الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-بعث وجيش سابق- بدل داعش , تخسروا أميركا وتربحوا الشعب

طلال الصالحي

2015 / 2 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


لا أعلم سبب خوفكم قول الحقيقة حكومتنا العزيزة حكومة التغيير , إن استبدلتم تسمية داعش بتسمية "البعث والجيش السابق" على العكس ممكن ستربحون أنفسكم فتخرجون من دائرة الرغبات الغربيّة "المغرضة" لأن إن طاحوا بها طحتم أنتم فانجوا ولات حين مندم , فالوصف "داعش" أساس إعلامي أميركي للهيمنة على العالم إحدى أهم مفرداته مسمّيات دينيّة واسم داعش دلالة دينيّة وهو المطلوب , لأنّ ما من مستعمر أو متسلّط ينجح باحتلاله بلد إلاّ بالدين وبرجال الدين , وهذا التاريخ وهذه صفحاته أمامكم تصفّحوها , لذا فسوف لن يتنازل الغرب عن مسمّياته هذه أبداً فهي أساس مشروعه في الهيمنة على العالم والّتي يطلقها إعلامه ويُلزم بها الدول التابعة له كالعراق مع الأسف وفي حال إزالتها أو استبدالها بتشخيص حقيقة الّذين تغلّفهم أميركا بهذه التسمية داعش فإنّكم ستعرّون وسائلهم في إرهاب شعوب الأرض : "إنّك إن أرعبت الأغنام سَهُل عليك الإمساك بها" , ولا تخافوا على مناصبكم فأميركا الآن بحاجتكم كحكومة للتغيير "مهدّأ" , فغيّروا .. تتصوّرون استبدالكم داعش ب"بعث وجيش سابق" ستتوسّع شعبيّة "المسلّحين" وسيساندهم الشعب وسيصبح حاضنة لهم شيعةً وسُنّة بعد الّذي مرّ عليهم من كوارث فاقت إجرام البعث وإجرام صدّام وإجرام الحصار وإجرام القصف الأميركي في "تحرير الكويت" وإجرام الغزو الأخير وإجرام أبو غريب وعمليّات الاعتقال والاغتصاب مجتمعين وبأضعاف؟ ذاك مستحيل .. فجراح الأمس لا يُمكن تُدمل بسهولة وإن غُطّيت بآلاف المحن الثقيلة .. يجب أن تُشعروا الشعب أنّ جروحكم من البعث والجيش السابق عميقة مثل عمق جروحهم , لأنّ بدون أن تشعروا الشعب تجانسكم معه فإنّكم وكأنّكم ستؤكّدون لهم يوماً بعد يوم أنّكم غير متجانسين معه وأنّكم لم تعانوا ما عانوه زمن الظلم السابق وسيصدّق ما قيل عنكم كنتم تتمتّعون ببحبوحة رغد عيش وبأنواع الملذّات في بلدان خمس نجوم وتتجاهلون ما كان يعانيه الشعب من ظلم وشظف عيش وقهر وامتهان وجوع , وستؤكّدون ما يُقال: "انّكم انتقمتم من المالكي واقتلعتموه من الحكم لأنّه ابن شعب السيّدة زينب كان يعيش بين الشعب الفقير الهارب المنهك يتعب مثلهم يعيش بين الأنقاض مثلهم ويشمّ طول الوقت نتانة مجاري مياه مكشوفة بين الأزقّة والحواري ويأكل العمبه بالصمّون, ولآنّه ليس من طينتكم , كما يًشاع منعتموه يكن مثلكم متنوّراً ومنعتموه يكن حوتاً مثلكم" , وسيتأكّد الشعب إن بقيتم تردّدون ما يمليه عليكم الغرب أنّ داعش بالنسبة إليكم "ماركة" أو علامة تجاريّة شهيرة تلائم أحاسيسكم المشبّعة بسطوة الاعلام الغربي "فأنتم غربيّون تقريباً أحاسيساً ومشاعراً إلاّ ما حرّم الله" ومنكم من وُلد بين أحضان الغرب لذا خبرتم تلاعبه بالمسمّيات حسب متطلّبات السوق فاستسهلتم ترديد ما يريد دون أن يُعلن .. لا تدفعوا الشعب لتفسيرات أخرى بتمسّككم هذا التمسّك الغريب بترديد ماركة "داعش" وكأن حياة العراقيين قبلها رغيدة منعشة وستُفسّر على أنّكم ترمون عداوتكم على شيء وهمي بالنسبة إليكم , ليس من بناة أفكاركم بل من بناة أفكار السيّد الكبير "أميركا" لكي تضربوا عصفورين بحجر واحد , فإن انتصرتم على داعش فإنّكم ربحتم , وإن لا سامح الله انتصرت عليكم وأنتم تعلمون وتكتمون أنّها ليست بداعش كما صوّر ؛ فإنّكم نئتم بأنفسكم من ملاحقة البعث والجيش السابق وستكون حجّتكم "أنّكم بترديدكم داعش ظننتم هي كذلك بحسب ما قيل لكم وقتها وانّكم لم تكونوا تعلمون" وستقسمون أغلظ الأيمان "للنظام الجديد" على ذلك أنّ من جاءوا ظننتموهم خليط أجناس وأنّكم "خُدعتم" كما خدع الكثير من الشعب ؛ فعندها ستطلبون السماح أسوةُ بالطلقاء فهي سنّة نبويّة طبّقها المعمّمون على البعث بشكل صحيح , وليس مهمّاً أنّ الثمن سيدفعه الشعب كعادته فقد تعوّد على ذلك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن