الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفسير احادي....لخطوة احاديه

جهاد الرنتيسي

2005 / 9 / 13
القضية الفلسطينية


يكشف السجال الفلسطيني حول انسحاب الاحتلال من قطاع غزه عن نزوع نحو التفكير الاحادي رغم عجز التفسير الواحد عن الاحاطه بملابسات وظروف الخطوه الاسرائيليه المثيره للجدل .
فهناك خطاب السلطه الذي يري في الانسحاب نتيجه لسياسة التهدئه التي اتبعها الرئيس محمود عباس منذ توليه الرئاسه .
ولحركة حماس خطابها النقيض الذي يري في خروج الاحتلال من القطاع نتيجه طبيعيه للعمليات العسكريه التي نفذتها فصائل المقاومه .
وبين الخطابين مساحة رماديه يصعب سبر اغوار المشهد الفلسطيني دون الوقوف عندها.
ففي المرحله التي سبقت جهود مدير المخابرات المصريه عمر سليمان لضمان انسحاب اسرائيلي هادئ ، واخلاء مستعمرات القطاع من المستوطنين ، وهدم المستعمرات ، وانسحاب قوات الاحتلال كانت حماس جزء من حالة التهدئه ، وان كانت تلوح بين الحين والاخر بخرقها.
وفي المقابل حرص عباس علي الاحتفاظ بلغة الحوار مع حماس رغم التقاطه مؤشرات عديده تتجه نحو رغبتها في المضي قدما نحو عسكرة الحياة الفلسطينيه، و مقاسمته السلطه ، وربما الانقلاب عليه، ونقل تجربة حزب الله اللبناني الي قطاع غزه .
ورغم غيابها عن الجدل الفلسطيني الدائر حول دوافع الانسحاب الاسرائيلي تعبر حقائق ـ المنطقه الرماديه ـ عن رغبه السلطه وحماس في ابقاء المجال مفتوحا امام التفاهم حول مرحلة ما بعد انسحاب القطاع من دائرة الضوء وانتقال اعمال المقاومه الي الضفه.
الا انه من غير الممكن الاتكاء علي حالة التفاهم غير المعلن للابقاء علي التفسير الاحادي الجانب الذي يهمش الجزء الاكبر من المشهد ويبقي المتابع امام اتباع احدي وجهتي النظر المتصارعتين .
فلم يخل الامر من تعدد وتداخل الاسباب التي دفعت شارون الي اتخاذ قرار فك الارتباط من جانب واحد .
وتكاد القراءات الاسرائيليه لخطوة فك الارتباط ان تلتقي عند الخيط الرفيع الفاصل بين تاثير عمليات المقاومه وخطوات التهدئه علي طريقة شارون في ادارة الصراع مع الشعب الفلسطيني .
ولا تقف المقاومه التي اوصلت شارون الي قناعه بعبثية الاحتفاظ بالقطاع عند موجات العمليات المثيره للجدل التي نفذتها حركة حماس وبعض الاجنحه العسكريه الفسطينيه خلال انتفاضة الاقصي .
فهناك ارث نضالي فلسطيني لم يتوقف علي مدي العقود الاربعه الماضيه اوصل اسحق رابين قبل شارون حد تمني غرق القطاع في البحر .
وجهود التهدئه التي قادها الرئيس عباس وتجاوبت معها حماس علي مضض ليست معزوله عن محطات حوار وتفاهمات سبقت اتفاق اوسلو ولم تتوقف عند وثيقة جنيف .
وفي غمرة سباق التفسيرين الاحاديين لفك الارتباط احادي الجانب ، ومحاولة كل من الجانبين اخفاء النصف الاخر للحقيقه تلحق التشويهات باساليب نضاليه افرزها العقل السياسي الفلسطيني مستفيدا من تجارب شعوب قاومت محتليها، ونالت حرياتها في نهاية المطاف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل