الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الثورة والثوريون .

محمد رمضان

2015 / 2 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


"عن الثورة والثوريين"

تأتى الذكرى الرابعة لثورة الخامس والعسرين من يناير ونحن فى حالة من التخبط السياسى الذى تعيشة الجماهير المصرية جميعها منذ التنحى . ذلك التخبط طبيعى جدا فى مجتمع لم يعتاد على ثورات حراك مجتمعى حقيقية بل ثورات بطعم الإنقلابات العسكرية التى تروج لنفسها على أنها ثورات شعبية .
دعونا نتفق على شيئ قبل أن نستعرض أى شيئ اليوم .. كما قالها أحمد ذكى فى فيلمة "ضد الحكومة " كلنا فاسدون لا أستثنى أحدا . وإن كان أحدكم يظن أنة معصوم من الخطأ فليذهب للجحيم !. أو ليقعد على مقاهى التنظير الثورى بجانب تلك الأجيال التى تعفنت من تنظيرها حتى ماتت .
كان أحد أكبر أخطاء الثوار لم يكن فقط خروجهم من الميدان بل أنهم خرجوا قبل أن تحكم ثورتهم .. لنقولها بطريقة أخرى عدم قدرة الثوار على خلق بديل للسلطة العسكرية والدينية أو عدم تصدير الثورة من الميدان للشارع المصرى .
كانت وما تزال القوى الثورية تعيش فى عالمها المثالى من القيم والمبادئ وذلك فى مجمله ضار جدا بالذات فى تلك المرحلة الحرجة التى مررنا بها وما زلنا بها حتى الأن .. فنحن حتى الآن كما يقولون " حبسنا فى خانة اليك " فخيانه الإخوان تمنع القوى الثورية من الإتحاد معهم لاسقاط ما يسمية الإخوان بالانقلاب . وعدم قدرة هذة الحركات على خلق الظهير الشعبى الكبير تمنعها من أن تتخذ أى إجراءات ثورية فى الوقت الراهن .
لا قدر الله لست ممن يدعون للتحالف مرة أخرى مع الإخوان ولكن لابد لك قبل أن تفكر فى قيامك بثورة منفردا أن تعرف أن الثورات لا تقوم بها الحركات الثورية بل الشعوب .
إن خطأ الثورة فى توسيع قاعدة المطالبة بالديمقراطية والحريه بين طبقات الشعب أجمع هو ما جعل تلك الطبقات اليوم تأخذ جانب الثورة المضادة التى نجحت بكل المقاييس فى البدء فى التشوية المتعمد للثورة .. ثم فى محاولة ناجحة لاستقطاب ما نسمية " بحزب الكنبة " لجانبهم تحت ستار الاستقرار وحماية الدولة من الإنهيار الذى يعقبة الفوضى .
بالطبع كان لابد لنا نحن الثوريون أن نفهم مقولة المخلوع " أنا والفوضى من بعدى " بقدر أكبر من الذكاء السياسى . كان لابد لنا أن نعرف أن الثورة المضادة قامت ونظمت نفسها لحظة تركنا للميدان بدون أن تحكم الثورة .
بالطبع خدعنا كلنا بالمظاهر والتحيات العسكرية وصور الأطفال مع جنود الجيش الباسل الذى حمى الثورة . ذلك من الطبيعى أن يحدث ولكن ليس من الطبيعى أن نستمر فى أخطاء الماضى . تلك الأخطاء التى كلفت الثورة الآن ألاف المعتقلين ومئات الشهداء .
لابد أن غياب التنظيم الثورى القوى القادر على قيادة تلك الجماهير الشعبية نحو تحقيق مطالبها كان له أثر بالغ فى فشل الثورة ودعونا لا نقول "فشل " لأننى أعرف أن ذلك اللفظ يمثل للبعض منكم خيانة لدماء من أ ريقت دمائهم فى شوراع مصر لتتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية . دعونا نقول أنها نجاحات غائبة لم تتحق حتى الآن .
لا يختلف أحدا على مبادئ الحرية والعدالة الإجتماعية التى ننادى بها ولكن كيف نعمل على إستقطاب جماهير الشعب إلىى جانب الثورة مرة أخرى ؟ تبقى إجابة هذا السؤال فى يد الشباب الذىن يريدون أن تنجح الثورة ولا خيار أمامهم سوى نجاحها .
ولكن دعونى أجتهد معكم فى محاولة الإجابة عن هذا السؤال .
فى ظل الفترة التى نعيشها الآن ومحاولة الدولة أن تخلق وضعا "مكارثيا " فى البلاد وأعتقد أنها نجحت لحد كبير فى إقناع عامة الشعب أن سقوط الدولة يعنى الفوضى وأن رحيل السيسى يعنى الإرهاب أو فى على الأقل عودة الإخوان لتصدر المشهد السياسى المصرى . ليس أمامنا نحن القوى الثورية سوى محاولة الحشد وإستدراج الدولة فى ملعب أخر بعيدا عن تلك الفزاعة التى يروجون لها ( الإرهاب ) . لكن لأى ملعب سوف نذهب ؟! أعتقد أن الملعب المتاح الآن فى ظل تدهور الأوضاع الإقتصادية هو ملعب المطالب الإجتماعية الذى يعج بالفرص السانحة لإحراز أهداف فى الثورة المضادة .
من ناحية أخرى لابد أن يشعر المواطن البسيط أنة يحتاج للثورة وهدم الدولة العسكرية الرأسمالية التى يعيش فيها .................. كيف ذلك ؟
فى ظل سيطرة الدولة على وسائل الإعلام ومحاولتها المستمرة لأن تجعل المواطن يشعر بأنة تحت خطر سقوط الدولة لابد علينا نحن أن نخلق ذلك الوضع الذى يشعر فية المواطن بفوضوية الدولة التى يعيش فيها حتى يتيقن من حتمية بل وضرورة سقوطها . ولكن كيف نخلق هذا الوضع الدقيق ؟!
أعتقد أن المواطن الذى يستمع كل يوم لإعلام يشوة الحقائق لم يجد البديل الأخر أمامة حتى يعرف تلك الحقائق . ذلك البديل الذى لا بد أن يتمثل فى عمل الحركات الثورية على الأرض مع تلك الجماهير حول التوعية بالحقوق التى تغتصبها الدولة . وهذا الدور لابد أن يبدأ من كل جامعة ومصنع وحقل تتعرض فية الجماهير الشعبية للإضظهاد بل لا أبالغ إن قولت " أنة يتم سلخ تلك الجماهير أحياء يوميا من أجل البقاء فى تلك الدولة " .
أما فيما يتعلق بالتيار الدينى فأعتقد أن الصراع القائم اليوم بين الإخوان والدولة قد استهلك جزءا كبيرا من شعبية تلك التيارات على الأرض وهذا يصب فى مصلحة الثورة عموما .
إن من حق الذين ماتوا لكى نعيش نحن نكمل حلم الثورة أن نفكر ألف مرة قبل أن ننتحر سياسيا بشراء عداء الشعب .. وحذارى أن تقع القوى الثورية فى فخ الخطاب الدونى الذى يتعامل به الإخوان مع الشعب الآن لأننا نعرف ما هى عواقب ذلك الخطاب .

فى النهاية لو كان المشهد السياسى يتسم بالعبثية والتخبط وضبابية لم نر لها مثيل فى السنوات الأربع الأخيرة فإن هذا لا يدعو لليأس والإنتحار السياسى بل للعمل على خلق مقاومة فعالة يشترك فيها الشعب حتى ينجح ثورتة وأعتقد أنها ثورتة وليست ثورتنا نحن فقط !.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية


.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل




.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا


.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا




.. Ctقتيلان وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل