الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرسان وخرسات

محمد الرديني

2015 / 2 / 6
كتابات ساخرة


امس تظاهر المئات من الخرسان والخرسات في جمهورية جونا الديمقراطية في افريقيا
كانت تظاهرة لأن الحكومة هناك لم تقدم لهم الا بعض احتياجاتهم وهم يريدون الاحتياجات الاساسية الاخرى.
ويمكن تصور هؤلاء كيف رفعوا شعاراتهم بصمت ولكنهم كانوا يتحدثون مع بعضهم بالاشارات وهي لغة عالمية يعرفها جميع الخرسان.
في ماليزيا اضطرت الحكومة بعد احتجاجات عارمة من قبل العميان الذين طالبوا فيها بصرف اعانات اجتماعية.
ولم تمض ايام حتى صدر قرار بصرف 300-$- ماليزي الى كل اعمى كما خصصت لهم حيا يسكنون فيه وبعضهم وجد عملا في محلات المساج.
مابين هؤلاء يقف شعبنا العراقي المحروم من ابسط الخدمات.
هل على هذا الشعب ان يصبح اخرسا حتى يتظاهر او يصاب بالعمى حتى تستجيب الحكومة لمطالبه،بعضنا تمنى ذلك ففي الحالتين هو لايخسر شيئا حين يحتج،فاذا كان اخرسا فسرعان مايتعلم اللغة الخاصة ويخرج في تظاهرات حاشدة،واذا اصيب بالعمى سيجبر الحكومة على صرف رواتب الاعانة مع سكن محترم لكل واحد منهم.
ولكن المشكلة العويصة ان عدد اللصوص سيزيد على اعتبار ان هذا الشعب معاق ولايستاهل الا الفتات،والمشكلة الفرعية ان الخزانة لاتحوي الا بعض الدولارات والحكومة اعلنت التقشف حيث حرمت الكثير من العمال من رواتبهم الشهرية لاكثر من عدة شهور.
وزير الصناعة يقول ان وزارته يجب ان تلغى فلسنا بحاجة الى الصناعة.
وزير الزراعة يؤكد ان تخصيصات وزارته قليلة جدا بحيث لايستطيع ان يستورد المواد وترك الامر للقطاع الخاص.
وزارة الموارد المائية تعيش في اسوأ عصر لها حيث الفساد الاداري والمالي ورفعت شعار المقربون اولى بالمعروف.
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سدت باب الايفاد للدراسة.
وزارة الصحة تحاول ان تضاهي الامم ولكن هيهات والرشوة شملت حتى زوار المستشفيات عدا " البزونة" وسائق الدراجة النارية وهما يتجولان في احدى المستشفيات بكل حرية.
حماية وزير حقوق الانسان تعتدي على عقيد وشرطي مرور لانهما اوقفا موكب السيد الوزير عند اشارة المرور الحمراء.
وزارة الداخلية تبيع الرتب العسكرية حسب الدرجات ،فالفريق له سعر والعقيد كذلك وتمر برتبة الرئد والنقيب.
وزارة الدفاع "متروسة" بالفضائيين والفضائيات وقد يصل الامر الى ان يرى وزير الدفاع وزارته فارغة الا منه ومدير مكتبه.
ان الامر يشمل جميع الوزارات تقريبا ماعدا وزارة النفط،فوزيرها مازال يعلن كل يوم بان الانتاج النفطي سيزيد والسوق تتحمل ذلك رغم انه يعود الى القول في حالة صحو ان انخفاض الاسعار كارثي.
ولهذا فشعبنا مازال في حيرة من امره فهو يريد ان يصاب باعاقة تتلاءم مع هذا الوضع فهو لايستطيع ان يتحمل الخرس ولا العمى فكلاهما لايؤديان الغرض المطلوب.
ماالعمل اذن؟
ليبقوا فقراء اذن فالفقير حين يحتج لايخسر الا فقره وكذلك العاطل عن العمل وعمال المساطر وموظفي الدرجة العاشرة.
ماذا ينتظرون اذن بعد ان استشهد مليوني شخص منذ العام 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال


.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ




.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال


.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا




.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك