زواريب التجاذبات الداخليّة اللبنانيّة والصّراع الإقليميّ!!!!
ماذا جرى في اليرموك، رفعت رايات فصائليّة، تفريقيّة جزئيّة- جهويّة علمانيّة وتطرّفيّة مرتبطة بطرفيّ الصّراع والنّزاع في سوريا، فأدخلت المخيّم وسكّانه في أتون الصراع والنتيجة ما يعرفه الجميع.
اليوم، هل المطلوب أن يرفع بضعة أشخاص من هنا أو هناك، رايات فصائليّة، جهويّة، إسلاميّة أو علمانيّة، مرتبطة بجهات إقليميّة أو لبنانيّة تصطفّ على جوانب طرفيّ الصّراع على المستوى اللبناني الداخلي أو الإقليمي وحتّى الدولي.
لا حماية للمخيّم، ولا ضمانة لسكّانه، إلاّ براية منظّمة التحرير الفلسطينيّة، الموضوع هنا يتجاوز الإلتزام أو التأييد السّياسي أو الفكري وحتى المصالح الوطنيّة ببعدها الشّامل، بل انطلاقاً من المصالح والهموم الآنية، المقصود برفع راية المنظّمة، ليس اصطفافاً بل تأكيداً على:
أوّلاً: إعادة تثبيت الرؤية العربيّة الرسميّة وقرارات قممها "لبنان عضواً مؤسّساً في جامعة الدول العربيّة" لاحتضان الشعب الفلسطيني ودعم نضاله لتحقيق مصالحه الوطنيّة بقيادة الممثّل الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية. راية المنظّمة لاستمرار سياسة الدولة المضيفة للاحتضان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني، في حين أن أي راية أخرى تعطي المبرّر للدولة المضيفة للتحلّل من هذا الإلتزام.
ثانياّ: ان راية منظمة التحرير هي الرسالة الفلسطينية الرسميّة لوقوف الفلسطينيّين خارج إطار التجاذبات والإنقسامات الداخلية المحليّة والإقليميّة، في حين ان الرايات الأخرى هي الإعلان الرسمي لهذا الإنخراط والإصطفاف وبالتالي تحمّل المسؤوليات والنتائج، سياسيّاً وأمنيّاً.
ثالثا: راية منظمة التحرير هي عنوان حالة التعاطف الرسمي والشّعبي للدولة المضيفة وان كان لأسباب عديدة منها ما هو لبناني أساساً وبعضها ما هو فلسطيني، هذا التعاطف في أدنى مستوياته، الا أن أي راية أخرى هي مدخل طبيعي ومبرّر كافي لإحتدام حالة الجفاء وصولاً للعداء.
رابعاً: يعاني اللاجئون الفلسطينيّون على مدار سنوات النكبة من التعامل اللبناني مع الحالة الفلسطينيّة باعتبارها حالة أمنيّة، وان حصلت بعض الإنفراجات في هذه النظرة خلال الفترات السابقة، فإن رفع أي راية خارج أو بالتضاد مع راية منظمّة التحرير هو مبرّر كافي لإستمرار هذه السياسة بل وزيادتها إلى الحدّ الأقصى.
المصلحة الفلسطينيّة الآنيّة بعيداً عن المصالح الوطنيّة الشاملة والإستقرار الأمني النسبي لسكّان المخيّم ولكافّة اللاجئين في لبنان هو بأن تبقى راية منظمة التحرير لا أي راية أخرى هي الخفاقة والمرفوعة والمظلّة التي تحمي، والضمان لا يكون إلا بالتوافق الفلسطيني وقوّة حركة فتح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج