الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يحوم الحمام في سحر اللحظة

فرج بصلو

2005 / 9 / 14
الادب والفن


غنية أنتِ بشعاع الفؤاد
يازهرة هضاب هاوار
وأحبكِ كمحبة روابي
ليلون للسماء والأنوار

-1-

إلى جمالكِ وإلى الهدوء الصاغي أشتاق
واللهفة تبعثر أفكاري حتى أبعد الأفاق
تعالي جِسي نبضي
وانظري الجسد جسده يتذكر
والروح إلى روحها تنساق
من ناحيتي أنا سألغي شكواتي
وأنظم من أدق الكلمات
سبحة يفعل سحرها بسعير يومك
فعل الثلج على اللسان –
ومن سهدي وضناء أهدابي
من إحساس الرفض والغربة
أ?وِن لكِ مسكناً في دمي
وأبني لكِ قصراً بأحضاني

-2-
لا ضهية المناظر التي فاتت مواعيدها
وهي تمر وتختفي _
الوجد الحقيقي لا ينطفي
وملامحه في خرائط الفقر تستقي
وتلوح كالدمعة المبشرة
صباحاً آخراً أشرق
علينا وعلى الدنيا.
كالمعتاد تسأليني:
"ما الساعة" فأدنيء
مرفق يدي إلى وجهكِ
لأنتشل حفنة من إحمرار الوردة
فأحس ببعض اللذة قبلما
تنطفيا ساعتي وراحتي بقبضة
إنشغالي المشع, إنشغالي المتطاير في العجاج

-3-
منقار على منقار وجنح على جناح
يحوم الحمام في سحر اللحظة
المنبسطة بأعلى السطوح, وأنت يا من بدأتِ
تحومين على أيامكِ الأولى
ُتهَربين في النسمة تنهيدة معطرة
سدى تفتشين بباطنكِ
إستئناس أولى الذكريات –
مددي النظر وتأملي
كيف بجمرة الفجر
من على سرة الأفق النائي
جرح فجركِ انكوى
وثم أدمني تدفق الأوقات
الجاري في أجزائنا, كي تبحري
معه إلى آخرة الكلمات

-4-
الإزدهار الذي يكسو الشجرة
يبص تحتاً. حتى هو
لا يدري شيئاً عن خفايا
زمنٍِ شبك غرة وجديلة
كما اشتباك نسيج مواد العش.
إزدهار أخضر قلق. أخضر
من قوقعة الطير المتنقل وسماء
الصباح الصافية. إزدهار
كما الذكرى المختبئة في البستان المنزوع
كي يتبقى ضهو البستان في الذكرى المتقدة
في الذكرى المنتسية بلمسات اللسان فقط...

-5-
حياة بظلال حياة تشيب
ونور من نور يقدح
كي يغزل باللهيب أزلاً لا يفسد.
في الحديقة الصغيرة ترقص النافورة
مياه تتعرج في ماسورة دقيقة
وتعبر فيها لتسقي
روعة النباتات الأنيقة.
يوماً بعد يوم تجوب عيوني
صندوق البريد, بحثاً عن رسائل إنقطعت
أما رمقي المذعور يلتوي
بمائل الشجرة ليقيس ميولها
ويرتفع إلى الأفنان حيث العش
المحمي بالأجنحة النبيلة
يكرر فيّ –
حياة بظلال حياة تشيب
ونور من نور يقدح
كي يغزل باللهيب أزلاً لا يفسَد.

-6-
ناصع وفاتن كالغيوم البيضاء الربيعية
كتاب وجهكِ
وخلال تنقلات الإبتسامة المخطوطة
عليه, أتعلم اصطياد ذيل فرحة
دقيقة كإبرة البعوض
حيث في قلب قلبي تتوارى المعرفة
المنقوشة كالروعة المتسترة طيات ديوان الوجود
إن الزمان لا يمضي بشيء
وطلب لم يستجاب للآن
حتى إن غاب في بعض الأحيان
سيبقى طلباً على الدوام
ففي مراهنات اليوم وأوهامه المتذبذبة
ببقية حياتي حياتك مدعومة. أنظري:
الرسالة منظومة على طرفيّ الصفحة

-7-
حقاً كما في كل صباح
تفارقيني على سؤال
دائماً نفس السؤال, بنكهة
ألحان الحس القلق
أما أنا المغطى بظلال النيون
المنكب بإختلاسات الألماس الصلب
لا أتفوه بشيء. أحياناً
هناك تساؤلات, سغسغة رأس هشة
إيماءة موافقة, إيماءة نفي
وربما علامة إرتباك أيضا.ً
أنت على نهجك وأنا على نهجي
إكتمال من نصفين
كمالة كلام وسكوت
قلق وقلق. إنفصال وإنفصال مماثل

-8-
فضاء كاشف ونور خافت
ينحتا بعض الأواني
وعلى نار حرارتها تداعب
الجسد, تستوي تشكيلة النباتات
نباتات زهاء دواء طبيعي واقتراب إلى الطبيعة
دنوكِ المهدىءِ أيضاً, وهذا العطش
إلى فتون ليسه من صفات البشر.
هو بالتأكيد معيار خير يتوالد
من مؤسس الحياة ومنظم الليل
حسب توقيته كما الآن
حين فتات ذهب صغيرة
تسترق المنافذ إلتصاقاً بالجبين
ضهية الإكليل تتريح بين خطوط الشجن
كي تنير الوجه وتوضحه
لئلا تخطيء العين ملامح
الغرام.

-9-
أغادر جمة مآوي السكوت متألقاً
لأبدو بشعاً في ملحمة الدنو
لهذه اللحظة المضرمة.
على شعلة الغاز تغلي قهوتي
أريدكِ ضيفة وشريكة
على فنجان العصر
لأحليك بحلاوة الجسد
ومن غابات بِر اللسان
أغزل سحراً كالثياب التي تكسو
فتنتك. لأكسي ما لا
يمكن كسوه
ولأضمد كل جرح بان وآذاكِ

-10-
أبهلتِ لتسوقيني
كما يسوقون الضرير
لكونهم عيوناً له
كيلا أتعثر بأي عائق كان
وفقط غراء لَعين تناثر إلى عيني
كمية قليلة قد تكفي لإلتحام
الحب بالحب, الألم
بالألم, المشقة بالمشقة
والضنى بالضنى الأكبر ...
وبالضبط لما انحجبت عيوني لمشاهد الدنيا
بقعر نظري تلألأ سحركِ
زرقة فساتينكِ , أسلوب الجواهر
الذي إنحرمتِ منه, وتيجان الألماس
شهية الروح التي لم ترجوني شيئاً

-11-
كما النحيب الحي الحبيس في روحي
أنت مستيقظة في هذا الليل. وفجأة
إختلس البدر استدارته من محياكِ
وأشعته من أشعة المصباح
الموقود عند هامتكِ
ولا يوجد الآن أية مختلسين آخرين
غير قلبي المتأثر بصمته
طامعاً بكوكبٍِِِِ هابط.
ارجوكِ نامي قليلا, غمضي
العين تحت غطاء الذهب
فأنا سوف أطربك بخفقاتٍٍ
تدركين ألحانها
وقسماً بذاتي لن يصيبني شيء
وعنايتك تراعيني ...
-12-
لست أدري ما هوَ الشيء
الذي يحرث اخدود مقيس
بضوء الفؤاد وفيه -
صحيح! كلانا نسينا منذ أمد
ماشكل شمس الفراغ
إذاً ضعي الوجيز من عمركِ
على الوجيز من عمري
خبزاً, قميصاً, وصندلاً ننال
بيد واحدة. بالأخرى
نحاول ثانية إيقاد جرس
البهجة, نشوش نظاماً
قيدنا به حتى الآن
ومع بزوغ الذاكرة
على خط المغيب نعلو مع الشمس

-13-
أهجري الفقر وصيري مثلي
غنية بالوجد.
يبحر الدهر بالأيامِ
مثلما يدري لوحده إبحار
الأيام. مواعيد ستختلف بمواعيد
هاجس بهاجس وسلطةبسلطة أخرى
ومثلما ينزوي البهاء بأحضان
الحجرة الكريمة – إنزوَيْ بذكرى حاجات
صغيرة وهشة حاكت القليل
من أعوامنا. وقبل إنطفائنا بقليل
نظل معاً مسجلين
كما السجلات في دفاتر الدار
والبساتين

-14-
هيئة الدار من الداخل مثلما
حاكتهاحركتكِ . هي
النسيج المرسوم لمدى نفسي .
عادت وتراكمت الأواني في المغسل
غسيل تبخرت رطوبته يلوح
من قضبان الشرفة. غبرة
تغطي كل زاوية وشيء
روتين يعود لينظم لحظات سأم
على خيط وقت تافه
صنعة خليط من ماء وصابون. ضجر
وتنظيف. أصص ظمآنة إلى مداعبة
تحولها من محل مضاء
إلى محل أكثر إضاءة.
إن النبات المرافق لحياتنا
هو نسخة نابتة لهيئتنا
فمتى سنستريح كلانا!؟

-15-
منذ مدة طويلة الشتاء يشتي
ويقصي درجاته الهابطة
وكما تعلمين يارعيتي الصالحة
مازلت ها هنا-
مبحراً على بساط اليقين
كحاسوب فرت منه عقليته
وكسفينة تتقاذف على ورع ملاحيها السكارى.
في المياه التي تحملني تبدو
حياتي, كسرة أحلامي
قطع كيان منثورة على ورق
مكعب, ملون, قسمه الدهر.
على هدبي يبدو الملل
وهناك اهتزاز في أعضائي... هناك
توق إلى فنار... إلى شاطيء
وهدوء مبحر ...

-16-
قودي الحسن وقوديه حسب إرادتكِ
فكما السابق لو فقط تحليتِ
ثانية بكل ملامس يدي
وعلى مشيئة عَبّدَها لهفي
سيري مرة أخرى. يرفقك صفير
لم ينطفيء
نَوريْ الوجه إثر هدايا صغيرة
مختلسة الجواب بنصوص النظر
على رسائل لم تجاب...
قودي! بفم مختوم مليء بالقبلات
مطمور كالإبتهالات بين جدران
وأزقة ضيقة –
حذو طير مهشم الجناح
سأنتظر...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة عبر الزمن من خلال الموسيقى.. السوبرانو الأردنية زينة بر


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص




.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء


.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت




.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف