الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدبلوماسية الفلسطينية: ردّة فعل ام سياسة دائمة

محمد بهلول

2015 / 2 / 3
القضية الفلسطينية


لدبلوماسية الفلسطينية: ردّة فعل ام سياسة دائمة

محمّد بهلول

بعد ساعات قليلة على عمليّة شبعا الرادعة، وبعد أقل من ساعات على إعلان كتلة الديمقراطيّين في الكونغرس الأميركي- الشيوخ والبرلمان- عدم تصويتها على زيادة العقوبات على إيران، بناء لطلب الجمهوريّين الذين يحتاجون إلى ثلثي الأصوات- أي الحاجة إلى الديمقراطيّين حتى يتسنّى إقرار العقوبات والتفلت من الفيتو الرئاسي، أقدمت الحكومة الإسرائيليّة على إعلان عطاءات لبناء 420 وحدة سكنيّة استيطانيّة في القدس والضفة الغربيّة.
الإعلان الإسرائيلي سياسي واستفزازي إذ ما عرفنا ان الهدف الإسرائيلي هو تخطي المستوطنين عتبة المليون في حين انهم اليوم اقل من النصف وان (14%)منهم هم مستوطنون مبطّنون- اي يملكون وحدات سكنيّة في أراضي "إسرائيل"، وان ميزان الهجرة إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة هو في تعادل نسبي، أي الفارق ما بين الهجرة "من" و "إلى" إسرائيل تقارب الصفر تقريباً. إذن الحاجة إلى الإستيطان مفتعلة على أرض الواقع، والسياسة اليمينية تتحايل لتكثيف الإستيطان بشكل وهمي ومبطّن حتى نكاد نصل في السنوات القليلة القادمة إلى مجتمع إسرائيلي متنقّل ما بين الأراضي المحتلة عام 1948 "إسرائيل" وتلك المحتلّة عام 1967.
الهدف الرئيسي إذن من العطاء الإسرائيلي الجديد- كما من ما سبقه في السنوات الأخيرة- هو سياسي ورسالة واضحة في اتجاهات مختلفة، رسالة إلى الفلسطينيّين لوقف الهجمة الدبلوماسية باتجاه الهيئات الدولية، ورسالة الى الأميركيّين خصوصاً والغربيّين عموماً لممارسة المزيد من الضغط على الفلسطينيّين سياسيّاً واقتصاديّاً وماليّاً للكف عن محاولات التدويل والعودة إلى طاولة المفاوضات وفق الشروط الإسرائيليّة مقابل تجميد مؤقّت يتجدد بشكل متواصل للإستيطان. ولعلّ تصريح كيري من بريطانيا قبل اسبوعين حول معادلة "تجميد الإستيطان مقابل تجميد طلبات الإنضمام الى الهيئات الدولية" أكثر من واضح في هذا السياق.
الدعوة الى الإنتخابات المبكرة من قبل نتنياهو تهدف الى استدارة اسرائيلية لملاقاة الواقع الجديد الذي فرضته السياسة الفلسطينية الجديدة، فالهدف من الانتخابات هو اعادة تشكيل السلطة في اسرائيل وانتقالها من حكومة اليمين واليمين المتطرّف الى حكومة وسط – يمين، فقد نشهد في الحكومة الإسرائيلية القادمة، اضافة الى نتنياهو- هرتسوغ وليفني وموشيه كحلون ويائير لابيد، فيما يخرج كل من نفتالي بينيت وافيغدور ليبرمان، هدف هذه الحكومة على المستوى الفلسطيني هو الرهان مجددا على الوقت والتباطؤ الى ما لا نهاية في المسيرة السياسية.
ان وجود هرتسوغ في الخارجية الإسرائيلية سيكون عاملاً مساعداً لكي تحظى إسرائيل على دعم متجدد من المجتمع الدولي، وستكون قادرة على التعامل مع الإتفاق الإيراني المتوقّع، والأهم إعادة الحرارة إلى العلاقات الأميركية- الإسرائيليّة.
مع حكومة وسط- يمين سيكون الفلسطينيّون امام مفترق، إما عودة للإنخراط في العمليّة التفاوضيّة العبثيّة مقابل جزرة تجميد الإستيطان المؤقت "من كيسهم" وإما الإستمرار بالسياسة الهجوميّة والاندفاعة الدبلوماسيّة نحو إعادة تدويل القضيّة الفلسطينيّة والانخراط في الهيئات والمحاكم الدوليّة.
وزارة الخارجية الفلسطينية أعلنت بالأمس "1شباط- فبراير" ان الإعلان الإسرائيلي عن عطاءات لبناء 420 وحدة استيطانية سيفرض على الدبلوماسيّة الفلسطينية حثّ الخطى باتجاه الطلب من المحكمة الجنائية الدولية للنظر في ملف الاستيطان كقضية كاملة، عندما تدخل عضوية فلسطين حيّز التنفيذ في بداية نيسان القادم.
تدويل الإستيطان هو الردّ الفلسطيني على كلّ حذاقة نتنياهو وخباثة إسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30