الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط الرماح المطفأة

باسم الهيجاوي

2005 / 9 / 14
الادب والفن


لو عاد دوريٌّ إليَّ لكنتُ أقربْ
لصعدتُ من زنزانتي ،
لكتبتُ أغنيتي على الجدران أجملُ ،
لا نوافذ نحو باب البحر تُفتحُ ،
لا أصابع في يديَّ ،
فكيف أكتب ؟
المارقون تراكضوا نحو البلادِ ،
أَعدتُ أغنيتي الصغيرة للحوارِ ،
وضاقت الكلمات بعدكِ ،
يا عصافير انتظاري ،
والمدى قد ضاق بعدكِ ،
والجواري قد سرقن الماء من شفتيَّ ،
يكتظُّ انفجار الملح في الرئتينِ ،
أدنو كي أرى
أتلمسُ الحزن الذي خلَّفتنيهِ ،
فأين أذهب ؟؟
البحر يحملني إلى جزرٍ تنام على يديَّ ،
وصار ينأى ،
ثم يسقط في جفاف أصابعي
ليدلَّ نرجستي على النسيانِ ،
لا أقوى ،
ولا نهرٌ يُعمِّدُ ما لديَّ من الحنينِ ،
ولا سماءٌ تحتفي بلقاء أوردتي ،
ولكن الذين تقدموا
سرقوا مواعيد الجمال من التقاء قصيدتينْ
أو عاشقين تواعدا سرّاً ،
لكي تبقى الجنائن مغلقةْ
وعليَّ أن لا أستريح على موائدهم ،
وأن لا أشتهي
ضم الجواري أو لذيذ الكستناءِ ،
عليَّ ملح الموت يندبني لأبعثَ في رحابكِ ،
في صراخ نشيدك الدمويّ ،
يطلع لابساً شفتيَّ ،
لا .. لا تهربي مني ،
ولا تستنشقي زيتون روحي أو غبار تعلقي
بدمٍ أضاعته الحكايا ،
في بقايا ،
عطرك المخبوء بين ملابسي
لا تركضي نحو انكسار البحر بين قصيدتينْ
أو عاشقين تواعدا سرّاً ،
ليبقى الورد مكتظاً ،
ولا تستعجلي النـزق الأخير من الحكايةِ ،
كي يراني ظلّ مرآتي العتيقة في بلاد الأندلسْ
غرناطةُ انكسرت بصوتي ،
كي أرى ما لا أرى
لم يكتب الجلاد سيرتها لأقرأَ ،
لم تكن " وَلادةٌ " كل الحكاية ،
و " ابن زيدون " اختفى من ذكرياتي ،
آهِ يا عطري الذي ما ضاع مني ،
كيف أجعلُ قامتي تكتظّ طولاً ،
كيف أرسم للعصافير انتصار الملحِ ،
حين يُذيبني هذا الهواءْ ؟
ماذا أُحدثُ أصدقائي حين أرجع في المساءْ
عني وعنكِ ، وعن تراكض نحلتين لزهرة متفتحةْ
نامت طويلاً ،
لم تصل سفن الرجال إلى المرافئ ،
وانزوى ساعي البريد بلا رسائل تمنح الفقراء بهجتهم ،
ولا خبرٌ يُزفُّ عن الأحبة ، لا صُوَرْ
يسترجع النسيان فيها ما مضى
عن عاشقين تواعدا سرّاً ،
ولم يسترجعا ذكرى ،
لأن الريح ضمَّت وردتين وعاشقينِ توحَّدا سرّاً ،
ولكن المطرْ
سرق النوافذ حين حاصرَ ،
عاشقين على سفرْ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال