الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السرقات الأدبية : الشاعر المبدع -حسن أوس -ضحية نموذجية

خالد الصلعي

2015 / 2 / 2
الادب والفن


السرقات الأدبية : الشاعر المبدع حسن أوس ضحية نموذجية
***********************************************
تعتبر السرقة الأدبية من بين أبشع ما يمكن أن يأتيه الانسان من جرم ، ليس في حق الشاعر الأصل ، بل في حق السارق نفسه ، وفي حق القراء ، وفي حق القراءة والفعل الثقافي .
وهي اشتغال زنيم على عرق وجهد الآخرين كما يقول بحق الناقد الفلسطيني الراحل يوسف سامي اليوسف . انها امتصاص بئيس لأفكار وخيالات المبدعين ، ونسخ شيطاني لمنتوج روحاني على عرف النقاد القدماء .
ولن أناقش هنا ظاهرة السرقة الأدبية ، بقدر ما سأناقش نفسية وسيكولوجية السارق . وهي من أوضع وأحط النفسيات . فسارق القصيدة مثلا ، هو قارئ أعجبته القصيدة وشدته اليها ابداعيتها وجماليتها ، سواء من حيث اللغة أو الموضوع او التركيب او الخيال . وهذا يعني أنه متذوق بنسبة ما . فلا يسرق السارق الا ما يعجبه ويشده اليه ويروم امتلاكه ويتبناه كمنتوج شخصي ، دون الالتفات الى الأضرار التي قد يسببها لصاحب القصيدة ، والى الموقع أو المنبر الذي نشر فيه القصيدة المسروقة ، فيحوز ،اذا كانت القصيدة تستأثر بلب القارئ ، باعجاب القراء وتنويههم وتهنئتهم . وهم لا يدركون أنهم في الحقيقة يهنئون وينوهون ويعجبون بصاحب العمل الأصلي ، الشاعر الذي تقمصه السارق . كما أن انتفاخ غرور السارق عند التهنئة ووقع حلاوة التنويه عليه ، انما هو نفس وقع السارق الذي سرق أكلا لذيذا وراح يبتلعه بشهية ، وهو يبتلع نارا وقذارة في الأصل ، حسب التواضعات الانسانية والدينية .
هكذا يعيش السارق لحظات غيره ، ويسعد سعادة مسروقة . انه واقعنا المعاش بصورة أكاديمية وثقافية.
والمذهل أن الصديق الشاعر حسن أوس وبعد أن تعرض للسرقة من قبل أحد أدعياء الشعر ، راسل الموقع الذي نشر فيه السارق سرقته الموصوفة . وهي قصيدة بكامل بنيتها اللغوية ومناخاتها التخييلية والتصويرية . لكنه لم يتلق اي رد ، رغم اثباته بالدلائل الموثوقة نسبة القصيدة اليه نسبا بيولوجيا وفنيا وأدبيا وثقافيا . كما ان الشاعر اللص لم يرد عليه ، لا بالاعتذار ولا باثبات أحقيته بالقصيدة . وهو ما يثبت أن السارق غير مهتم بالفضيحة ، بقدر اهتمامه باعجاب قدر من القراء البرءاء بمنشور غيره. وهذا ما يدفع كل غيور وصدوق وشاعر وناقد مهتم يتنظيف معبد الابداع ومسرح المعرفة ومحيط الثقافة من الطفيليات والميكروبات القاتلة لامكانية نمو ثقافة أصيلة تعبر عن هموم ورهانات المبدعين والمثقفين العرب الحقيقيين .
تبقى الاشارة هنا ، أنه في عرف الابداع القح أن لايضيع جهد المبدع أبدا مهما حاول ضعاف النفوس الركوب على صهوات جياد فرسان الاضافة والخلق والعطاء . لا لشيئ الا لأن الابداع كيفما كان هو صورة طبق الأصل لصاحبه ، وهو تعبير لا يقبل التوزيع بين أكثر من فرد واحد .
فالقضية هنا لاتتعلق بسرقة معنى أو مشاكلة لفظ ، أو توليد دلالة من عبارة سابقة ، أو ما بينه الجرجاني في مستويات عدة كالسرقة والغصب والاختلاس والاغارة ، وما الى ذلك مما بينه ، انه سطو كامل ، بمعنى ان القصيدة بكامل جهازها ولغتها قد تم السطو عليها ، والاضافة الوحيدة هي تغيير اسم صاحبها الأصلي باسم السارق الناهب .
اننا لن نرتقي ما لم نقف صفا واحدا في وجه أولئك المرضى عديمي الضمير والمروءة . وصفعه بيد جماعية واحدة حماية للقريحة العربية ، وعبقريتها التعبيرية والجمالية .
والقصيدة موضوع هذا المقال تحمل عنوان " " بالأمس " . وهي منشورة في جرائد ورقية ورقمية ، وكتبت عنها دراسات نقدية وذوقية ، كما انها نشرت في كتاب عنوانه "قراءات نقدية في نصوص حداثوية " .
وهنا لا بد من الاشارة الى ضرورة لجوء الشاعر أوس حسن الى مستويات أخرى كتقديم السارق الى المحاكمة ،بتهمة السرقة الموصوفة والسطو الكامل على حق محفوظ ، وهو ما تكفله وتحميه قوانين الكثير من البدان العربية . ويبقى أن أدعو جميع المخلصين من شعراء وأدباء ونقاد ومثقفين الى الوقوف ضد هذ الظاهرة التي تقتل مشروعنا الثقافي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال


.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان




.. -مقابلة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ-.. بداية مشوار الفنان المغ