الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ركن في الظلام مسار الإطاحة السياسية باليسار في تونس

بسام الرياحي

2015 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يعتبر اليسار التونسي نتاج فعلي لأفكار اليسار العالمي الأممي الراديكالي الناتج عن إنشاء الإتحاد السوفياتي وبزوغ فجر حركات التحرر ، هذه المقاربة الأولى جعلته من أكثر القوى تجذرا منذ تجربة النضال ضد الإستعمار وبعد الإستقلال خاصة ،.تحت مجهر السياسة ومنطق الصندوق واجه اليسار التونسي إشكاليات عديدة تعود أساسا لأسباب بنيوية وتكتيكية أحيانا جعلته من جهة في مواجهة مع السلطة وأحيانا فاقد للحاضنة الجماهيرية كما هو منشود من قبله ،بعد الثورة التونسية التي تفجرت بإنتفاظة الجسم القبلي في ديسمبر 2011 كان الرهان الثوري يكبر عند أعرق القوى الثورية والديمقراطية في البلاد . لكن من جهة أخرى بدأ مسار الأخطاء التكتيكية وجهود تكبيل المدّ الشبابي في الجامعات والشوارع يكبر بعد الحشد الجبهوي الأخير .
فشل أول بعد صعود النهضة كقوة تتبني الخطاب الديني وتستنهض مشاعر الجمهور الذي لم يستطع بعد إستعاب اللحظة الثورية والمشروع الوطني الثوري ،إستطاعت القوى اليسارية جمع شمل العائلة الثورية الديمقراطية وتوحيد الخطاب السياسي بعيدا عن الخطّية الإيديولوجية والعقدية ، سابقة هامة جدا في تاريخ اليسار ككل حيث إستطاعت هياكله وقواعده الإنضباط لنواميس مجلس الأمناء بعد أن كانت يصعب تأطيرها أحيانا . بدأت الإغتيالات في تونس في 6 فيفري 2012 وضحياها أبرز الوجوه اليسارية شكري بلعيد ومحمد البراهمي ، هنا كان مشروع الإنقاذ جاهزا شاركت فيه القوى الثورية والديمقراطية تحت لواء النداء الذي هو لفيف قوى لأصحاب المصالح وذوي الغايات البراغماتية بعيدا عن الوطنية ومن وراء الستار . جبهة الإنقاذ كانت جهاز وقتي ذو أهداف محددة هو تكوين ضغط جماهيري تحت لواء القوى الثورية الديمقراطية مع الممجتمع المدني لإرباك أجهزة الدولة والقائمين الهواة وإرسال رسالة للخارج بوجود نواة بديلة تستطيع إحتواء الكل وهي النداء ، تأكد هذا بتوجيهات الإعلام وأثبته الإنتخابات التشريعية .
إنسحاب الجبهة الشعبية من فخ الإنقاذ كان متأخرا ، تكتيكيا مصيدة الإنقاذ كسرت شوكة الخطاب الثوري البديل ونمقت من أهدافه ومصداقيته عند الجماهير وحوّلته لآلة دعائية للنداء الجديد ،وكان الإعلام يوجه في منابر بوجود خطاب موحد بين اليمين البرجوازي الرجعي واليسار الرديكالي الثوري .جعلت هذه الأحداث من هذه القوة العريقة في فلك عدوّها الإيديولوجي بل ومتزلفة له رغم الحيادية المتأخرة في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية ....
مسار الإطاحة إذا مزدوج الأبعاد ، من جهة تكتيكيا اليسار بقى خارج واقعية اللعبة السياسية ولم يعلن بوضوح عن نفسه كقوى ثورية لا من حيث البرامج ولا من حيث الخطاب الذي كان سرمديا أحيانا ويصب في مجرى عودة الطبقة الفئوية والمصلحية بالتالي الرجعية العميقة ، من جهة أخرى وسائل المعركة الإنتخابية من علاقات وإنتخابات وربما أجهزة الدولة العميقة كانت تعتبر اليسار كائن سياسي لقيط ومتطفل على الدولة بل وخطر عليها . هناك خيار واحد اليوم بعد هذا الصمت الطويل هو إعلان المواصلة دون عودة للوراء في النضال ضد القوى الرجعية والملتفة على إستحقاقات الثورة والجمهور وبالتالي خيار ثورة وطنية جذرية وإما سننتهي بقبول أمر واقع وقدرية سياسية تبتر كل نضالالت الماضي وتجعل ممن يتربصون بالوطن في طريق مفتوح ليحل الظلام على وطنا جريحا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل