الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زعماء الزهايمر في زمن الضرورة

وليد خليفة

2015 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


اختيار الزعيم الكردي ، فؤاد معصوم ، لرئاسة العراق لم يأت من فراغ ، فالزمن يلزمه رجل فاقد لللذاكرة ، وإن كانت مواصفاته التعبوية تتطابق والشروط الموضوعية لرئاسة بلد تتقاذفه الحروب الأهلية وصراعات ابناء العمومة والأبعدون ، كردي ويتقن الفارسية وتاريخه مليء بالانتقالات بين المواقف ولا ضير لديه في الشهادة على براءة كل الأطراف من دم الكردي أولا والعراقي ثانيا ، قال مؤخرا في حوار مع رئيس تحرير جريدة الحياة السعودية ، أنه ألتقى الزعيم الأكثر تأثيرا في التاريخ الكردي حتى اليوم ، الملا مصطفى البارزاني ، بعد وفاته بست سنوات ، وأن علي حسن المجيد المشهور بعلي الكيماوي كان بريئا من دماء الكرد في حروب الأنفال ، وأن الرئيس التونسي السابق المثير للشفقة ، المنصف المرزوقي ، كان تائها في أروقة الأمم المتحدة ، أليس الزهايمر ضرورة في قبول رئاسة بلد مثل العراق وفي الظروف الحالية ؟ لولا الزهايمر لانتحر سيادة الرئيس.
كانت الأنظار تتوجه إلى وراثة عرش المملكة الأكثر تأثيرا على محيطها والأبعدون بحكم الشرط الديني والنفطي ، خرجت العائلة المالكة بشخصية تملك كافة المواصفات ، فالبغدادي يفرض نفسه كخليفة لامبراطورية تحلم بها سلالة آل سعود منذ بداية انطلاقتها وحتى التزاوج مع ليبرالية بلا ملامح ، والنقيض التاريخي الشيعي بات قاب قوسين وأدنى من تقويض السلطة المستمدة من الإله المستند على استراتيجية الغياب ، ناهيك عن الاشتراطات الاقتصادية القاسية ، الصراع بات لا يحتمل الحضور بقدر ما يشترط التناسي والقفز على اشتراطات الواقع والتحايل على المسئولية بالتناسي ، الزهايمر ضرورة في حال المملكة ، لذا كان اختيار الملك المقبل على العقد الثامن من عمره فرض كفاية ، ولم يكن التسريب حول دعوته الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتمهل في التعامل مع صدام حسين لينسحب من الكويت طرفةً يتداولها الخصوم وإنما واقعا ملزما لمواصفات وريث العرش في مواجهة العواصف المحيطة .
إلى تونس الخضراء التي ما أن وضعت رأسها لتنام على وسادة أخرى حتى اكتشفت حجم مخاطرة الاستناد على الذاكرة ومعطياتها ، كان لا بد من حل لإشكالية لا حلول لها ، النخبة تآكلت في الزمن الراحل غير مأسوف عليه وعليها ، الظروف تستدعي التناسي ، جيل الصراخ والمعارضة لم يجترح أي حلول سوى الاستناد على ذاكرة العويل والإعوال والضجيج ، في ظل هذا الظرف لا بد من الزهايمر ، ومن يستطيع فرض قواعد هذه الآفة سوى من صنع هذه الشروط ؟ الباجي قايد السبسي رمز من رموز صناعة التاريخ الذي لا بد من تناسيه ، الرجل تجاوز العقد الثامن ، الجيل الصانع لتاريخ المنطقة بكامل كوارثها ، يتقن صناعة شروط الحكم " الرشيد " والليبرالي جدا حسب المواصفات التعبوية والتقنية ، لم يأت اختيار التونسي له من فراغ ، فخلفه جيل كامل وركام هائل من الثروات والشعارات التي لا بد من العودة إليها ، أليست استعادة التاريخ إحدى الشروط العربية للانطلاقة المؤجلة ؟ المفارقة هنا لصالحه تماما ، الأجدر تذكر الزمن القريب ، زمن الانتشاء في تأسيس الدولة على معايير الأب المستعمر وليس البعيد المنبوذ تحت عناوين " محاربة الإرهاب " .
على مقربة منه ، ثمة كائن يدعى بوتفليقة فقط ، ينفع أن يكون عنوانا مثيرا في جريدة ، يثير الشفقة هو وكرسي البلاد والبلاد ذاتها ، ليس ثمة عنوان للجزائري سوى الزهايمر كضرورة للمرحلة .
ماذا عن سوريا ؟ الجغرافيا التي لا يعترف القابع على كرسيها بالذاكرة أساسا ، الملتف بعباءة من يستعيد عوضا عنه ذاكرة الانتقام الملحة ، ذاكرة حرب لم ولن تكتمل ، لذا فرضت شروط الزهايمر على الضفة البديلة ، فامتلئت شوارع المعارضة بوجوه منتهية الصلاحية ، ليس غريبا أن يمثل جعارة والمالح وغليون وكيلو والترك وأمثالهم مطالب الشباب السوري ، فالزهايمر هو الحل في ظل فقدان البوصلة ولا بد من وصال لا مناص منه ، الشروط التعجيزية تصنع وجوه يشترط تصديقها حصول معجزة لسنا بصددها .
فارس مصر الحالي هو شيخ الشباب ، محمد حسنين هيكل وما أدراك ما هيكل ؟ ، شهود عبقريته انضموا إلى متاحف التاريخ ، إنه ثروة لمن لا يريد حلا لشرط الزهايمر الملتصق بوجود المنطقة ومنه إلى ليبيا التي لا مناص لها إلا العودة إلى " زنقة زنقة دار دار " كي يكون النسيان نعمة لمن أراد تصحيح التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية