الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوطا الهمجية العنصرية - 4 المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام 18 - على جدار الثورة 96

جريس الهامس

2015 / 2 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


سقوط الهمجية العنصرية - 4 المحظور من الكلام في تاريخ العرب والشام رقم 18 - على جدار الثورة -96
رأينا في العددالماضي- قدوم إبراهيم وعائلته مع مواشيهم , كبدو ُرحّل ورعاة قدموا من بلاد الرافدين إلى أرض فلسطين وطلبوا من سكانها الأصليين من الكنعانيين والحثيين والاّراميين والفلسطينيين رعي مواشيهم في أرضهم والإقامة بين ربوعهم . ورأينا كرم ونبل أخلاق أهل فلسطين في إستضافتهم لهم ..وكان مصدرنا الرئيس في معرفة ذلك بدقة كتابهم المقدس ( التوراة) أوالعهد القديم - الذي يعترف به المسيحيون والمسلمون وأخذوا عنه كل قصص الخلق واّدم وحواء و طوفان نوح وغيرها وأثر ها واضح في الكثير من اّيات القراّن ..أما المسيحيون فاعتبروا العهد القديم جزءاً لايتجزأ من كتابهم المقدس مع الأسف مع إستثناءات قليلة من رجال الدين المسيحي المتحررين الذين لايعترفون بالعهد القديم ويعتبرونه تاريخا لأنبياء قتلة وقبيلة كل تاريخها إجرام وعدوان وسطو على ممالك المدن والمناطق الأخرى في بلاد الشام تحتاج للتنقيب في تاريخ الكنيسة لأنها تتعلق بإجتهادات شخصية عند بعض رجال الدين المسيحي مثل إبن العبري في "" تاريخ الأمم"" كما برزت ملامح التنوير في عصرنا من بعض رجال الدين المسيحي المثقفين المتنورين والمتمردين النادرين بالحق الذين رفضوا الإرتباط بالعهد القديم العنصري .. وأذكر منهم ::
المطران غريغوريوس حجار – مطران عكا وحيفا وسائر الجليل – الذي قال في مذكراته : (زارني يوما أحد زعماء الصهيونية – جنتلمان – بقدر ما وسألني: أولاً يمكن أن نتفق ؟ فأجبته من جهتنا بكل سرورإذا أمكن ذلك بإخلاص من جهتكم .. أجاب ولماذا من جهتنا ؟؟
قلت له : أتعرف يهودياً أفضل من النبي داوود ؟ أجاب : لا ,, فذكرت له , أن داوود عندما كان منهزماً أمام شاوول..وهذا يتعقبه طالباً قتله , لجأ إلى ملك الفلسطينيين فحماه وأكرم مثواه , وكانت النتيجة , أن داوود هذا كان يسقط في كل ليلة على قرية فلسطينية ليبيد سكانها , وهو يعتقد بأنه يحسن صنعاً بإبادته أعداء شعب الله الذين إعتدوا على أرضه .. وإنتهيت أن قلت له : نحن الفلسطينيون اليوم بجواركم – جيرانكم -- وأنتم تمثلون حالة داوود فإن أمكنكم أن تعملوا ماعمله لفعلتم -- ) – المصدر – الشهيد عبد الوهاب الكيالي – وثائق المقاومة -
ص582 –
وكانت دائماً نداءات التحرر من العهد القديم تصدر من المسيحيين المشرقيين العرب منذ يوحنا الدمشقي حتى اليوم ..أما الغربيين وخصوصا البروتستنتية وشهود يهوه والسبتيين وغيرهم من الهرطقات الجديدة في أمريكا وأوروبا على وجه الخصوص .. ولاتزال سائدة اليوم في أوربا الغربية وأمريكا فيعتمدون العهد القديم التوراة والمزامير قبل الإنجيل في الكثير من كنائسهم وطقوسهم ,,بل يهملوا العهد الجديد – الإنجيل - تماماً عند السبتيين وشهود يهوه المرتبطين غالباً بإسرائيل ..

.واليوم يفرض عصر التنوير الحياتي الجديدعلى المسيحيين الشرقيين وعلى الفاتيكان اليوم في عهد البابا المجِّدد " فرنسيس " يفرض عليهم جرأة التحررمن " العهد القديم " وأساطيره وبالتالي فصل العهد الجديد ( الإنجيل ) عن ( العهد القديم ) التوراة ...
وكان لتصريح البابا فرنسيس العلني الأخير : (رفضه المطلق لأسطورة اّدم وحواء والشيطان ..إلخ ) هو رفض للعهد القديم مبدئيا الذي بنى جزأه الأكبر – التكوين – على أسطورة اّدم وحواء والجنة والنار وشجرة الخير والشر التي إختلفت الأديان لاحقاً على نوعها هل هي شجرة تفاح أم شجرة نخيل ؟؟ ..- ولوكان لم يرقَ لمستوى فصل العهد القديم ( التوراة ) عن العهد الجديد ( الإنجيل ) كما تضمن نداء المطران الفيلسوف -- جورج خضر مطران جبيل والبترون وجبل لبنا ن -- المستقيم الرأي ليطلق صرخته المدوّية ::
"" إله العهد القديم جزّار وأنا أكفر به "" ولقد فاجأني بالإميل اللطيف الذي ارسله لي وأعتزبه –عندما نشرت عدة مقالات بعنوان ( الأسطورة الإسرائيلية من القبيلة إلى دولة الإغتصاب )عام 2007 قبل صدورها كتاباً .. والذي تضمن هذه العبارة حول العهد القديم ,, وهي دعوة جريئة تنويرية لضرورة فصل " ألإنجيل " الذي يحارب العدوان والعنصرية وعبادة المال وعبودية المرأة – عن العهد القديم القائم على العنصرية والقتل وإلغاء الاّخر وعبادة المال وإحتقار المرأة –
وكتب المطران خضر رائد التنوير الديني في عصرنا في كتابه ( مطارح سجود ) ما يلي : ( مثل ذلك أي حديث في العهد القديم يأمر الله فيه بالعنف .. هذا لم يكن يوما من أخلاق الله إذ يستحيل أن يكون الله عنيفاً ووديعاً في اّن ..وأن تختلف أخلاقه بين زمان وزمان ,, إذ ذاك كلام بشر .. أمر حضارة ألصقت بالله إلصاقاً . ألقيت عليه من شهوة بشرية . من مصلحة إٍسرائيل في سفر يشوع بن نون ,,عنف أمر الرب به -- كما زعم اليهود لأنهم أرادواهم أن يبيدوا الكنعانيين ..ماكان هم الله أن يفتح لهم كنعان ولا أن يفتح بلداً لأحد والله ليس له جيوش ..كان هذا مجرد كلام رمزي ليوحي بأن المسيح يفتح قلوب الناس....وبأن هذه القلوب تؤخذ وتوحد إذا بطل كل عنف .
أي إذا بطل العنف في العالم يولد المسيح .. – مطارح سجود – دار النهارللنشر -2001 الطبعة الأولى ص 34 )
علماٌ أن أسطورة اّدم وحواء والعالم الفوقي والعالم التحتي ,,وكذلك أسطورة الطوفان ونوح موجودة كاملة في الديانة السومرية وطقوس الجنس المقدس عندهم ( إينانا ودوموزي) التي تعود إلى 4000 عام قبل الميلاد – ( راجع طقوس الديانة السومرية والجنس المقدس – صموئيل كريمر – وغيرها )
وبهذا تكون ضرورة تحرير الفكر الديني من الإرهاب والعنف ضد الاّخر بل وإلغائه له كما حدث عبر التاريخ ..لاتقتصر على الدين الإسلامي بعد بروزه في واقعنا الملموس على يد التكفيريين الجدد والإخوان المتأسلمين الذين نفذوا مشيئة المستعمرين أعداء الشعوب في عصرنا من أفغانستان وإيران إلى يوغسلافيا مروراً بالمشرق العربي كله إلى اليمن وأفريقيا ..
بل يجب أن يكون التحرر من تابو الفكر الديني التكفيري المعادي للاّخر , شاملاً وأن يصبح نقد الفكر الديني حقاً مشروعا يمارسه أي إنسان كما يمارس حقه القانوني في نقده لدستور بلاده وقوانينها ..مادامت القوانين والدساتير والأديان ناظمة لحياة الناس ولعلاقاتهم الأخوية التي تلعب دوراً رئيسيا في حمايتها وتطويرها خدمة لمنظومة حياته وسعادته على هذه الأرض الإجتماعية والإقتصادية والثقافية ...
ولايعني هذا إلغاء الأديان التي تبقى علاقة شخصية بين الإنسا.ن والسماء ,, لكل إنسان الحق بممارستها مع ما يؤمن به , وهذا ماجاء في عدة اّيات من القراّن مثل ( لاإكراه في الدين – ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. وغيرها حتى العديد من الاّيات نسخت في عهد محمد وعهد عمر كنسخ اّية " رجم الزانية والزاني - ومنع قطع يد السارق في سني المجاعة – ومنع عمر إعطاء " المؤلفة قلوبهم من بيت مال المسلمين – دون تقديم أي عمل ...وغير ذلك الكثير ) حرصاً على تحقيق العدالة وتطوير النص نحو خدمة الإنسان وحق الحياة في العهود الظلامية التمامية والتكفيرية ,,
وإذا كان القرأن قد كتب بثمان نسخ أو ثمان لهجات بقيت حتى خلافة عثمان الذي لم يجد مفراً من إعتماد نسخة واحدة منها وإلغاء السبعة الباقية , منعاً لأي تعارض ودرءاً لأي إلتباس ..وهذامافعله فعلاً – أحرق السبعة وأبقى واحدة -- ,, وكانت نسخة القراّن الأولى المعتمدة بالخط " السطر نجيلي – أي الكوفي السرياني الأصل – دون تنقيط – ولأول مرة يأمر الخليفة عبد الملك بن مروان ( حكم 21 عاما تقريباً - 65 ه -- 81 ه – مروج الذهب ج 3 ص 109 ) واليه على العراق الحجاج بن يوسف الثقفي.. بتنقيط القراّن ..إذا كل هذا من فعل الإنسان فليس كفراً الصول أنه : يحتمل الخطأ والصواب ..
..ومثله مثل الإنجيل الذي كتب بأربعة أقلام أي أربعة أناجيل في كتاب واحد وفيه تسجيل لأقوال السيد المسيح وأعماله كتبت الأناجيل الأربعة باللغة الاّرامية أم السريانية -- التي كانت سائدة في بلاد الشام وتكلم بها السيد المسيح وتلاميذه ولم يتكلموا العبرية ..ومن الأرامية ترجمت إلى اليونانية والعربية وغيرها ,, وكل هذا عمل بشري يحمل الخطأ والصواب أيضاً في المعنى والمبنى وأذكرهنا الخطأ الذي إكتشفته شخصياً في إحدى اّيات الإنجيل ضد عبودية المال للإنسان التي تعبر عن قضية مبدئية ( إشتراكية بدائية ) كنت أتابعها في النصوص الدينية ضد ( الذين يكنزون الذهب والفضة والمال إلى جهنم وبئس المصير ...إلخ ) وهي التالية :
ورد في إنجيل متى 19 ما يلي : ( وقال يسوع لتلاميذه : " الحق أقول لكم : يصعب على الغني أن يدخل ملكوت السماوات , بل أقول لكم : مرور الجمل في ثقب الإبرة أيسر من دخول الغني ملكوت الله )
وبعد مناقشة الفكرة ومقارنة الجمل بثقب الإبرة والتحليل المنطقي قياساً على الاّيات الأخرى منذ أمد بعيد عدت للأصل الأرامي السرياني فتبين أن كلمة - gamel –تعني بالسريانية والاّرامية " الحَبل " وليس الجمل وكلمة الحبل أكثر منطقية وتناسبأً مع واقع التشابه في موعظة السيد المسيح فتصبح الاّية كما يلي ( الحق أقول لكم : مرورَ الحبل من ثقب الإبرة أيسر – أو أسهل – من دخول الغني ملكوت السماوات ..) وليس هذا إعتداءاً على الإنجيل أوإهانة لصاحبه بل تصحيحاً لخطأ مستمر منذ مئات السنين نتيجة الترجمة الخاطئة في إعتقادي ..
فكيف يسمح التكفيريون والإخوان المتأسلمون أعداء الإنسان والتقدم وعبيد الدولارلأنفسهم أن يّدعوا أنهم أولياء الله على الأرض يملكون " طابو " حاكمية السماء لقتل الناس وتكفيرهم بالجملة وتنفيذ جرائم القتل والحرق والنهب وقطع الرؤوس وإحتلال أوطان الأخرين مثل داعش والنصرة وحزب ولاية الفقيه وأشباهها . بل مثل نظام القتلة الأسدي الذي أعدم العقل وألغى الاّخر وبنى جدار الرعب والخوف بين الحاكم والشعب ,, ثم إنهار بعد أول هتاف للحرية والكرامة في شوارع دمشق ودرعا..
... أنتهى عهد المستنقع الإستبدادي الهمجي الواحد الذي بنته أمريكا والصهيونية العالمية في المشرق العربي والتوطؤ بين الدولتين الكبيرتين منذ سبعينات القرن الماضي إلى غير رجعة . وسقطت كل الأنظمة التابعة من طهران إلى المغرب العربي التي كانت تستعبد الشعوب بواسطة الطغم العسكرية أو الدينية أو القومية الشوفينية العنصرية , التي لم تستطع الصمود أمام ثورات الربيع العربي - رغم تعثرها - ورغم عنف الثورة المضادة وتاّمر العالم الخاضع للوبي البترودولار المتحالف مع اللوبي الأمريكي الصهيوني ... لقد شاهدنا الربيع العربي يسقط فزاعة إرهاب الدولة وجدار الرعب والترهيب والترغيب إلى اللارجعة ..كما سيسقط كل الرجعيين وتجار المعارضة الطفيليين والمتسلقين اللصوص المتسترين بشعارات الدين أوالدكاكين الحزبية البائدة وستسقط ثورتنا وجيشنا الحر كل الرايات الدخيلة و تقضي على أرتال وحوشها ,, وتطهر أرضنا إلى الأبد من حكم العسكر وعصابات القتلة واللصوص والطائفية ,, لبناء سوريتنا الحرة والديمقراطية الجديد ة حلم الشهداء والأطفال وأمنية الأحياء ..##
لاهاي – 9 / 2 /









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعصب المسيحي باسم اليسار والحوار المتمدن
عدنان شـماس ( 2015 / 2 / 10 - 10:31 )

،غابت عن
نقد مقالاتك فرقة الزبانية، محاكم تفتيش موقع (الحوار المتمدن) الكنسية!،

يبدو أن حمورابي راض عما تكتب سيد جريس الهامس، وكذلك بهلول بابل،
حميد وجمشيد، لبيب والذيب، بخ بخ لك!!..


2 - رائد التنوير الديني الفيلسوف المطران جورج خضر
ليندا كبرييل ( 2015 / 2 / 11 - 09:30 )
الأستاذ جريس الهامس المحترم

نفتخر نحن المسيحية أننا نواصل التجديد في ديننا، وكما نرى أن المسيحية رغم فصلها القاطع عن السياسة في الغرب العلماني إلا أنها لم تندثر، فقد أصبح أمام المؤمن خيارات كثيرة يستطيع من خلالها أن يتبنّى ما يلائمه من معتقدات تهدف إلى تآلف اللبشر دون النظر إلى لون أو جنس

أكرر أهم ما رأيت في المقال وما أتمناه حقا

اليوم يفرض عصر التنوير الحياتي على المسيحيين الشرقيين وعلى الفاتيكان في عهد البابا المجِّدد -فرنسيس- يفرض عليهم جرأة التحرر من العهد القديم وأساطيره وبالتالي فصل العهد الجديد (الإنجيل)عن (العهد القديم) التوراة

في وجود عقول متنورة كفيلسوفنا الجليل المطران جورج خضر، يتسع أملنا أن نتحرر من ميراث أصبح نقمة علينا وهم يعيّرونا بما جاء فيه من قتل وذبح وتشريد، حتى وُصِمت المسيحية بكل هذه الشرور

نعم أستاذي،انتهى عهد الاستبداد الديني والسياسي، وحان الوقت ليتيقّظ الإنسان وحماية أغلى ما في الوجود: عقله

لا يحمي كرامة الإنسان إلا العقل الواعي، وقد انفتحت عيون أجيالنا على المظالم الدينية والسياسية التي كنا نرتع فيها

بلد حر:حلم الشهداء وأمنية الأحياء

خالص التقدير

اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د