الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعث عضو عامل في الاحزاب الاسلامية

عدنان جواد

2015 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


البعث عضو عامل في الأحزاب الإسلامية
ميز الفقه الدستوري الأنظمة الديكتاتورية، اعتمادا على الأيدلوجية التي تتبناها، وابرز مظاهرها الحكم الفردي الذي يهيمن فيها فرد واحد أو هيئة واحدة على كل مقاليد السلطة في البلاد، والتي تعتمد على القوة، ويتولى الحاكم السلطة بطرق مشروعة ثم يتنكر لها ويحاربها، وبالظاهر يهتم بالجماعات والنقابات والجمعيات المهنية أكثر من اهتمامه بالفرد، لأنه يعتقد أن الإفراد غير متساوون بطبيعتهم، فتدخل الدولة في كل نواحي حياة الفرد، ومن الأمثلة على الدكتاتورية المذهبية النظام النازي، حيث يقوم على فلسفة هيكل التي تؤمن بفكرة الدولة، فنظر النازيون إلى الزعيم هتلر على انه لايستمد سلطته من الشعب وإنما يستمدها من صفاته الشخصية كزعيم، وان الزعيم هو الأمة بذاتها، وسارت على نهجه اغلب الديكتاتوريات، بفارق ضئيل هو العنصرية كانت للجنس الآري اختلفت فأصبحت للحزب أو للطائفة وتتدرج حسب الولاء كما في حزب البعث.
إن واقع حزب البعث على عكس ما كان يدعي تبني نظام المؤسسات التي وجدتها السلطة، وان أخذت تسميتها الدستورية لكنها كانت شكلية، وقد أتت نتيجة لوجود اضطرابات داخلية وأزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية أو هزيمة في حرب، وقد استخدم الدكتاتور أبشع أساليب العنف والقوة للاستيلاء على السلطة والاستمرار فيها، وعدم الاكتراث للوسائل الدستورية المشروعة، وانعدام الرقابة السياسية والقضائية، ولا شيء خارج سيطرة الدولة، ولا شيء ضد الدولة، أي عدم وجود معارضة، ولا شيء فوق الدولة، أي لاشيء أعلى من الدولة.
بعد مجيء الديمقراطية التي تعني حكم الشعب بواسطة الشعب ومن اجل الشعب, وذهب البعض القول بان الديمقراطية تعني حكم الشعب بواسطة أغلبية الشعب، لكن الذي حدث أن تقلد السطة او من ينوب عن الشعب إفراد ، ينتمون لأحزاب تم اختيارهم بدافع الطائفة والعاطفة أولا، والاعتقاد بأنهم أتقياء لأنهم من أحزاب إسلامية ثانيا، باسلوب الدفع الجمعي، لكن بعد مضي الوقت تحولت الأحزاب الإسلامية الحاكمة الى بعثية وان لم يكن بالانتماء ولكن بالاسلوب، وقد حدث أن غير بعضهم ملابسهم من الزيتوني إلى الجلباب وإطالة اللحى، وانظموا للأحزاب الإسلامية بثوبهم الجديد، وليس فقط انتمائهم لأحزاب السطة، بل اغلب قادة القاعدة وداعش والنقشبندية هم من قيادات البعث، فكيف تحول الحزب العلماني إلى إسلامي!!، فهذا الحزب لديه تجربة إدارة الدولة لعشرات السنين، يستطيع إفراده الحركة والتلون، وإمكانية الوصول للاماكن التي يريدون الوصول إليها، ففي مجال التنظيم وإقامة التجمعات واستقطاب الناس واستغلال ضعفهم المادي والثقافي لجلبهم لحظيرة الحزب الذي ينتمون له من تجاربهم السابقة بالترهيب والترغيب.
فأصبح البعث عضو عامل وفاعل في الأحزاب الإسلامية الحاكمة التي تحاسب الناس على ارتكاب المنكر وهي ترتكبه!، والمعارضة التي تقتل الناس وتذبحهم لاختلافهم عن نهجها وأيدلوجيتها، والتي كانت بالأمس واليوم تمارسه بأبشع الصور وأمام أنظار الناس، فاليوم يقتلون الناس لارتكابهم الفاحشة!!، وإنهم حماة الدين والمذهب والطائفة!، وان أخوف ما نخافه بقاء الفوضى، باستشراء الفساد وغياب القانون، وعدم النضج السياسي والثقافي للشعب، والفشل في تطبيق النظم السياسية التي تم اقتباسها من بعض الدول العريقة في مباشرة الديمقراطية، و إساءة استعمال الحرية يمهد الطريق لعودة الدكتاتورية بنسختها البعثية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما