الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنوب السودان والاعتراف بدولة فلسطين

كور متيوك انيار

2015 / 2 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


جنوب السودان والاعتراف بدولة فلسطين

كور متيوك
تقديم السفير كامل القزاز اوراقه اعتماده للرئيس كير الاسبوع الماضي كاول مبعوث لفلسطين في جوبا حادثة تستحق الوقوف عندها لما تمثله القضية الفلسطينية من اهمية ، وباعتبارها واحداً من اقدم الصراعات في منطقة الشرق الاوسط التي لم تجد حظها من الحل ، ومع ذلك مازال المساعي الفلسطينية مستمرة لايجاد حل لها وتحقيق الحلم الفلسطيني بان يكون لهم وطناً يشعرون بالانتماء اليه ، وطناً يعيشون فيها احراراً ، وشعب جنوب السودان يدرك معنى أن تنتمي الى دولة يقهرك وينفي انتماءك اليه ويزدري ثقافاتك ويقلل من مكانتك كانسان ، لهذا لم يكن خطوة قبول اوراق اعتماد سفير فلسطين مفاجئاً بل هي خطوة كان ينبغي لها ان تكون طال الزمان او قصر ، وهذا يغلق الباب امام الاتهامات العربية بان دولة جنوب السودان سيتخذه اسرائيل للاضرار بمصالح العرب في مصر وغيرها من الدول ، وخاصة مع بروز حرب مياه باردة بين مصر واثيوبيا ، والقلق السوداني بان اسرائيل ستستهدفها من الجنوب ، كل هذا ينفيها وجود سفير لفلسطين بجوبا وخاصة اذا اخذنا في الاعتبار أن القضية الفلسطينية لاكثر من نصف قرن ظل ياخذ مكانة مركزية في اهتمامات الدول العربية .
وكافة اجتماعات جامعة الدول العربية لاتغيب عنها القضية الفلسطينية ، مع ذلك يمكن ملاحظة تراجع الاهتمام العربي بالقضية الفلسطينية ، بعد ان التفتت الدول العربية الى تزايد احتياجات شعوبها التنموية والاقتصادية وتزايد المخاطر الامنية التي اصبحت اهم من كل شيء اخر ، بالاضافة الى ما اصبحت تشكلها حركة حماس من تهديد امني على العديد من الدول العربية وتدخلها في الشان الداخلي لبعض الدول مثل مصر بعد ثورة 25 يناير 2011م التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك ، ويعتقد أن عناصر من حماس ساعدت جماعات اخوانية من الهروب من السجون ، وفيما بعد تولت مناصب عليا في السلطة ، والتقارير الاستخباراتية التي اشارت الى تورط الرئيس المخلوع محمد مرسي في انشطة مشبوهة ضد الامن القومي المصري وسلامة ووحدة اراضيها مع حركة حماس في غزة مع اجهزة امنية قطرية وتركية ، كما ان الثورة التي اطاحت بمرسي اعقبها تورط حركة حماس بصورة كبيرة في قضية يعتبر مسالة مصرية خالصة ، وظهر تداعيات ذلك جلياً في سيناء والهجمات الارهابية التي استهدفت الجيش المصري .
ولقد ابدى الكثيرين الاستغراب حول كيف تم قبول اوراق اعتماد سفير فلسطين بينما كان حركة حماس ونائب رئيس مكتبها السياسي ورئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية وصف دولة جنوب السودان بـــ( اللقيطة ) لكن من المهم جداً أن يعرف الجميع أن حركة حماس وقطاع غزة لما يقارب العقد من الزمان اصبحت منطقة مستقلة وربما دولة في المستقبل ، واسرائيل ستحرص على تحقيق ذلك ، وان يظل الوضع على ماهي عليه ، مستقلاً الخلافات الفلسطينية الفلسطينية ، وظهر ذلك مؤخراً عندما توصل الفلسطينيين الى اتفاق للمصالحة واستطاعت ان تبطل تلك الاتفاق وعاد الطرفين في رام الله وغزة مجدداً الى خلافاتهم ، لذلك موقف حركة حماس لاتعبر عن موقف السلطة الفلسطينية ، فعندما وصفت جنوب السودان باللقيطة كان يقصد بها ترضية السودان .
لكن مايثير الاستغراب هو لماذا عندما صوت جنوب السودان عبر ممثلها وقتها السفير فرانسيس نزاريو لصالح دولة فلسطين اعتبرت الخارجية أن ما اتخذه مندوبها في الامم المتحدة لايمثل الموقف الرسمي للدولة ، ولقد تقدم فرانسيس باستقالته في يونيو 2014م من وزارة الخارجية ، وانضم فيما بعد الى التمرد وتم تعيينه في يوليو 2014م كممثل للتمرد لدى الاتحاد الاوروبي ، وفي حوار لصحيفة المصير في مطلع يناير 2013م مع المتحدث الرسمي بوزارة الخارجية ميوم الير قال " يمكننا أن اؤكد أن الموقف الرسمي للدولة كان هو الامتناع عن التصويت لصالح فلسطين ، ولكن الاخ المندوب لظروف خاصة لم يستطيع نقل هذا الموقف بصورة صحيحة ، ولكن الموقف الرسمي هو الامتناع " ووفقاً لميوم فان المندوب ويقصد د. فرانسيس نزاريو يتحمل الخطأ ، وعند تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة في يوم الخميس 18 ديسمبر 2014م حول حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره امتنع جنوب السودان بجانب كل من الكاميرون وتونغا وبارغواي عن التصويت لصالح القرار ، فكيف تصوت لصالح دولة مراقبة لفلسطين بينما تمتنع عن التصويت لصالح القرار الذي سيؤدي في النهاية الى اعلان دولة فلسطين المتمثلة في حق تقرير المصير ؟ .
في النهاية نتمنى أن لايكون قبول اعتماد سفير فلسطين امتداداً للاخطاء الغير منتهية في وزارة الخارجية ، وان لايخرج غداً الخارجية ويعتبر قرار اعتماد سفير فلسطين بانها قرار فردي ولم تدرس من قبل الخارجية ومن ثم يبدأ مسلسل البحث عن كبش فداء ، ونتمنى ايضاً ان لايكون امتداداً لما اشيع مؤخراً بتقديم الحكومة طلب للانضمام الى جامعة الدول العربية بعد أن حضر بنجامين اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مارس 2014م ، او ما قاله مريال بنجامين وزير الخارجية في نهايات شهر ديسمبر 2010م عندما كان وزيراً للاعلام وناطقاً رسمياً باسم الحكومة ، حيث قال لقد طلبنا مقعداً بجامعة الدول العربية لكن الحكومة السودانية رفضت ، فهل اعتماد اوراق سفير فلسطين هي تعبير عن حسن نوايا ، في انتظار عضوية جامعة الدول العربية ؟ .
ايعقل أن دولة واحدة تصوت لصالح قرار منح فلسطين صفة دولة مراقبة ومن ثم تحاسب مندوبها لتصويته للقرار ، ومن ثم يمتنع عن قرار يسمح بتقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين ، وتمتنع عن التصويت لقرار حول حق الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره وفي خاتمة المطاف تعتمد سفيرها ، ايحدث هذا في الواقع ام هي خيال ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب