الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة أخري .. أنه عبد الله بن سبأ ..بارك الله لنا فيه

عمرو اسماعيل

2015 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية




عندما اقرأ كتب التاريخ الغربية او اشاهد بعض الافلام التاريخية التي تناقش تاريخ ابطال الغرب ومنهم بابوات وملوك وتذكر عيوبهم مع بطولاتهم اتحسر علي العرب والمسلمين.من حقنا ان نفخر بتاريخنا دون ان نضطر الي الكذب واضفاء انسانية كاذبة علي عصر كانت روح الانسان فيه ليس لها اي قيمة والتغلب كان فيه للأقوي و الاقسي.. لقد تخلص العالم كله من قيم هذا العصر ولكن لاننا نصر علي الكذب فحالنا يزداد سوءا.
هذه حالنا الحقيقية ولن نخرج منها الا اذا اعترفنا بها اولا.. اعترفنا اننا اكثر شعوب الارض تخلفا وفقرا وتعرضا للقهر والاستبداد علي يد حكامنا ومحتلينا علي يد سواء..
ثرواتنا تستمتع بها قلة قليلة والاغلبية تعاني شظف العيش وتعاني البطالة وتستجدي الحرية.
فهل تعرفون من هو السبب في كل ذلك انه عبد الله بن سبأ.. فليحفظ الله لنا عبد الله ابن سبأ.. فله الفضل فيما تبقي لنا من قوانا العقلية وتخلفنا في نفس الوقت.. قاتل الله من اخترع فكرة عبد الله بن سبأ.
أنا طبعا لا اقصد تسفيه حال العرب بل احاول نقد الذات وعندي الشجاعة لقول الحقيقة .. لاننا(واضم نفسي باعتباري عربيا مصريا )من نقوم بتسفيه حالنا بانفسنا .. ونستسهل اتهام كل الآخرين ومخابراتهم ودولهم بالتآمر علينا وانهم سبب تخلفنا وضعفنا وهواننا .. اتهمناهم انهم من قاموا بعملية 11 سبيمبر رغم اعتراف بن لادن بها مرارا وتكرارا .. واتهمناهم انهم السبب في ظهور الظاهرة الأكثر شرا في العالم الآن ظاهرة داعش خاصة بعد حرق الطيار الأردني الكساسبة حيا, بل والبعض يتهم أمريكا أنها من سلمته الي داعش .
نفس العقلية المريضة التي لم تخجل وتملأ الصفحات في الكتب عن اتهام شخص واحد هو عبد الله بن سبأ بأنه استطاع بمفرده ولا أعرف كيف ومن أين أتي بهذه القدرة ان يتلاعب بالصحابة كلهم وفيهم من نعتبرهم من المبشرين بالجنة وعلي رأسهم أم المؤمنين عائشة وان يجعلهم يتقاتلون فيما بينهم ويهدرون ارواح الآلاف من المسلمين في هذا القتال ..
اتهمنا شخصا واحدا انه السبب في قتل عثمان وفي احداث الفتنة الكبري وفي موقعة الجمل والقتال بين انصار سيدنا علي عليه السلام وبين انصار معاوية زعيم الطلقاء وأنه السبب في انتهاء الخلافة الراشدة وتحولها الي ملك عضود لا يتخلي فيه الحاكم عن كرسيه منذ تلك اللحظة وحتي الآن عن حكمه الا ان قبض عزرائيل روحه او جاء مغامرا فقطع راسه بالسيف او بعث له الله هولاكو العصر القديم او الحديث ليدمر ملكه.

اتهمنا رجلا واحدا بهذه القدرات الخارقة لاننا لا نستطيع نقد انفسنا ونقد تاريخنا ودراسته لنعرف لماذا تقاتل الصحابة فيما بينهم ومن كان المخطيء ومن كان المصيب ..لاننا أجبن من أن نعترف ان سيدنا عثمان قتل لانه لم يعرف كيف يدير شئون الدولة وسيطر عليه بنو أمية مثل كل كهنة المعبد الآن الذين يلتفون حول كل حاكم ليسلبوا الشعب ثرواته وحقوقه .. لا نريد ان نعترف ان سيدنا عثمان قتل لان الشعب ثار علية وهو رفض ان يتخلي عن الحكم طواعية واطلق صيحته الخالدة التي اصبحت دستورا لكل حكامنا منذ تلك اللحظة وحتي الآن .. هذا قميص البسينه الله فلا أخلعه .. ومنذ تلك اللحظة لم يتغير اي حاكم في عالمنا التعيس الا علي يد عزرائيل .. فهل أنا من اسفه حال العرب أم ان حالنا هو فعلا سفيه بما فيه الكفاية منذ اللحظة التي عرفنا فيها الهروب من الحقائق وعدم مواجهتها بالكذب علي انفسنا واتهام الآخرين انهم السبب في مصائبنا .. وادعاء اننا ملئنا العالم عدلا واننا لم نغزو البلاد الاخري بل فتحناها وانهم استقبلونا بالورود مثلما كان يعتقد الامريكيون تماما عند غزوهم للعراق .. هذا رغم اننا نعرف تماما وفي عقلنا الباطن اننا اهدرنا ارواحا وارقنا دماءا اكثر مما أهدرها كل طغاة التاريخ .. وانه لم يكن هناك اي فرق بين اي جيش عربي غازي وبين جيش الاسكندر او حتي جيش هولاكو .. لاننا لانريد ان نعترف ان هذه هي الحرب وان جميع الامم في تلك الحقبة كانت تتقاتل بنفس الطريقة وتغزو بعضها لا فرق بين الاغريقي والروماني والفارسي والعربي .. من حقنا ان نفخر بتاريخنا دون ان نضطر الي الكذب واضفاء انسانية كاذبة علي عصر كانت روح الانسان ليس لها اي قيمة فيه والتغلب كان فيه للأقوي و الاقسي .. لقد تخلص العالم كله من قيم هذا العصر ولكن لاننا نصر علي الكذب
فحالنا يزداد سوءا .
هذه حالنا الحقيقية ولن نخرج منها الا اذا اعترفنا بها اولا .. اعترفنا اننا اكثر شعوب الارض تخلفا وفقرا وتعرضا للقهر والاستبداد علي يد حكامنا ومحتلينا علي يد سواء .
ثرواتنا تستمتع بها قلة قليلة والاغلبية تعاني شظف العيش وتعاني البطالة وتستجدي الحرية .
فهل تعرفون من هو السبب في كل ذلك انه عبد الله بن سبأ .. فليحفظ الله لنا عبد الله ابن سبأ .. فله الفضل فيما تبقي لنا من قوانا العقلية .

هناك حلقات تليفزيونية اسمها (Reign ) ..تحكي قصة ملكة اسكوتلندا الكاثوليكية ماري عندما كانت تعيش في فرنسا هربا من قريبتها أليزابيث ملكة انجلترا البروتستانتية .. انصح العرب بمشاهدتها ليعرفوا كيفية نقاش التاريخ واظهار عيوب الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت والبروتستانت والقتل بين الطرفين الذي يشبه الي حد كبير القتل والصراع حتي في العصر الحالي بين السنة والشيعة .. سامحوني ان قلت أن عنف الكاثوليك حينئذ ضد البروتستانت يذكرني بعنف السنة الآن ضد الشيعة .. علي الأقل الشيعة رغم كل خرافات ولاية الفقيه لا يقومون بعمليات انتحارية ولا أعمال بشعة مثلما يفعل تنظيم القاعدة أو داعش الذين يقولون انهم يمثلون السنة .. لقد تخلص الغرب من العصور الوسطي التي اصبحت تاريخا يناقش بكل حرية ولكننا مازلنا نعيش في هذه العصور ونكذب عند مناقشة تاريخنا ونلوم شخص واحد هو عبد الله بن سبأ الذي نقول عنه أنه يهودي أنه السبب في كل البلاوي والقتل والعنف الذي حدث ايام الصحابة المبشرين بالجنة و كأنهم آلهة لا يخطئون رغم الحقيقة التاريخية التي لا يمكن لأي عاقل أن ينكرها أنهم كانوا يقتلون بعضهم البعض .. حتي نتخلص من مرض عبد الله بن سبأ فلا أمل فينا .. وحتي نتعلم أنه من حقنا أن نتآمر علي الآخرين مثلما يتآمرون علينا حفاظا علي مصالحنا السياسية و الاقتصادية فلا أمل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس