الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تهمة الإرهاب من غزة الى عين الحلوة / عصبة الأنصار والدور الإنقاذي

محمد بهلول

2015 / 2 / 6
القضية الفلسطينية


تهمة الإرهاب من غزة الى عين الحلوة
عصبة الأنصار والدور الإنقاذي
محمّد بهلول

ارتال السيارات وطوابير المارّة على حواجز الجيش اللبناني التي تغطّي المداخل الخمسة لمخيم عين الحلوة باتت مشهداً مألوفاً ومكاناً آمناً لتلف أعصاب البشر.
هذه المشاهد بات عمرها من عمر مسرحية شادي المولوي المكرّرة، تهدأ قليلاً لتعود وتزداد بوتائر أسرع. اليوم، بات شادي المولوي عنواناً لتهمة الإرهاب التي تلصق بمخيّم عين الحلوة، والمعلومات حول بقائه أو خروجه من المخيّم باتت سهماً في السّوق الإعلامي يهبط ويرتفع بمقدار مصلحة هذه الصحيفة أو تلك، والجهات السياسيّة أو المصادر الأمنية التي تقف ورائها، بل وأيضاً عنوان التجاذب بين الأجهزة الأمنية، الا ما معنى أن تؤكّد صحيفة "الحياة" وجوده في المخيّم، في حين أن صحيفة "النهار" في نفس اليوم تؤكّد خروجه... إلخ.
منطقيّاً، شادي المولوي خارج عين الحلوة، لأن مثل هذا الشخص وطبيعة الدور والمهمات المفترض (بحسب الإعلام والمصادر الأمنية) أن يقوم بها لا تتوافق مع إجراءات أمنيّة قاسية ووضعه تحت الرّقابة والترصّد على مدار السّاعة والخطر الدّائم للإعتقال أو الإغتيال. كما أن إنتماء هذا الشخص العقائدي لا يسمح له بالتضحية المجّانيّة لآلاف النّاس من جمهور يفترض أنه يدافع عنهم، فالإنسان العقائدي، سمته الرئيسية تذويب مصلحته الشخصيّة لحساب مصالح الناس.
بمعزل إن كان شادي المولوي حقّاً في عين الحلوة كما يؤكد الجميع مؤخراً، أم لا، فهل من المنطقي وسم ا لمخيم بتهمة الإرهاب إعلاميّاً والإجراءات الأمنية التي تطال المواطنين... في السّياق يأتي قرار أحد محاكم الأمور المستعجلة الإبتدائية المصرية باعتبار كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس على أنّها منظمّة إرهابيّة، لمجرّد بعض الأدلّة عن تورّط بعض أعضاء الكتائب في أعمال إرهابيّة(بحسب التوصيف المصري) على الأراضي المصريّة.
القرار هنا سياسي تماماً كما هو مخيّم عين الحلوة، ولمجرّد خروجه المتسرّع ما يؤكّد هذا الطابع، ناهيك عن التحليل المنطقي الذي لا يجيز إتهام الجموع لمجرّد أدلة على تورّط أفراد.
اليوم، تملك عصبة الأنصار مفاتيح الحلّ، كونها الطرف الفلسطيني الوحيد الذي يشكّل قاسماً مشتركاً ما بين جميع الأطياف السياسيّة والمجتمعية وتحديداً داخل مخيم عين الحلوة، فعلاقاتها مع فصائل منظمة التحرير أكثر من ممتازة، وكونها جزءاً أساسيّاً من القوى الإسلاميّة فهي قادرة على التأثير والإنفتاح على جميع القوى والأفراد الموضوعين تحت المساءلة والمراقبة بعلاقتهم بإيواء شادي المولوي وغيره من المطلوبين للأجهزة الأمنية اللبنانيّة. كما أن اللاءات الثلاث التي رفعتها العصبة منذ بداية الأحداث في سوريا، حول تحريم الإقتتال الداخلي، أو الإشتباك مع المحيط السياسي والأمني(الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الأخرى) والإنخراط في الفتنة السنيّة – الشيعيّة، جعلها الأكثر انفتاحاً على القوى السياسية اللبنانية المختلفة على ضفّتي الإنقسام في لبنان، 8 آذار وأساساً حزب الله، و14 آذار أساساً تيار المستقبل ، كما لعبت مواقفها بعدم الانخراط السياسي والاعلامي وبالتـأكيد الأمني على جبهة الصراع في سوريا، مما له تأثير على الحالتين اللبنانية والفلسطينية، عاملاً أساسيّاً في تحويل العصبة إلى نقطة تلاقي الأطياف المتضادّة على السّاحة اللبنانيّة.
انها اليوم، الوحيدة القادرة على تحريك الشارع الشعبي في مخيم عين الحلوة، تحت يافطة "عدم إيواء المطلوبين، الشرط الأولي والضروري للمطالبة بوقف الهجمة الإعلامية والإجراءات الأمنية".
كما أنها القوة النافذة، شعبيّاً وسياسيّاً وأمنيّاً للضغط الفاعل السلمي على خروج المطلوبين "ان وجدوا" من المخيم وعلى العمل لتقديم الإثباتات والدلائل على تواجدهم الجغرافي خارجه.
ان مواجهة تهمة الإرهاب التي تلصق تجنّياً على مخيّم "عين الحلوة" كما على قطاع غزة، لا يمكن ان تتم بأسلوب إنفعالي، انما بأسلوب علمي هادىء يفكّك الذرائع وينفي الحجج ويقدم الدلائل والبراهين.
التصرّف التي أبدته عصبة الأنصار أثر اغتيال الشيخ نزار الحلبي، يجب أن يتحول إلى مدرسة في التعامل مع الأزمات اليوم، عصبة الأنصار هي القوّة الأكثر قدرة على تطوير هذه المدرسة وتقديم نموذجاً آخر من التعامل الهادىء والرزين الذي ينقذ المخيّم ويحمي سكّانه دون إراقة نقطة دم واحدة.
عصبة الأنصار، أنتم المنقذون... تصرّفوا قبل فوات الأوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة