الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاشية القتل حرقا

حميد المصباحي

2015 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


كل الأمم كانت تعاقب أعداءها بأقسى ما يمكن تخيله,لكن البشرية في تطور
قيمها,و رقيها الحضاري,اهتدت إلى قواعد حتى في الحروب و المواجهات
الدموية,بحيث,سمح للأعداء بالتفاوض,بدون وضع كمائن لتصفية المراسلين و
المحاورين,أو بلغة العصر,المفاوضين,و مع التطور الأخلاقي,منعت حروب
الإبادة,و التصفية الجماعية للأعداء بعد استسلامهم,و قد ساهمت كل
الحضارات الإنسانية,في خلق قوانين,محرمة للمس بالجنود و المدنيين بعد
نهاية الحروب,بل حتى أثناءها,و من بين أشرف الوصايا للنبي عليه الصلاة و
السلام,و هو يحذر المحاربين,قال منبها. لا تحرقوا شجرا و لا بيوتا,لا
تقتلوا جريحا أو شيخا أو امرأة,فكيف,تدعي الدولة الإسلامية للعراق و
الشام,إسلامها و تمارس أبشع الجرائم في حق المسلمين و العرب و
الأجانب,مدنيين و عسكريين؟؟؟
1_العدوانية
إنها شعور بالكره تجاه الذات و الغير معا,و هي رغبة في التدمير و
التخريب,تسكن الشخص العدائي,فتدفعه نحو سادية تفرج عن إحساسه
بالقهر,المنصهر مع جماعة,يعتبرها الحق المطلق,فلا يتعرف على نفسه إلا من
خلالها,لتتجبر أحاسيس الجرم الجماعي,كنزوة حيوانية دفينة,أو مضمرة
غريزيا,و بذلك يمكن فهم,استقطاب ذوي النزوعات الإجرامية,من الذين لهم
قابلية للإلتحاق بجماعات التكفير و الغلو الديني,كما أن هناك ذوي
النزوعات الإنتحارية السوداوية,الميالة لتدمير الذات,كما تنظاف لهذه
العوامل,عامل ثاني,و هو قداسة الجريمة.
2_القتل المقدس
و هو ميل غريزي,لجأت إليه الكثير من التجمعات البشرية,البدائية,تلك التي
كانت تعتبر أكل لحم العدو,تقربا من الآلهة الطوطمية العتيقة,إذ تعمل
داعش,على اعتبار القتل البشع,دليل قوة العقيدة الرافضة للغير,و الميالة
لإبادته باسم الإسلام,مضيفة اجتهادا خطيرا لشريعة القتل,و هو أسبقية
تصفية المرتد على الكافر,فالقابل في نظرهم بحكم الطاغوت,يعتبر شريكا له,و
مرتدا تجب تصفيته جسديا,أما الأبرياء,فهم ضحايا جبنهم و عجزهم,و إن قتلوا
مؤمنين,فجزاءهم الجنة,و هنا نفهم مبالغة هذا التنظيم في القتل,بدون تمييز
بين المسلمين,بل إنه أكثر قسوة عليهم,و هنا تشكل هذه الجماعة,إثارة
الذاكرة الجماعية,المحشوة بتاريخ مزور للعنف في بداية الرسالة
الإسلامية,رغم أن شهادات التاريخ الإسلامي,لم تثبت شرعية الحرق,المحرم
كما رأينا في وصايا الرسول عليه الصلاة و السلام.
3-القتل ذبحا
تلك كانت وسيلة,اعتد بها لإحياء التجارب القديمة في نظر الإجتهادات
الوهابية ,حيث السيف لقطع الرؤوس,متناسين أن الحكم الشرعي,يتوجس خيفة
منه,و لا يقبل بدون شهود,يتحملون وزر شهادتهم,و قضاة,يشفقون على أنفسهم
من مثل هاته الأحكام,لكن داعش,وفق المنطق العدائي,المتحكم في سلوك قادتها
و أتباعها,امتد لأكثر وسائل القتل بشاعة,و هو الحرق,كتعبير عن العمق
الفاشي لهذه الحركة,فماهي دلالاته؟
4_القتل حرقا
يعلم عموم المسلمين,أن عقاب الله الأخروي,يكون بالنار,أي الجحيم,لكأن
داعش,تريد الذهاب بعدوانيتها حد تشبيه أفرادها بزبانية جهنم,مما يثير
تساءلات حول مرجعيتها الإسلامية,فلا يعقل حرق الإنسان,كيفما كانت
سلوكاته,أما إن كان مسلما,فتلك طامة كبرى,إذ لم تأمر الشريعة في أغلب
اجتهاداتها,بحرق من حرق شخصا تفعيلا لما سمي بالقصاص,رفضا لهذه
العقوبة,حتى إن لم تكن مؤدية للموت,فكيف يصير الحرق طريقة لإعدام أسير؟؟
خلاصات.
إن مثل هذه السلوكات,إذا ما ذهبنا بها بعيدا,تؤشر على أن هناك لاعبين
مضمرين في حركة داعش,لهم رهانات أبعد من مجرد الإخلال بتوازنات الشرق
الأوسط,أخطرها ربط الإرهاب بالمسلمين,أو على الأقل,تصويرهم كأكثر
الجماعات الدينية,قابلية للقبول بالإرهاب,و ممارسته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاستثمار الخليجي في الكرة الأوروبية.. نجاح متفاوت رغم البذ


.. رعب في مدينة الفاشر السودانية مع اشتداد الاشتباكات




.. بعد تصريح روبرت كينيدي عن دودة -أكلت جزءًا- من دماغه وماتت..


.. طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي




.. لساعات العمل تأثير كبير على صحتك | #الصباح_مع_مها