الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملف لن يغلق أبد

مروان علي

2005 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


ملف المعتقلين السياسيين والمفقودين في سورية، ملف هام وخطير وبحاجة إلى طيه سريعا خصوصا في ظل الاوضاع الخطيرة التي تمر بها سورية والمنطقة عموماً.
ورغم ان الاوضاع تحسنت قليلا منذ استلام الرئيس بشار الأسد للحكم في سورية مع اطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين رغم ان اغلب الذين اطلق سراحهم كانوا قد انهوا فترة حكمهم وكانوا يعانون من امراض نتيجة الحبس الانفرادي طوال سنوات الاعتقال، ورغم ان الذين اطلق سراحهم لم يتجاوز عددهم الالف معتقل؛ فإنها خطوة جيدة على طريق الحرية الطويل.
باستثناء المعتقلين من حركة الإخوان المسلمين، فان أغلب المعتقلين ينتمون إلى حركات سياسية محظورة واعتقلوا بسبب حالة الطوارئ والاحكام العرفية المعلنة منذ استلام البعث للحكم ولم يطلقوا رصاصة واحدة، ولكن التهمة كانت جاهزة لدى قضاة المحاكم العسكرية الشكلية ومحكمة أمن الدولة "العصيان المسلح ومحاولة قلب نظام الحكم"، وهي افتراء عارٍ من الصحة، فقط لتوقيع العقوبة القصوى على المتهمين.
ورغم كل النداءات من المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان؛ فإن الآلاف من المعتقلين لا يزالون في معتقلات سرية وعلنية ودون محاكمة ويواجهون خطر الموت أو الاعدام بسبب غياب القضاء النزيه وغياب المحاكمة العادلة وغياب القانون اصلاً.
ومن هؤلاء المعتقلين المئات من اللبنانيين الذين اعتقلوا في لبنان بسبب رفضهم الوجود السوري على أرضهم ولا يزال مصيرهم غامضاً، لأن السلطات السورية لا تعترف حتى باعتقالهم.
إغلاق ملف المعتقلين السياسيين خطوة مهمة وضرورية إذا كان النظام السوري جاداً في مواجهة استحقاقات المرحلة بعد سقوط النظام العراقي. ولا بد أيضاً من فتح ملف المفقودين السوريين واللبنانيين أمام المنظمات المعنية من أجل إغلاق هذا الملف أيضاً، وإعادة ترتيب البيت السوري.
ولكن المتابعين والمهتمين بحقوق الإنسان يرون أن النظام لن يغلق هذا الملف - ملف الاعتقال السياسي والمفقودين - لأنه يريد استخدامه في وجه الاستحقاقات الداخلية من خلال إطلاق سراحهم على دفعات، ولأن عدداً كبيراً أُعدم كما حدث في سجن تدمر، أو ماتوا في المعتقلات بسبب التعذيب وظروف الاعتقال الرهيبة.
أياً كان مصير المعتقلين والمفقودين لا بد من طي هذه الصفحة السوداء من تاريخ سورية من خلال إغلاق ملف الاعتقال السياسي ورفع الأحكام العرفية وحالة الطوارئ وفتح ملف المفقودين والعمل على كشف مصيرهم مهما كانت النتيجة.
ولكن يبدو أن النظام لن يغلق هذا الملف، على الأقل في المستقبل القريب.
وربما لن يُغلق أبدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى