الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإصرار على الخطأ.. تياسة !!

عارف الصادق

2015 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عارف الصادق: الإصرار على الخطأ.. تياسة !!

يوم الخميس، 15 /1 /2015، الساعة العاشرة مساء، كان الموعد الأخير لتقديم القوائم الانتخابيّة للكنيست العشرين. رغم رفع نسبة الحسم، في هذه الانتخابات، إلى 3.25%، تفدّمت 15 قائمة لخوض الانتخابات، وهي شبه واثقة أن الفشل سيكون حليفها. معناه أن أموالا كثيرة، وأصواتا كثيرة فوقها، ستذهب هباء. بعض هؤلاء "المغامرين" واثقون هم أيضا بفشلهم. لكنّها فرصة لتعريف الناس بهم، مهما كان ثمن التعريف هذا باهظا. إلا أنّ بعضهم أيضا يندفعون في طريق الانتحار، مالا وسمعة، لا حبّا في الظهور، ولا في المغامرة، أو الشهرة. ببساطة، يقدمون على فعلتهم تلك.. تياسة ! انتبهوا: تياسة مفعول لأجله منصوب. اشكروا ربّكم أنّ نصيبا نحن العرب، من هذه القوائم الانتحاريّة هو 2 من 15 لا أكثر، ولكم أن تصنّفوهما في إحدى الفئات المذكورة آنفا !
في الماضي كان لي أكثر من مقال، قلت فيها بامتناع العرب عن التصويت للكنيست. تصوّروا كنيست "الديمقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط" بدون عرب. قلت في أحد المقالات أيضا إنّ الامتناع عن الفعل أقوى من الفعل أحيانا. اتّهمني بعض أصدقائي أني بذلك أدعم بعض الفئات الانعزاليّة بين العرب. وما أنا منهم طبعا. قلت رادّا على الأصدقاء اللائمين إني أقول رأيي، ولا يهمّني تشكيك المشكّكين ولا تأويل المؤوّلين. أنا رجل مستقلّ، لا أنتمي إلى جماعة أو حزب. وأقول ما أومن به دونما اعتبارات تكتيكيّة أو مصلحيّة. حزب عدد أعضائه واحد، محسوبكم، ولا يطمح في كسب المريدين !
لكنّي رأيت في الماضي، وأرى هذه الأيّام أيضا، أنّ دعوتي للامتناع العامّ عن التصويت لم يستجب إليها العرب جميعا، كما ظهر جليّا. وإذا لم تكن مقاطعة الانتخابات عامّة فلا أثر لها طبعا. مثل فسوة النسر. فلماذا العناد، رغبة في العناد، وحرق صوتي دونما سبب أو جريرة. هذا ما دعاني إلى تغيير رأيي، ولا أستحي من إعلان ذلك جهارا. على رؤوس الأشهاد. لأنّي قلتها وأعيدها هنا: لا عيب في تغيير الرأي أو الموقف، في السياسة وغيرها، إذا تغيّرت الظروف فاستدعت تغيير الموقف. بل قلتها غير مرّة، وأقولها هنا أيضا: التمسّك بالموقف إذا تغيّرت الظروف الموضوعيّة من حولك، فاستدعت موقفا جديدا- التمسّك بالموقف في هذه الحالة "جمود عقائدي". وبلغتنا الصريحة: تياسة. نعم تياسة !
أحد الأصدقاء دعاه ظهور القائمة الموحّدة إلى تغيير موقفه أيضا. لكن بعكسي أنا تماما. "كنت أنوي الانتخاب لاقتناعي بإحدى القوائم"، قال الصديق. "أمّا الآن فأنا لا أرضى لنفسي التصويت لقائمة تضمّ من أخالفهم فكرا وموقفا، على طول الخطّ"، أردف الصديق، بصدق وزعل واضحين. أرأيتم كيف يؤدّي الفعل ذاته إلى ردّين متناقضتين تماما في بعض الأحيان ؟ القائمة الموحّدة أقنعتني أنا بالتصويت، بعد أن كنت نويت المقاطعة. ودفعت صديقي إلى الامتناع بعد أن كان قرّر ذلك، من قلب وربّ !
ليسمح لي الصديق المذكور، رغم صداقتنا الطويلة المخلصة، أن أصارحه بخطل موقفه هذا. كلّ من ينتخب القائمة المتّحدة إنّما ينتخب "جماعته" في آخر الأمر، وإن اختلف اسم القائمة وحرفها. انتخاب القائمة المشتركة، في نهاية المطاف، هو انتخاب لمن ترغب فيه. وغيرك ينتخب "جماعته"، بنفس الطريقة. من يدري، لعلّ عددا كبيرا من نوّاب العرب في الكنيست يقنع المجانين من الأحزاب الصهيونيّة المتطرّفة، ومن يعتبرون أنفسهم يسارا، كذبا وبهتانا، أنّنا هنا مواطنون لا أقلّ منهم. ربّما أكثر. ولا بدّ في نهاية المطاف من اعتبارنا كذلك. شاء غلاة العنصريّن أو أبوا. هذه هو طريقا، ولا طريق لنا سواه !!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم خاركيف.. الجيش الروسي يسيطر على 6 بلدات ويأسر 34 عسكريا


.. حضور للعلم الفلسطيني والكوفية في حفل تخرج جامعة أمريكية




.. مراسل الجزيرة يرصد آثار الغارات الإسرائيلية على مناطق وسط قط


.. كتائب القسام تقصف قوات إسرائيلية بقذائف الهاون بمعارك حي الز




.. انفجار ودمار في منطقة الزيتون بمدينة غزة عقب استهداف مبان سك