الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السياسي العراقي؟

علي ماضي

2005 / 9 / 14
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بعد ألانهيار ألأخير في العراق ،أصبح المسرح السياسي العراقي مفتوحاً لكل القوى السياسية ألإسلامية منها واليسارية والعلمانية . وأصبحت كفتي ميزان للمعادلة العراقية تحوي القوى ألإسلامية والقومية بكفة والقوى اليسارية والعلمانية بكفة لكسب ود الناخب العراقي ،والتجربة ألانتخابية ألأولى كانت نتيجتها واضحة جدا ،لا تحتاج إلى نباهة في ألاستنباط ،ودراية في خبايا السياسة ،لتعلن ان قوى اليسار والقوى العلمانية الديمقراطية منيت بهزيمة قاسية، وصلت إلى حد التهميش!فأين مكمن الخطأ يا ترى؟ هل بطبيعة ألأفكار التي تتبناها هذه التيارات؟ أم بأسلوب الطرح ولغة التخاطب مع الفرد على اعتباره محور الترجيح في هذه المعادلة ؟ أم بكليهما معاً. هذا ما سنحاول ألإجابة عليه في مقالنا هذا.

مميزات الفرد الشخصية العراقية.
من الشائع بين ألأوساط العلمية ان الفرد العراقي مُنحدِر من مجتمع بدوي ،وما زال مشبعاً في لا شعوره ،بمزايا الشخصية البدوية والتي من أهم ميزاتها التعصب ،فإذا كان مستوى المفاضلة عائلي فهو يتعصب لعائلته التي ينتمي ،وإن كان قبلي فهو يتعصب للقبيلة التي ينتمي ،وإن كان ديني فهو يتعصب للدين الذي يعتنق،بغض النظر عن الأدلة والبراهين كماً وسطوعاً.أضف إلى ذلك انه يعيش في مجتمع معتقدي ،يؤمن بالإسلام ديناً وبكل نصوصه حقائق إلهية لا تقبل التشكيك والمفاوضة.وعلى هذا نستطيع ان نقول انه شخصية بسيطة مسيطر عليها ،من قبل راس الهرم للدين أو المذهب أو القبيلة...الخ التي ينتمون،إلى حد يبدو ألأمر أشبه بالتنويم المغناطيسي. ولنأخذ كمثال ألانتخابات ألأخيرة،فهي وان كانت تبدو في صورتها الظاهرة وكأن المواطن العراقي ذهب إلى ألانتخابات بطوع إرادته ،وانه اختار ممثليه بحرية تامة.وجميعنا يعلم إن هذا ليس صحيحاً وان الذي انتخب حقيقة ،أو قاطع ألانتخابات هم :
1. السيد علي السيستاني.
2. السيد مقتدى(الذي صدرت موافقته أخيرا لأتباعه بتسجيل أسمائهم في قوائم ألانتخابات)
3. مام جلال+مسعود البرازاني.
4. هيأة علماء المسلمين.
فأداء الناس للانتخابات كان إيحائيا تماما ولم يكن عن وعي ودراسة للبرامج السياسية المطروحة من ألأحزاب المتنافسة ، وإنما تعصباً لمذهب أو قومية لا غير.

لغة التخاطب.
إن المرحلة السابقة أفرزت مستوى الناخب العراقي البسيط ،وبيّنت تماما لغة الحوار التي يفهم،ومن المجازفة أن نراهن انه اكتسب وعيا من تجربته الماضية ،وان كانت التجربة لا تخلو من فائدة ولكنها لم تكسبه نضجا سياسياً إلى درجة التلاعب بخيوط اللعبة وإدارتها بشكل يضمن مصالحه الفردية ،لا مصالح المذهب الذي ينتمي أو القومية التي انحدر منها.فهو لم يعي إلى ألان من انه أصبح سيد الموقف وان صوته ألانتخابي وحده يزلزل عروشا ويأتي بأخرى إلى ناصية الحكم.ولا يستطيع أن يضع ألأحزاب السياسية بتشكيلة بحيث أنّها تتصارع وتتنافس من أجل الحصول على صوته، كما إنّ علينا أن نعي تماما ان هناك خطوطا حمراء لا يجوز المساس بها بأي شكل من ألأشكال وأهمها المعتقد أو الدين.

كيف تبدو القوى اليسارية في رؤى الناخب العراقي.
من المهم جدا ان تفهم القوى اليسارية والعلمانية أنها مغروسة في مفهوم الفرد العراق، وكأنها مرادف للإلحاد! حتى وكأن ألأمر يبدو أنها وجدت لتكفر،وليس كتيارات تهدف إلى تحقيق الرفاهية للإنسان ولكن بأساليب وايدولوجيات مختلف على ما اعتاد عليه، مما أثار حفيظة الناخب العراقي مرتين ألأولى تتعلق بالمنطقة الحمراء التي أشرت إليها ، والثانية بسب طبيعته المتعصبة. ولابد ان نعرف تماما كيف تسلل هذا المفهوم إلى ذهنية الفرد العراقي ؟! وهذا مهم جدا بحسب رأي إذا أرادت هذه القوى تفتح قنوات حوار جديدة ومختلفة مع الإنسان أينما وجد. هناك ما يعرف بتأثير عامل ألانطباع ألأول في ترسيخ فكرة ما ،فالإنسان بطبعه يمارس عادة اعتناق ألانطباع ألأول عن ألأفكار الجديدة التي يتعرف عليها للوهلة ألأولى وغالبا ما يرسخ هذا ألاعتقاد ويكون من الصعب تغيره وخصوصا في ذهنية ألمعتقدي على اعتبار انه اعتاد على اعتناق ألأفكار الجاهزة. وهذا الذي حصل فعلاً مع القوى اليسارية ،على اعتبار أنها طرحت نفسها كمرادف للإلحاد ،وحاولت المساس بالمناطق الحمراء (الدين) بلغة خطاب منفعلة هستيرية .مما أثار عناد الفرد العراقي ، و سهل عملية رجال الدين في تحشيد أتباعهم ضد التيارات اليسارية والعلمانية. ومن باب أنّ الشيء بالشيء يذكر ،فإني اعتقد ان من أهم أسباب تفعيل المذهب الشيعي وإعادته إلى وعيِّ معتنقيه هو المنع ألبعثي للشعائر الحسينية ،مما دفع الناس إلى التمسك به من باب ان كل ممنوع مرغوب وتحت تأثير عادة التعصب التي أدمن المجتمع العراقي على ممارستها.



ملخص وحلول.

صار من الواضح ان الفرد العراقي لا يستسيغ قوى اليسار لكونها تدعوا إلى ألإلحاد ،وان هذه القوى لعبت دورا مهما في ترسيخ هذا المفهوم لأنها اعتمدت مهاجمة العقيدة كواجهة رئيسية،وأنا ادعوا هذه القوى إلى ما يلي كخطوات أولية للخروج من هذا المأزق:
1. تشكيل تكتل لهذه القوى أمر لابد منه
2. تغير الواجهة ألإعلامية من ألإلحاد كعلامة فارقة والتركيز على انها تيارات وطنية جاءت من اجل الفقراء والمحرومين.
3. التحالف مع التيارات ألإسلامية على اعتبار ان الهدف النهائي لكلا المحورين هو إلأنسان وليس شيء آخر .
علي ماضي
12/9/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج


.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت




.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ


.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط




.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بإقالة الحكومة في تل أب