الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموضوعى والذاتى فى زمن الثورة

عدلي محمد احمد

2015 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ان الشرط الذاتي ليس هو وحده الكفيل بتحويل الازمه الاقتصاديه الي ازمه ثوريه فمربط الفرس هنا يتوقف علي عنصرين اولاهما مدي حدة الازمه الاقتصاديه والاخر هو مدي قدرة الرأسماليه علي الخروج من الازمه وهماعنصرين مترابطين كما هو واضح فمن الممكن لازمه بحدة الكساد الكبير الا تؤدي الي ثورات واسعه ويقتصر تأثيرها الرئيسي علي الثوره الاسبانيه التي شكلت اضعف الحلقات الرأسماليه نظراُ للضعف النسبي للتطور الراسمالي الاسباني طالما ان الاقتصاد الامريكي الذي انطلقت منه الازمه ايضاُ في الثلاثينيات ما زال في مقدوره تحقيق ولو بعض الانتعاش الذي اتضح انه لم يكن اكثر من مسكن مؤقت لازمه عميقه وطالما ان هناك امكانيه للمشروع النازي في الحرب العالميه من اجل اعادة اقتسام الاسواق في ظل القدره علي استيعاب الغضب العمالي عبر نزعه قوميه مسعوره ...والذي لا يقل اهميه كون ا لحرب والتصنيع العسكري الموسع ما زال يشكل في حد ذاته احد المخارج فهو لم يكن قد وصل الي حالتة الراهنه التي خرجت به من سياق مهدئات الازمه الي امكانية تعميقها بعد ان دفع به تنافس الحرب البارده الي نفس مصيرراس المال الصناعي واختلال العلاقه بين رأس المال الثابت والمتغير لصالح تعميق ميل معدل الربح للانخفاض ومن المهم في هذا السياق الاشاره الي ان اعادة الاعمارالي شكلها لاحقاُ مشروع مارشال كانت بمثابة الجائزه الكبري في انتظار القادر علي حسم الحرب العظمي لصالحه وهي المسأله التي اعتقد انها لعبت الدور الرئيسي في الخروج الدامي من الازمه العتيده لامجرد الافكار الكينزيه المجرده و كما يعتقد الكثيرين من المفكرين المار كسيين فان استمرار الخروج وتحقيق مستويات انتعاش السنوت الثلاثين المجيده لم يكن مرتبطاُ باي طاقات ما زالت كامنه لدي الرأسماليه العالميه بقدر ارتباطه بعصر النفط الرخيص باعتباره الغنيمه الوافره المسروقه من شعوبها والتي تؤكد علي كامل سياق التطور الراٍسمالي الذي لم يكن في حقيقة الامر الاسياق السطو علي ثروات الشعوب وتراكمها وفائض قيمة عمل عمالها. ويمكن الاشاره في سياق ضعف المردود الثوري للكساد الكبير الي هزيمة ثورات العشرينات خصوصاً الثوره الالمانيه بالاضافه الي تأثير المفهوم الستاليني عن بناء الاشتراكيه في بلد واحد الذي تطلب موائمات مع الامبرياليه العالميه لعبت دوراُ مدمراُ للثوره الاسبانيه المغدوره. ان حدة الازمه في علاقتها بضعف المخارج الراسماليه هي المساله الحاسمه في امكانية تحول الازمه الاقتصاديه الي ازمه ثوريه اي الي نشاط عمالي ثوري سافر هنا يأتي دور الحديث عن الشرط الذاتي للطبقه العامله وحزبها الثوري وقدرته علي الدفع بالازمه الثوريه الي الثوره الاشتراكيه وهنا من الضروري الي ابعد الحدود التركيز لمحاولة ادراك الامر بصوره علميه وثوريه اللجوء غير المعتاد بالطبع الي المفهوم الثوري المتعلق بان تطور الطبقه العامله والجماهيرالشعبيه بصوره عامه تتعلم في يوم من ايام الثوره ما تتعلمه في اعوام من سنوات الركود فدون ذلك يؤدي الي فتح اوسع الابواب امام اهدار الفرصه الثوريه الماثله فقرائة الثوره وفقا للمفاهيم المعتاده في ايام الركود لا تؤدي مهما خلصت النوايا الا الي الابتعاد عن الثوره الغائب عنها وعيها وحزبها وفقا لهذه القرائه الوضعيه المنبتة الصله باي جدل علمي. ان الاستعداد الجماهيري الموضوعي يقدم اثناء زمن الثوره فرصه تاريخيه غير مألوفه لصنع حزبها الثوري الحقيقي الملائم فالتجربه قالت ان الاحزاب المصنوعه في زمن الرتابه والركود لا تفيد الثوره الا اذا عرفت بسرعه الانتقال لروح اللحظه الثوريه التي لن تكون الا مباغته كما عودنا التاريخ ان التفكير العقيم في امكانية بناء حزب يدعي ان له اي صله باي ثوره في زمن الثوره من اجل قادم الايام لا حاضرها لن يؤدي في ظل مستويات حدة الصراع الطبقي المرفوعه الي اعلي اس في زمن الثوره الا الي خيانة الثوره او الانزواء .لا يراهن اي ماركسي علي ازمةاقتصاديه شديدة الحده تحقق موتاً ذاتياَ للرأسماليه فالازمه الرأسماليه فرضت علي الرأسماليه علي مدار القرون السابقه ايجاد مخارج ولكن كل ماركسي يدرك ان هذه المخارج تضعف بصوره متواصله وتضيق من قدرات الرأسماليه علي الخروج السهل من الازمه الدوريه وبالتالي علي كل ماركسي ان يراهن علي ان هذه الرأسماليه ستتعرض اكثر فاكثر للحصار وان كل محاولاتها الافلات مصيرها الاختناق ويفاقم من قدرها المشئوم تبديدها المتواصل لموارد الكوكب وصولا حتي للماء والهواء فهذا النمط من الانتاج غير قابل للديمومه والاستمرارفهو ( ليس اسلوب انتاج مطلق بل اسلوب انتاج تاريخي يقابل حقبه محدوده معينه من تطور الشروط الماديه للانتاج ) ماركس ومصيره المحتوم هو البربريه...اوالتطويح البروليتاري الثوري به الي مزبلة التاريخ وما لا يمكن لاي اصلاحي ان يواريه ان كامل نمو الرأسماليه العالميه علي مدار قرنيها السالفين لم يكن الا نموا مازوما لحظات استقراره واستطالته النسبيه كانت دائما مرتبطه باسباب استثنائيه برهنت الراسماليه عبرها عن مدي بشاعتها كنمط انتاج لا يمكن الا ان يكون مؤقتابسبب استناده الاصلي علي الملكيه الخاصه والعمل الاجتماعي فمن الاستعمارلنهب النفط للتبعيه الراهنه تبرهن الرأسماليه علي محدودية الفوارق بين اجرام التراكم البدائي القديم واجرام النموالمزوم بصوره لا تعرف الا انقطاعات محدوده. الازمه الاقتصاديه تخلق ظرفا موضوعيا يدفع بالنضالات العماليه للشوارع كما نري في اليونان واسبانيا وحتي البرتغال منذ عدة سنوات والتي انضم اليهاايطاليا والمانيا وفرنسا بدرجه وها هي تركيااوبلجيكا بالسيوف الرومانيه في مواجهة دروع شرطة بروكسل ان الازمه تفرض علي عمال اوروبا الان وتضطرهم اضطرارا رغم كل التاريخ الاصلاحي النقابوي الي التنظيم بصوره مختلفه والتفكير بصوره اخري فالقهر الراسمالي هو ما يدفع بالعمال الي هذا التنظيم الثوري المستقل الشرط الذاتي خارج هذا السياق يا رفيق صلاح قصه غير ماركسيه وغير ثوريه وهي القصه القديمه التي لن تكف قريبا عن التجدد لبرنشتاين وكاوتسكي والمناشفه والحزب الالماني القديم لا شرط ذاتي يمكن اعداده خارج هذه المستويات الحاده من الصراع الطبقي يمكن ان يبز الشرط الذاتي المنبثق من نضالات الشوارع ومن المراره التي يعانيها الان كل عامل يوناني بعد اكثر من 5 اضرابات عامه موازيه في السنوات الاربع الاخيره ورغم تقديم الاتحاد الاوروبي لليونان ل240 مليار يورو نجاح سيريزا في تقديري نقطه فاصله في الصراع الطبقي الاوروبي كله ان نجح هذا الائتلاف اليساري في تلبية احتياجات العمال ستكون الراسماليه الاوروبيه وليس فقط اليونانيه قد افلتت من الحصار العمالي الراهن في ظل هذه الازمه وستكون هذه حدودها ولكن ستكون الطبقه العامله قد حققت مكسبا تاريخيا كبيرا هو نفض الكابوس النقابوي الاصلاحي واتجهت عيونها الي السلطه هذه المره عبر البرلمان ولكن من يدري المره القادمه قد تكون عبر الانتفاض المسلح نعم المسلح والي ماذا تشير سيوف بروكسل الجماهير هي التي تصنع التاريخ يا رفيق والطبقه العامله لن يحررها ابدا شرط ذاتي ثقافاتيكي مصنوع بعيد عن شرطه الموضوعي بل تحررها السواعد المستعده لحمل السيوف الرومانيه التي لقنت شرطة بروكسل المدججه بالسلاح الحديث درس عمرها علي مراي ومسمع من كل عمال العالم ان القول بان الرأسماليه قادره دائما علي الخروج من ازمتها لا يعبر ابدا عن حقيقة الامر فلسنا ازاء قوه سحريه خارقه وميتافيزيقيه مطلقه لهذا النمط الانتاجي المؤقت من وجهة النظر التاريخيه فهذه القدره متقلصه ولها حدودها ولا تملك الراسماليه اي سلطان دائم ازائها فازمة فيض الانتاج التي تكشف عن اصطدام العمليه الانتاجيه باسلوب التوزيع الطبقي المعادي للعمال والفقراء اذا كانت قد وجدت تاريخيا ضالتها في التوسع الخارجي والتجاره الخارجبه والاستعمارفان تحرر شعوب المستعمرات قد ضيق من نطاق هذا المخرج والتكيف معه عبر سياسات التبعيه الجديده التي اعقبت المرحله الكولانياليه لم يكن غير مدفوع الثمن اما عن مخرج الحرب والتوسع في التصنيع العسكري فسرعان ما وصل مع بداية السبعينات الي منتهاه بعد ان لحقت به نفس اللعنه الاصليه للازمه الدوريه الناجمه من تزايد نسبة راس المال الثابت في علاقتها براس المال المتغير التي تستدعيها المنافسه فلقد استدعاهاصراع الحرب البارده بنفس الصوره اما عن مخرج التوسع في قطاع الخدمات المعروف بالقطاع الثالث كما اشار باران وسويزي فتقريبا يكاد ان يلحق بمخرج تصنيع السلاح مع تضخم اهم قطاعاته والتي صارت نوعا من الصناعه المستخدمه للعمل الماجوروتتعرض خدماتهالنفس التنافس الذي تتعرض له السلع الصناعيه اما عن المخرج الاشهر ونقصد به الاموله كما يسميه سمير امين والذي يتضمن التقسيط والديونالخاصه بالافراد والدول فان ارتباكه واضطرابه هو مصدر الازمه الماليه والاقتصاديه الراهنه والمستمره منذ نهاية العام 2007 بعد ان عجزت اجور العمال عن سداد اقساط البنوك التي انهار اكبرها - ليمان برازر - ولحقت به اهم واكبر الشركات والمؤسسات الامريكيه واضطرت الامبرياليه الامريكيه لانقاذ اقتصادها من خلال الدفع بودائع المواطنين الي خزائن الشركات والبنوك التي عراها الافلاس.لقد افتي صندوق النقد الدولي بان الراسماليه العالميه التي تضررت من الحريق الامريكي باعتباره الاقتصاد القائد ستتعافي في العام 2012 ومنذ هذا التاريخ صار تجديد موعد التعافي احدي بنود التقرير السنوي للمؤسسه الاقتصاديه الاهم ويتابع العالم كله منذ سنوات الهجوم الراسمالي الشامل عبر برامج تقشف مشدده شملت حتي اهم بلدان اوروبا كما يتابع تصاعد الاضرابات العماليه وكما يتابع الثورات العربيه التي لم تكن الارد فعل شعوبنا علي التدهور الاقتصادي وارتفاع اسعار الغذاء. ان ازمة الكساد الكبير علي حدتها التي احتاجت 4 سنوات للخروج المؤقت من بين براثنها والتي استدعت الحرب العظمي وويلاتها كانت تعبر عن تاكل المخرج الرئسي من الازمه الدوريه انئذ واقصد به مخرج الاستعمارالذي اتاح التوسع في اسواق اضافيه بعيده عن السوق المحلي للامبرياليات ومتوسطات ربحيته عن تجاوز فيض الانتاج الراسمالي حتي لهذه الاسواق المضافه ام ازمة السبعينات فقد كانت متواكبه اي حد كبير مع بداية تاكل مخرج التصنيع العسكري اما الازمه العالميه الراهنه فهي الازمه المنطلقه في القطاع المالي الذي اصبح هو مربط الفرس في قدرة الراسماليه العالميه علي مواجهة الازمه بكل ما يعنيه ذلك من خطوره استثنائيه ومن مباغته من زاوية حجم الماساه التي ما زالت تهدد كالبركان بامكانية قذف الحمم ان لم يكن في الاقتصاد الامريكي ففي مجمل اقتصاد بلدان اليورو الذي تحاول حكوماته القاء عبئ الازمه عبر برامج التقشف علي عاتق العمال .ان مراكز الراسمليه العالميه بدات تفقد مصداتها في وجه الازمه الاقتصاديه علي نحو جدي وخطير واهم جوانب الخطوره يتجسد في ان حتي ما تعوضه سياسات التبعيه صار مهددا من الصف الثاني ومهددا من شعوب الثورات العربيه خصوصا الثوره المصريه باعتبارها انضجها واكبرها فهي علي اي حال ثوره قادره علي احداث قطع بين مع معطيات الوسط التاريخي السائد خطورته تكمن في اضاءة الطريق امام عمال اوروبا نحو الاطاحه بالراسماليه فانتصار الثوره المصريه واستمرا رالثورات بصوره عامه في البطن الاوروبي بكل تداعياته يهدد بلا مبالغه بتفعيل لا يتصور للانبهار العالمي بميدان التحرير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القسام يعلن استهداف دبابة -ميركافا- إسرائيلية بقذيفة -الياسي


.. عبر الخريطة التفاعلية.. آخر التطورات في مناطق توغل جيش الاحت




.. كيف تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟ نتنياهو إسرائيل ن


.. احذر... الاستحمام اليومي يضر بصحتك




.. مقتل 7 أشخاص في قصف أوكراني على حي سكني في بيلغورود الروسية