الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


25 -دماء لن تجف- موسوعة شهداء العراق الحلقة الخامسة والعشرون وصفي طاهر

منير حداد

2015 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


25
"دماء لن تجف"
موسوعة شهداء العراق
الحلقة الخامسة والعشرون
وصفي طاهر

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}

القاضي منير حداد
العقيد وصفي طاهر، أحد أبرز قادة ثورة 14 تموز 1958، برز مضاعفا، جهده، ترصين عمل حركة الضباط الأحرار، السنوات الثلاث الأخيرة، التي سبقت قيام الثورة، وتحديداً السنوات 1956- 1958، حيث تجتمع قيادات التنظيم، في بيته.
خلال المدة التمهيدية للثورة وقيامها، كلف باعتقال نوري سعيد، الذي نجح بالهرب من البيت، فجر يوم الثورة، بعد ان علم بتحركات عسكرية "مريبة"... وعند ورود خبر إلى القيادة في اليوم التالي، بمقتل ذلك السياسي الملكي الأهم في البتاوين، ذهب وصفي طاهر الى موقع الحدث ليجده قد فارق الحياة فأوعز بنقله ودفنه في مقبرة باب المعظم.
توالت الآحداث، وبقي وصفي طاهر ملازماً لصديقه الشخصي، الزعيم عبد الكريم قاسم، مساعداً أول له، ومسؤولاً عن ادارة المقر الرئيس لقيادة الثورة، ولنحو عامين، ليبدأ بعدها العد التنازلي، ليس في علاقة الرجلين وحسب، بل في مجريات ومسيرة البلاد عموماً.
دقت الدسائس أسفينا بينهما، حاول وصفي إحتواءها، بتحذير الزعيم قاسم، من "هجامة البيت" يبلغه الأمثلة الملموسة، التي يفتعلونها، للأيقاع بينهما، كي يجردوا قاسما، من الدعامات الواقية لحكمه.
الا انه لم يعد ذاك الصديق، فالسلطة تغير الطباع.

مدنيون
بات يحسب حساباته الخاصة، متفرداً في قراراته واجراءاته من دون استشارة احد، ولا الرجوع الى شركاء المخاطر، يوم أقدموا معا على الثورة، ودم الجميع سواسية.. على فوهات البنادق.
حاول طاهر ان يعرب عن احتجاجه، ضاغطا بإتجاه الاصلاح، منقطعا عن زعيم الثورة، والاكتفاء ببضع ساعات، في المقر الرئيس بوزارة الدفاع، ليعود الى البيت، متأثراً وعصبي المزاج مؤكداً ان ما يجري لا ينسجم مطلقاً مع ما اتفق عليه، وخاصة التفرد في القرارات، وعدم تسليم السلطة لمدنيين عبر انتخابات برلمانية... إلا ان كل ذلك لم يمنعه من الاستمرار في "مهمته" الرسمية، وفي محاولات التأثير على عبد الكريم قاسم وتنبيهه لمكامن الخطر المحيق، ليس به وحده، وانما بمصير الشعب والبلاد عامة، ولكن من دون جدوى.. تدهوراً، حتى إنقلاب الحرس القومي.. الفاشي في الثامن من شباط 1963.

حدث بشع
إتصل قاسم هاتفياً بطاهر، طالبا حضوره، ليطلع على قائمة بأسماء الذين يهيئون لانقلاب عسكري والاجراءات الحاسمة المقررة تجاههم يوم السبت.. 9 شباط 1963، فإستبقوه بحركتهم، قبل أربع وعشرين ساعة، وعلى الفور انتقل وصفي الى بيت قاسم، لقيادة الموقف المقابل.
عرفت من مرافقه الشخصي نعيم سعيد، انه طلب منه، وسائقه فيصل عذاب، ان يسلما نفسيهما، بعد وضوح النتيجة ونفاد الذخيرة، لانه هو المطلوب أساسا... وحينما استدارا بعد ذلك بلحظات، سمعا صوت طلقة نارية انهى بها وصفي طاهر حياته، كما كان قد قرر وأفصح عن ذلك، أمام زوجته، وأمام عبد الكريم قاسم بالذات، في أوقات سابقة، من انه سيقاوم أية محاولة لاسقاط الثورة وسيحتفظ بآخر طلقة لنفسه.
حفلت مسيرته، بأخلاق الفرسان، حتى مع من يناصبونه العداء، فهو ذو شخصية نافذة ومتميزة، يرجح الشأن الوطني.. العام، على الذاتي.. الخاص، متواضع برغم جديته ومبدأيته.. مثقف، يحب الموسيقى العالمية، شغوفاً بالقراءة، والشعر، يحتفظ بمكتبة عامرة، ظلت عائلته تتخذ منها مصدراً، بعد استشهاده.
يقاس بقرئن صداقاته، مع شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، وزكي خيري، ورفعت الحاج سري، وثابت حبيب العاني، وشخصيات ثقافية، من مختلف المشارب والاتجاهات؛ ما يدل مرونة شخصيته، وتقبلها الآخر برحابة لا تضيق برما؛ جراء سطوة الحكم وجفوة العسكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -