الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش تبلغ أعلى مراحل البربرية باعدامها معاذ كساسبة

ميشيل حنا الحاج

2015 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


كتب الكثيرون عن وحشية داعش ووصفوها بأبشع الألفاظ، وذلك على ضوء نهجها الوحشي منذ ظهورها كانفجار بركاني على سطح الأحداث. وكنت من بين أولئك الكتاب الذين نددوا بأكثر من مقال بأعمالها الوحشية التي تمثلت بأبشع الصور والممارسات. و ذهبت الى حد وصفهم بالمغول الجدد في كتابي بعنوان "داعش بين افرازات الطائفية وظلامية الطرح" حيث أفردت بحثا مطولا محذرا بعنوان "المغول قادمون ومعهم مخططاتهم الذكية".

وقد أفردت في ذاك البحث، النقاط الست المعتمدة في استراتيجيتهم للانطلاق والانتشار بسرعة. ومن أهم هذه النقاط ، تعمدهم ارتكاب أعمال وحشية منفرة للمشاعر الانسانية تمثلت حتى تاريخ نشر الكتاب قبل أيام محدودة: بقتل الأسرى، واضطهاد الأقليات والقاء بعضهم من أسطح بنايات شاهقة، وباغتصاب النساء، وجلدهن في ساحات عامة، ورميهن بالحجارة حتى الموت، وبيعهن جواري، وقطع رؤوس الرهائن لديهم، اضافة الى بعض الاستخدامات للسلاح الكيماوي، وغير ذلك من الأعمال الوحشية. لكني لم أذكر في ذلك الجدول حرق الانسان حيا، فهذه تجربة مريرة لم تكن قد مورست بعد، وها هم قد شرعوا بممارستها باغتيالهم البشع للملازم الأول معاذ الكساسبة ، المواطن الأردني البطل الذي قضى نحبه بهذه الطريقة البشعة البربرية (كما وصفها الرئيس أوباما)، والمخالفة لأصول الدين الاسلامي كما بينت قناة "سي أن أن" موردة نصا قرآنيا أو حديثا يحرم قتل الانسان حرقا. فحرق الانسان هو حكم أوحق مقصور استخدامه على الله تعالى ينفذه على عباده الناشزين.. في جهنم وليس أثناء حياتهم . ولكن داعش أصرت على استخدامه ضد الشهيد الأردني لتبلغ بسلوكها ذاك أعلى مراحل الهمجية والبربرية.

وتضمنت مخططاتهم الاستراتيجية، تصوير عملياتهم البشعة تلك وعرضها على شبكات النت والتواصل الاجتماعي، كي يضمنوا وصولها الى أكبر عدد من الناس والقاء أكبر كمية من الرعب في قلوبهم. وكم تمنى المراقبون على الدول الغربية، أن تسعى لاغلاق قنوات تلك الشبكة اللازوردية في وجوههم، وتمنعهم من نشر صور أعمالهم الاجرامية على تلك الشبكة. لكنهم لم يفعلوا ذلك مع أنهم قادرين عليه. فأنا شخصيا قد حاولت مرة وضع شريط على اليوتيوب يصور عملية قيام أحد مقاتلي الجهاديين بممارسة الجنس مع حفيدته تحت شعار "جهاد النكاح" كما فسره الرجل، لكن الشبكة رفضت بثه وحذفته رغم عدة محاولات من جانبي لنشره، مما يعني قدرتها على الحيلولة دون نشر بعض هذه الأشرطة التي تظهر الأعمال الوحشية لداعش، لكن الشبكة لا تفعل ذلك الا عندما يكون الأمر مسيئا ومظهرا للمساوىء الأخلاقية لممارسة أولئك الجهاديين، كما حدث في قضية الجهادي وممارسته جهاد النكاح مع حفيدته.

فالدول الغربية النافذة والقادرة، لا تفعل جديا الشيء الكثير، أو ما يكفي على الأقل لمحاربة داعش حتى في مسار حرب التكتل الدولي المعلن عليها. والواقع أن الرئيس أوباما قد طمن داعش بأنه لن يفعل الكثير، فلن يرسل قوات برية، ولن يخوض حربا لقتل داعش بل لاضعافها فحسب، وأن الحرب لاضعافها قد تستغرق ثلاثة أعوام على الأقل. وهذا يجعلها تبدو لي أحيانا حربا كاريكاتورية أو غير جدية بما فيه الكفاية على الأقل، وهذا ما يجعل الألم مضاعفا على مقتل الشهيد معاذ كساسبه لأنه ذهب ضحية حرب لم تزل غير جدية من قبل الشركاء الغربيين.

صحيح أنهم قد لقنوا داعش درسا في معركتي كوباني وجبل سنجار، لكن المتوقع أن تبلغ كافة المعارك هذه الدرجة من القوة في كافة المعارك الجارية في كل ساحات القتال سواء في العراق أو في سوريا. ويمكن تشديدها بشكل واضح بتكثيف الغارات الجوية فحسب دون استخدام القوات البرية التي لا يرغب الرئيس أوباما باستخدامها لأسباب يجهلها الكثيرون.

واذا توقعت داعش أن عملها ذاك سيردع الأردن عن مواصلة نشاطه في التحالف، فانها مخطئة، لأن معرفتي بالشعب الأردني، ترجح أنه سوف يزدادا تضامنا مع قيادته السياسية والتفافا حولها لمواصلة مشاركتها في التحالف، باعتباره يخوض حربا لترسيخ مفاهيم أخلاقية تأكد له الآن أن داعش تعمل كل جهدها على مخالفتها والابتعاد عنها.

وقد يذهب الأردن الى ممارسة حقه بتنفيذ حكم الاعدام بعدد من الجهاديين المنتمين للقاعدة ولداعش، تنفيذا لأحكام صادرة بحقهم ولم تنفذ بعد، الا أنني شخصيا أستبعد أن يذهب الأمر الى حد تنفيذ حكم الاعدام في ساجدة الريشاوي. وكان أحد المواطنين الأردنيين قد افترض، ربما اجتهادا منه، أن يكون مرد مطالبة داعش باسترداد ساجدة من السلطات الأردنية، مرده الرغبة في الانتقام منها وقتلها بعد تعذيبها لاعتقادهم كونها قد أدلت بمعلومات أثناء التحقيق معها، ساعدت على ملاحقة "أبو مصعب الزرقاوي" - قائد تنظيم القاعدة آنئذ - وتصفيته في غارة جوية مفاجئة على مقره الذي لم يكن معروفا للكثيرين. وها هي الآن تستفز الأردن بحرقها الشهيد معاذ كساسبة حيا، لتستدرج الأردن الى تنفيذ حكم الاعدام فيها نيابة عن قيام داعش بتنفيذه بها. ولا أعلم اذا كان هذا الاجتهاد صحيحا أم خاطئا، ومع ذلك فاني أستبعد تنفيذ حكم الاعدام فيها، وأن يقتصر الرد الأردني على اغتيال الشهيد الكساسبة، على مزيد من المشاركة في التحالف الدولي، مع احتمال تنفيذ بعض أحكام الاعدام في من استحقها منذ زمن طويل ، وذلك ببعض الجهاديين المحكومين والذين طالت فترة انتظار تنفيذ أحكام بالاعدام صادرة بحقهم.

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية (Think Tank).
عضو في مجموعة (لا للتدخل الأميركي والغربي) في البلاد العربية.
عضو في ديوان أصدقاء المغرب.
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية.
عضو في رابطة الأخوة المغربية التونسية.
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين...(الصفحة الرسمية)
عضو في تجمع الأحرار والشرفاء العرب (الناصريون(
عضو في مجموعة مشاهير مصر - عضو في منتدى العروبة
عضو في "اتحاد العرب" (صفحة عراقية)
عضو في شام بوك.
عضو في نصرة المظلوم (ص. سورية (
عضو في منتدى فلسطين للفكر والرأي الحر.
عضو في مجموعات أخرى عديدة.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحويل الديكتاتور الى بطل عالمي
wafa ahmad ( 2015 / 2 / 4 - 07:05 )
تحية طيبة استاذ ميشيل
المثير للسخرية من ظهور عصابات داعش اليوم بعد اندلاع ثورات الربيع العربي جعل اي ديكتاتور عربي بطل قومي وعالمي بنضاله وصراعه في البقاء في السلطة مع قتاله لعصابات داعش
اليست هذه السخرية ان تجعل الديكتاتور بطل عالمي في صموده في البقاء في السلطة مع قتاله داعش وحقيقة اي ديكتاتور عربي يقاتل اليوم داعش وهمجية داعش فهو يساهم ايضا بفضح همجية داعش التي تنتهج جرائمها من نصوص القران وبالتالي هو قتال لانهاء الاسلام بصورة
طبيعية
ان عملية حرق الملازم الاردني معاذ الكساسبة فقط التتر وهولاكو فعلها في العراقيين ربما اعلم انه حرق الكتب في مكتبة بغداد ولانعلم ان احرقو البشر لكن داعش وهولاكو وجه واحد على مايبدو

داعش تقضي على الاسلام من خلال تطبقيها لنصوص القران في القرن الحادي والعشرين

اخر الافلام

.. منير كشو: هل -الحريات الفردية- ضرورة للديمقراطية في العالم ا


.. -في أعماق النهر-: حين يدمر قرش ضخم باريس قبل الألعاب




.. شاهد كيف تصرفت فتاة عندما انفجر جهاز كمبيوتر معها فجأة


.. مسؤول أميركي يؤكد دعم تحرير الرهائن..ووسائل إعلام تقول إن وا




.. تحديات كبيرة تواجه الجزائر في توفير استهلاك المواطنين للمياه