الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 5 – 5 )

كور متيوك انيار

2015 / 2 / 9
السياسة والعلاقات الدولية


معتقلي الحركة الشعبية ومعتقلي المؤتمر الوطني ( 5 – 5 )

كور متيوك
وصف معتقلي الحركة الحزب الذي اعتقدوا إنهم ربانها بالفاشلة ؛ بينما مازالوا في المركب كما فعلوا من قبل عندما وصفوا بها المؤتمر الوطني ، اودعوا الى الاقامات الجبرية ولجان التحقيق ، والى المعتقل ، رغم النفوذ الكبير الذي يتمتع به كل من اموم والور الا انهم يعاب اليهم ابتعادهم من الجماهير ، وعندما كانوا في قمة السلطة لم يكترثوا كثيراً لما الت اليه البلاد ، وصمتوا طويلاً ، لم يكترثوا للقيادات الشبابية في الحركة وتركوهم عراة ينهل على عقولهم القبليين ، ويسدون رمق جيوبهم الغاوية كبطونهم ، بينما هم يتمتعون بالجاه والسلطة ، ولما كان على الشباب الاختيار بين اسرهم التي انهكتها الفقر وحفيت وتصدعت جلودهم منتظرين تخرجهم وما بين القبيلة والعشيرة والقفز للامام للدفاع عن اعراض القبيلة وكبار اعيان القبيلة مقابل حفنات من الدولارات لاتسمن ولاتغني من الجوع .
كما تركوا الحزب يتوغل فيه عناصر قبلية هدامة وكوادر المؤتمر الوطني يسيطرون اليها ، واصبحوا حركة شعبية اكثر من الحركيين ، لكن الحركة ليس عضوية بل هي تنشئة وفكر ، وحتى لو اصبحوا حركيين فهم مازالوا مؤتمرين ، الحركة مدرسة وإن فقدت اتجاهاتها الفكرية فكمدرسة رائدة في النضال والتحرر في القارة الافريقية ، وكممارسة وسلوك ستظل كما هي شامخة حتى لو تكون الاف الحركات الشعبية ، فمدرسة السودان الجديد ستظل عصية على الاختراق . رغم ذلك فمحاولة الدفع بهم ( اموم ، الور ) الى المعاش السياسي المبكر ماهي الى تجاوز للتاريخ ، فمازالوا في قمة العطاء .
يوجه انتقادات عنيفة لمعتقلي الحركة ، ولانهم لم يفضلوا خيار الحرب لمناصرة الحكومة في مقاتلة المتمردين ودهرهم ، ورفضوا الانضمام الى المتمردين للوصول الى السلطة على ظهر الدبابة لذلك اصبحوا غير وطنيين ، وخونة ، فهم خونة لانهم غير قبليين ، هم خونة لانهم لايقفون مع الدينكا والنوير بل يقفون مع الوطن ، ومن اراد شهادة الوطنية عليه إن ينضم الى حزب كبار الدينكا ونظيرتها حزب كبار النوير ، ولو كانوا اتخذوا قراراً غير الذي اتخذوه وانضموا للحكومة او التمرد ، فكان سيكون انتكاسة تاريخية ، إن دعم اي مجموعة تقف على جانب احدى القبيلتين المتصارعين سيرسخ بناء سياسي غير سليم ، وبناء قومي ستكون هدراً لكل القيم والمبادئ التي حارب من اجلها الشعب .
لا استغراب من الهجمات الشرسة التي يوجهه انصار الحكومة والتمرد الى كل من رفض دعم مواقفهم والوقوف بجانبهم فإن اردت إن تكون وطنياً وغير خائن فما عليك فقط سوى أن تختار احدى طرفي الصراع ، وهذا كافئ لمنحك شهادة المواطنة او سيسحب منك ، وهذا اشبه بما رسخته جماعات الاخوان المسلمين ونجد هذا في فكر سيد قطب حول الحاكمية لله والتي تعني أن الله هو مشرع حياة البشر ، وانه لاتوجد سلطة اخرى ، سواء كان سلطة افراد او دول ، ومن حقها ممارسة هذا الحق ، وكل مايحل سلطته محل الله يدخل في عالم الجاهلية وزمرة الجاهليين . ووفقاً لسيد قطب يجب على الجماعة الاسلامية أن تثور ضد تلك الحكومات الجاهلية ، انتصاراً للارادة الالهية ، وعلى المسلم أن يناى بنفسه عن كل المؤثرات غير الاسلامية .
فبعد القرار الذي اتخذه معتقلي الحركة من المفترض أن يكونوا بمناى عن النقد والانتقاد لانهم رفضوا السلاح واختاروا العمل السياسي السلمي عكس طرفي السلاح ومع ذلك يصر الطرفين أنهم الاحرص على ديمقراطية البلاد ، وهذا يطرح العديد من الاسئلة حول كيف لمن يريد الانتصار على الاخر بقوة السلاح أن يكون اكثر ديمقراطية من اولئك الذين لايرفعونها بل يتحدثون فقط حول كيف يريدون ان تكون البلاد وكيف تحكم ، لكن لم يعد الامر مختصراً على الديمقراطية فقط بل الايمان ببرنامج مدرستي الدينكا والنوير ، وهذه هي نفس فلسفة الجماعات الاسلامية ، حيث يخير المرء والعالم ما بين الجاهلية والاسلام ، ومن اختار غير الاسلام فهو رجعي ويستحق مقاتلته والثورة ضده ، هذا ما نفهمه من تلك الفلسفة ، فلقد قيل أن معتقلي الحركة فاسدين ، واجابتهم سفيرة امريكا السابق سوزان بيج بالنفي وبكلمات مباشرة قالت أن الحكومة مازال فيها فاسدين ، وراينا كيف أن قائمة الخمسة والسبعون الشهيرة والتي تخلصت لتقتصر على اثنين ( باقان والور ) اما الثلاثة والسبعون فهم فاسدين لكنهم مستورون ( انصر اخاك ظالماً او مظلوماً ) و ( البس اخاك على عيوبه ** واستر وغط على ذنوبه ) اما الاثنين فهم اولئك الذين يستحقون المحاربة ، فلقد خرجوا من الاجماع ، وهم بذلك من المجموعة التي يجب محاربتهم انتصاراً للارادة الالهية وفقاً لسيد قطب ، اما هولاء فيتم محاربتهم تحقيقاً لحاكمية القبيلة ، انتصاراً للارادة القبلية ، والتي تعني أن لاسلطة الى سلطة القبيلة و لاصوت الى صوت القبيلة لا فساد الى فساد القبيلة .
رغم أن عدم الانضمام الى الطرفين الكبيرين كما يحلو لهم تسمية انفسهم ، يجعل من المرء فاسد وقبلي واناني ومحب للسلطة ، لكن ماهو اخطر هو أن تضخيم مكانة الطرفين سيؤدي الى ديكتاتورية قبلية ، وما يشبه ديكتاتورية البروليتارية كما جاء في الفكر الماركسي ؛ وعن ديكتاتورية البروليتاريا ماركس يقول : " لا يسع البروليتاريا الاكتفاء بالاستيلاء على السلطة في الدولة البرجوازية ، وانه يجب عليها لكي تقيم ديكتاتوريتها ، ان تحطم سلفا الة الدولة البرجوازية . ان تحطيم هذه الالة هو شرط لا غنى عنه لانتصار الثورة البروليتارية " ديكتاتورية البروليتاريا هي تحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين مع بقاء دور القيادة للطبقة العاملة ، اما ديكتاتورية القبيلة فهي تحالف الدينكا والنوير ، على أن يسندها بقية المكونات مع اشتراط أن يظل القيادة لدى القبيلتين ، اما من يخرج عن هذه المبادئ فهو يستحق التحطيم كما ذهب ماركس واجاز على البروليتاريا حق اللجوء للعنف للوصول الى تحقيق انتصار الديكتاتورية البروليتارية ، ولانتصار ديكتاتورية القبلية فعلى القبليين تحطيم قيم ومبادئ السودان الجديد وكل ما من شانه ترسيخ قيم المواطنة والحقوق والواجبات المتساوية .
لقد قبل د. ترابي الاب الروحي للحركة الاسلامية ، أن يعود الى اخوانه في احلك ظروفه السياسية ، وترابي لايختلف كثيراً في الاطروحة السياسية مع المؤتمر الوطني فالاسلام يجمعهم ، لذلك الترابي وجماعته لن يجدوا اي صعوبة في اعادة التوحيد مع المؤتمر الوطني بعد اكثر من عقد ، فهل سيقبل معتقلي الحركة بالانضواء والقبول بالوضع كما هي رغم الفوارق البرامجية والايدلوجية بين معتقلي الحركة ، والحركة جناح الحكومة . يظل السؤال المهم الذي سيشغل ويشغل اذهان الراي العام ، هل سيشارك معتقلي الحركة الشعبية في الانتخابات كما سيشارك معتقلي المؤتمر الوطني ؟ وهل سيشاركون في تلك العملية دون أن يتم التوصل الى اي اتفاق للسلام ، والحرب مازالت دائرة في اجزاء من البلاد والغبن والكراهية مازالت تعتمل النفوس ، وقطاع عريض من المواطنين لم يبارحوا مخيمات الامم المتحدة في اجزاء البلاد المختلفة ؟ وهل سيساهم عودتهم للتسريع من عملية السلام ؟ .

تمت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30