الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة قصيرة مع الذات

ابراهيم فيلالي

2015 / 2 / 6
الادب والفن


وقفة قصيرة مع الذات

وقع لي ما وقع لنيتشه و ربما نهايتي ستكون مماثلة لنهايته، غير أني لا أحمل أمراضا وراثية و لكنني أحمل أحلاما تكسرها صلابة واقع لا يرحم، واقع مليء بالمتناقضات، واقع الناس فيه ذئاب لا يرحمون. الانسان بطبعه حين يتأزم يغمره الحنين الى روعة الزمن المفقود. هو يدرك أن الرجوع الى الوراء في الزمن مستحيل. و لكن الذاكرة تستدعيه لتخفف من ثقل الأزمة و وقع الفشل.

ليس من العيب أن نفشل و ليست الصراحة فضيحة ، انما هي أوقات نحاور فيها ذواتنا لنرى حدود الممكن و مدى اتساع دائرة المحال، و هل بامكاننا تمديد الحدود و كسرها ، لنصغر دائرة المستحيل، كي لا نبقى دائما أسرى الوهم و فريسة للأحلام المعبأة بطاقة لا تموت.

من أكون اذن، ان كان حلمي وهم و واقعي سراب و أنا غير مسلح بما يكفي لأحصن ذاتي من الانهيار؟
طوال الوقت و على مر الزمان و أنا أطارد شبحا يشبهني، أطارد ظلي، أطرده و يلتصق بي.
أحمل جسدي الى مكان لا ارى فيه ظلي، كي أوهم نفسي أنه تلاشى و اختفى و أعود لأرتاح قليلا كي أتعافى، و حين تشرق شمس الصباح، ألتفت حولي و أرى شبحي يطاردني.

أنا يا صديقي لم أعد أميز بين جسدي و ما يشبهه و لم أعد أستطيع أن أفهم ان كنت فعلا أطارد أم مطارد؟
هل تكفي الصراحة مع الذات كي ينتهي الوهم و يتركني و شأني حتى أتفرغ لهموم تطاردني هي أيضا؟
هل حياتي حقيقة أم مسرحية؟ هل أنا حقا أنا؟
لا أتلذذ بتعذيب نفسي و لا أعذبه أصلا، و لكنني متورط في دوامة لا نهاية لها.

انا مثقل بهويتي، مثقل بأحلامي و أحزاني، مثقل بهمومي، مثقل بالماضي و الحاضر و ما ينتظرني.
أنا يا صديقي كثلة من المتناقضات. أفك تناقضا و يفرخ آخر ثم آخر و آخر ، طابور من الأسئلة المتشابكة و المترابطة.

هل أنا دون كيشوت؟ هل أنا محارب في زمن ليس لي؟ و هل أنا هنا أم هناك؟ ما موقعي؟ ما دوري؟ ما حاجة المجتمع بي؟ ماذا أقدم اصلا؟ و ماذا يجب أن اقدم مبدئيا؟ ماذا أريد ؟ و ماذا يريد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا