الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاذ الكساسبة وتأملاته الأخيرة

محي الدين بكلرو

2015 / 2 / 4
حقوق الانسان


فجّر إحراق تنظيم الدولة للطيار الأردني، معاذ الكساسبة، موجة غضب في الشرق الأوسط، في حين أثارت المشاهد المروعة للفيديو الذي بثه المتشددون صدمة حول العالم.
معاذ الكساسبة، الطيار الحربي الأردني، ابن مدينة الكرك، البالغ من العمر 27 عاماً، وقع أسيراً في قبضة أكثر البشر إجراماً (تنظيم الدولة الإسلامية) المدعومة لوجستياً من قبل أكبر الدول عظامة وأكثرهم تظاهراً بتمجيداً الحرية وإحلال السلام حو العالم…
ظهر معاذ الكساسبة في الشريط المصّور الذي عرض من قبل عناصر التنظيم على مواقع التواصل الإجتماعي وكأنه يروي قصة خيبة الأمل الكبيرة بالإنسان في لحظة تأملاته الموشكة على الإنتهاء لكل مما كان يجري حوله من الحركة والحدث والدمار والجماد والرجال الملثمين..
كان يمشي بخطوات هشّة تتخلله الرضوخ للأمر الموقع عليه ،لابساً الكفن البرتقالي ،يلقي ببصره على الحجم الدمار المتواجد حوله ورائحة الموت المتناثرة في كل مكان، متجهاً بخطى معدودة نحو قفص، حيث الموت ينتظر، وكأنه وجه رسالته الأخيرة الى العالمً قائلاً :
"تأملوا الحضارة الإنسانية ،كل ما أكتسبوها من الحضارة هو المقدرة على التحمل أشد أنواع المؤثرات ..
إنظروا الى كل مما حولكم ،الدماء يتدفق في الجداول وبكيفية تدل على المرح والتلذذ، والتفنن في تمزيق الإشلاء.
اليوم لن أبكي… فأنا باكً بما فيه الكفاية..
لن أصرخ ولن أطلب المغفرة ،فالسياسة وإنسانية السياسيين اليوم بحاجة الى إحراق جسدي.
لستُ يائساً لأن الموت ينتظرني في ذلك القفص ،بل كل ما أتمناه هو أن يرقد جسدي بسلام !!!!.."
هذا ما أوحيّ لنا اللحظات الكساسبة الأخيرة قبل إحراق جسده .
وبالتزامن مع بث الشريط الفيديو المصّور نقلت وكالة رويترز للأنباء عن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قوله: "إذا كانت صور الفيديو حقيقية، فإنها تضاعف عزم التحالف على سحق تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتدميره.
وتداولت الإدانات الدولية واحدة تلوّ الأخرى، من الشرق الى الغرب وبصورة دراماتيكية .
القطر تصف الجريمة بالشنيعة، وفرنسا تصفها بالمروعة، وبريطانيا تصفها بالمقززة.
وكأن هذه الجريمة أولى الجرائم الشنيعة لهذا التنظيم ،وكأن تدمير مثل هذه التنطيمات تحتاج للتحقيق في صور فيديو إعدام الكساسبة.
البشرية اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى إعلاء من شأن الإنسانية والعمل بالمُثل العليا وحماية كاملة للمبادئ والحقوق الإنسان، والى إعادة تأهيل كامل للمنظمات الحقوق الإنسان، والعمل المشترك في حشد الطاقات في خدمة إحلال السلام في كل بقعة مضطهدة في العالم.

وأخيراً، الشعوب الشرق الأوسطي ليست بحاجة الى الإدانات الدولية ولا الى التوّعد بالإنتقام للضحايا ولا الي سفك المزيد من الدماء ولا الى موت المزيد كي يتحرك المجتمع الدولي. بل بحاجة الى العمل المشترك وتدخل المجتمع الدولي للتطهير المنطقة وتحقين الدم وإحلال السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800