الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقبضو على الجمر

اكرم البرغوثي

2015 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


اقبضوا على الجمر

لا شك بل بالتأكيد أن ثمة شيء مغالط في طريقة التفكير ومتناقض المنهج تماماًً... ربما ما يزيد الأمر تعقيداً أن منطق العلوم يختلف نتيجة الموضوع المتناول في الأسلوب وليس جوهر المنطق ذاته وهذا مما يخيل على أصحاب الثقافات الشكلية حيث يفصل المنطق على الشاكلة التي تخدم مصالح فئة ما في إيصال أفكارها خدمة وتكريساً لمصالحها الضيقة... لم يعد الإحتلال بكافة أساليبه مهماً بل صار إحتلال الفكر هو الأهم في تشكيل أرضية صلبة لإدامة التبعية السياسية والاقتصادية وحتى ضمان ولاء العشائر بردود فعلها بما يخالف مصالحها أحياناً نتيجة الفكر الضيق والمنغلق والمزوم ذاتياً...
إن الحضارت لم تبنى بالأغاني الرومانسية، وأدنى الأفكار التي تناولت بناء دولة كذلك. لقد بنيت بالفعل بمخطط وبحد السيف وإذا أخذ هذا على الإسلام وحده الآن فهذا نوع من التجني والإسراف في جلد ونبذ الذات وإنتقاص من مجموع حضاري تراكمي بنته الفكرة... فاقدم الحضارات مات فيها الآلاف من أجل مبنى، قد يكون اندثر ولقد بذلت الإنسانية في أوج تدني مستوى القيم والأخلاق الإنسانية في الحرب العالمية الثانية ما يتجاوز 5 مليون شخص في بولونيا لوحدها أثناء الحرب العالمية الثانية. لن أستخدم كثيراً من الشواهد ونقيضها لكن حضارة الديموقراطية المدعاه قد قتلت 10 أضعافبأقل تعديل ما قتل على مر 20 عاماً من حكم أي نظام على حسب احصائيات ما بعد الحروب على العراق والحروب الأهلية فيما دعي بالربيع العربي...
النقطة الرئيسة هنا لم يخرب أحد من الحضارات معماره بيديه سوى قبائلنا العربية بالفكر المبطن المائع والمائل إلى الهمجية وبعدم وجود مثقفين حقيقين استاطعوا أن يزيدوا على البنيان لا ان يهدموه ثقافيا اولاً وإبداء الأسف عليه كمن يمشي في جنازة مقتوله ليتبرأ من الحدث...
مسكين هو الدين ألذي ينبذه أهله دون بديل حضاري حقيقي يشتمل على معايير قيمية وأخلاقية تكون بديلاً عن القبلية والمصالح المدعومة غربياً...
ما الفرق بين التيارت والتنظيمات الإرهابية وبين أي فرد يهدم بردة الفعل دون خلق البديل؟
أدين الإرهاب وأدين داعش تحديداً لكن هل خرجنا بنواحنا عن طرح بديل بدل العزاء والتعاطف ألا مجديين؟ اعتدكم ستبررون دون المس بوجهر المطلب الحقيقي...
لذا أعود فأكرر ما كتبت:
عالمنا يسيّر بالعاطفة لا بالمنطق لذا من الصعب أن نكون أصحاب وجهة نظر... إن صانع الحدث يستطيع استدراج ردود فعل تحمي مصالحه... فابكو إلى الأبد... لن تصنعوا انهاراً...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة