الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يومياتٌ على هامش المطر

ناصر ثابت

2015 / 2 / 7
الادب والفن


يومياتٌ على هامش المطر.
نص ناصر ثابت

ألمٌ شديدٌ في الرأس.
أكلتُ قطعة بسكويت.
شاهدتُ فيلم الخروج، ورأيت الله طفلاً صغيراً.
وضعتُ الغسيلَ في آلةِ التجفيف.
قرأتُ في كتاب "هكذا تكلم زاراداشت" لنيتشة.
السيارة الخضراء مليئة بالقوارير الفارغة.
أوراقي مبعثرة هنا وهناك في زوايا الحياة.
ألمٌ في الرأسِ يتواصلُ. أخذتُ حبةَ تايلانول، ضدَّ الألم.
النومُ ليس بقريبٍ مني. الأرقُ أكثر قرباً.
البابُ مغلقٌ ومفتوحٌ في آن.
القطط تتراكضُ أمامي، مترقبةً، كأنها تهربُ من شيءٍ ما لا يعرفه البشر.
أسرقُ لُقيمةً من البوظة.
أجتاحُ النومَ اجتياحاً، وينزلُ مني الكلامُ أثناء إغفاءتي.
يسخرُ مني الأطفالُ.
امرأتي جُرحت من أسفل القدم.
القطُّ يداعبُني بحنانٍ.
يتساقطُ كلامُ التذمرِ على رأسي دون رحمة.
أقابله بالصمت.
أفلتُ من العقابِ مرة أخرى.
القوة المطلوبة مني لكسر النافذة، هي الجُبنُ.
المفتاحُ يتعاملُ معي بارتياب.
الجريدةُ لم تدخل بيتي منذ سنوات.
الحبرُ الذي اشتريتُه للكتابة يعاملني بثورة وعناد.
الشقة مفروشة بالغبار.
الابتسامات لا تأتي إلا من جنين وياسمين.
أحملُ علبةَ الحلوى وأنثرها على الطريق.
تدعي الآلهةُ أن لها نظرةً ثاقبةً.
أتخلى عن كل المعاني التي تعلمتُها.
أقرأ صفحاتِ الحياةِ في كتاب الموت.
أتابعُ ما يقوله الملحدون.
أشربُ من خمرِ اللغةِ دونَ سُكرٍ.
أصبُّ كأس الهواءِ في حضني.
التلفاز الأسودُ يعاقبني بصمته.
أصواتٌ خفيفة ترافقني في الخلفية، حتى في الوجوم.
كلُّ شيءٍ صامتٌ ما عدا مروحة الحاسوب الصغيرة.
طنينُ نحلةٍ يأتي من بعيد.
فكرة تدور في رأسي وتهربُ من نافذته.
أحلامٌ مكرورة لا ترقى للمستوى المطلوب. أعيدها للبائعِ وأحتجُّ.
أسلاكٌ ملقاةٌ في كل الاتجاهات.
ميرمية جافة، مبعثرة.
أحلمُ بالصوانِ، والفضاءِ، والمطر.
أغيِّرُ ضميري الخاص، وأستبدلُ بطاريةً فارغةً به.
الكلامُ المتطاير في الهواءِ لا يعنيني، ولكنني أقطفه على أي حال.
أرتعدُ من الخوفِ، والخوفُ يرتعدُ مني.
يصعبُ عليَّ قَلْبُ الصفحة أثناء الكتابة.
الإسفلتُ ينقلُ لي أصواتَ السراب.
والشرطي الذي أستوقفني، ضحكَ من قصتي، وتركني أذهبُ دون مخالفة.
أراجعُ القصيدةَ من أولها حتى أتأكدَ أنها عالقةٌ في بئر البساطة.
أحاولُ كتابةَ أردئ نصٍّ في العالم.
المطبخُ على شمالي، والكرسي المضحكُ على يميني.
أقلِّبُ صفحاتِ الانترنت، فلا أجدُ شيئاً إلا الإعلانات.
أدوِّنُ: لأنني شعرتُ بحزنِ الأرض
رقصتُ في حفلةِ المطر.
أتركُ كلَّ شيءٍ في يدي، وأعود إلى اللحظة الراهنة.

31-1-2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??