الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الخطاب المعارض للاستبداد

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 9 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قدّمت تجارب الشعوب خبرات كبيرة في التعامل مع أنظمة الحكم المستبدة رغم نوعيتها وخصوصيتها، لكنها تقاطعت إلى حد كبير في مقومات الاستبداد من جهة، ومقومات المعارضة من جهة ثانيه، وتركزت هذه التجارب على العلاقة بين المعارضة والمجتمع المتضرر الذي تقوم بتمثيله، وذلك على أساس المطالب والحقوق، هذا المجتمع الذي يشكّل الرافد الأساسي لها في مواجهاتها العنفية أو السلمية مع النظام الحاكم، وهو السبب الرئيسي الذي كان وراء نجاح الخميني وإسقاط نظام حكم الشاه، ونجاح المعارضة اللبنانية بإسقاط الدولة الأمنية وزج أركانها في سجون الدولة اللبنانية، مع التحقيقات الجارية حول الانتهاكات والجرائم التي قاموا بها.
عندما تتمكن المعارضة من التقاط الأزمتين الفردية والمجتمعية ومن دراسة مصالحهما، وتعمل عليها بشكل يحقق تناغما بين المعارضة والمجتمع، تصل إلى حالة التمثيل التلقائية، فتتدعم برفد المجتمع وتنغرز بالعقل العام نائلة احترامه لها، لكن عندما تكون القطيعة مع المجتمع، تفقد احترامها وينصرف الناس من حولها، ويسمونها الأسماء التي لاتليق بها كظاهرة نبيلة في ظرف استثنائي.
خطاب المعارضة وأداءها يُشكّلان نقطة الارتكاز الأولى وهو تحديد مهمتها على ضوء المعرفة والإجابة على سؤالين:لما المُعارضة… وكيف تكون؟
للاجابة على السؤال الأول لابد من معرفة لما يُعارض السياسيون، وهذا يدعوا إلى تحديد بنية النظام المُعارَض الحاكم الفكرية والسياسية والتنظيمية، ومايتبعها من محسوبيات وفواصل مجتمعية وتوزيع مهام، وتعامل مع الانسان والثروة والعديد من منتجات الأنظمة المستبدة.
وللاجابة على السؤال الثاني لابد من تحديد بنية المعارضة أيضا، ومعرفة كيف يكون التقاطع السياسي المعالج لمسألة التخوين والتسفيه، وذلك بغاية خلق المشترك الوطني بين القوى المختلفة فكريا، أو أيديولوجيا أمام المهمة الصعبة في التغيير، وفي مواجهة النظام المُستبد، وكيف تكون آلية العمل على الأرض وهي النقطة الهامة جدا في العمل المعارض،لأن أكثر مايهم المواطن هو الحالة الإجرائية التي تلامسه،وبالتالي يشعر بتمثيل هذه المعارضة ميدانيا له،أما أن يبقى النضال عبر قراءة الجريدة لهذا الحزب أو ذاك فيعتبر المواطن ذلك نوع من التسلية به،واستعراض أهل الثقافة ليزيدوا من دونيته، وهذا مايدفع به إلى أحضان المستبد لأنه يرى فيه أهلا أكثر من المعارضين من حيث القدرة والإدارة، وأقلُّ مثاقفة وفهمنة،وهذا المطب يُعتبر مقتلا مُخسرا من زاوية الاستقطاب بالنسبة للمعارضه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا