الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلد الذات

لينا سعيد موللا

2015 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية





لا يا سادة داعش لا تعيش تحت جلدنا، ولسنا متطرفين بحكم الموروث الديني، بل نحن السوريين أكثر أقوام الأرض حفاوة بالغريب والجديد، وحتى أننا نفرط في استقدام ذلك على حساب موروثنا .
كما أننا لسنا عنفيين، بل نحن مقهورين .

أذكركم أن أكثر أقوام العالم كانت في لحظة ما عدائية متوحشة، وما ارتكبه الألمان بحق السلافيين والبربر واليهود هو أمر مشين، اليابانيين المفتونين اليوم بأخلاقهم وأسلوب حياتهم وابتكاراتهم ، كانوا وحوشاً ضارية في الهند الصينية والصين، الأوروبيين شنعوا بسكان القارة الأصليين، والأمثلة كثيرة ..
كفانا جلد للذات ... الوحشية لا علاقة لها بالموروث، الوحشية ردة فعل إنسانية عامة عن القهر والتهميش والفقر .

في لحظة محددة ينتقم الانسان على وضعه بالتشفي من جيرانه .. أذكركم بأن أقواماً خرجت من وسط مضغوط مهمش منسي لتنتقم من حضارات متفوقة أشعرتها بالدونية ، كان هذا عندما نجح البربر في الاستيلاء على روما، المغول في تخطي سور الصين العظيم، العرب في إسقاط الأمبراطورية الساسانية وإلحاق الخسارة المذلة في البيزنطية، في إسقاط القسطنطينية من قبل السلاجقة الأتراك ..

داعش جسم يزرع قسراً في جوفنا، لقد استمعت إلى شهادات كثيرة ممن يعيشون في مناطق داعش، الناس هناك تشتهي الهرب والنزوح بعد أن حرموا الفتيات من اللحاق بالمدارس، والنساء من خروجها من البيت، من العمل، بعد أن فرضوا عليهم لباساً مذلاً أشبه بلباس رواد الفضاء، غير المعاملة الكريهة، والتقييد على الحريات بشكل لا يطاق، وذاك العنف الرهيب، ومشاهدة القتل الممنهج في كل بقعة وزاوية .

كلهم يتمنون المساعدة في تحريرهم، يتمنون أن لا نتركهم لقدرهم البائس ، وإذا كان لداعش من دور، فهو كراهية الجزء الأكبر من الواقعين تحت سيطرتها، لجميع هذه التقييدات .. من جميع أساليب القهر العنفية . وهو ما سيترك ردة فعل قاسية تجاه مثل هذه الحركات في المستقبل تخرج من منطقتنا نحن، وأذكركم أن أحداً من العاملين بها لن يخرج من مناطقنا حياً .

أنهي معكم، ليس النص هو المولد الرئيسي للعنف، فالشعوب المقهورة بإمكانها أن تصيغ ألف نص يبيح لها الانتقام، لكن القهر هو الذي يدفع الانسان للانتقام والتعويض عن الأيام التي سلبت منها الحياة، بأن تستولي عليها من حقوق الآخرين .. هذه طبيعة بشرية عامة، وليس من الانصاف أن نبقى على جلد ذاتنا وكأننا اعتدنا على عد الآلام وشرح أوجاعنا وقد كفت بصائرنا عن رؤية النور المنبعث في زاوية ما والسير إليه بخطى ثابتة، أن نفعل دون أن نضطر لارتكاب القهر في مواجهة الآخرين، لكن برفعه عن ذواتنا، وهذا أقل ما يمكن فعله .


قادمون

لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز