الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الجنس التي نفتقدها

مصطفى الرالي

2015 / 2 / 11
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


كنت مستمنيا أكثر مما كنت فحلا! هكذا صرح جان بول سارتر. فقد كان دوما باردا حسب رفيقته سيمون دو بوفوار، بالرغم من حبه الدائم للنساء. يقول بأنه لا يجد حرجا في حصوله على انتصاب سريع، غير أنه لا يشعر بالتالي بلذة حقيقية، بل فقط بمجرد رعشة طفيفة في نهاية العملية. لقد كتبت سيمون إلى نيلسون ألغرين بأن سارتر رجل شديد الحساسية ونشيط في كل شيء إلا في السرير! فهو يعترف بنفسه بأنه يفضل كثيرا أن يداعب امرأة أكثر من أن يلج فيها. يشير بوضوح منقطع أن فرج المرأة فم يستجدي قضيبا بل إنه جحر!
فللجنس فلسفة عميقة. إنه هو عبارة عن ممارسة لخلق الحياة واستمرارها ..والجنس أيضاً هو التعبير الأخير للحب فحين تعجز الكلمات والأرواح والقلوب عن إيصال الحب المتبادل بين المحبين فأنهم يلجأون ايضاً إلى تبادل ذلك الحب والتعبير عنه عن طريق الأجساد ..أي أن الجنس هو أعمق تعبير للحب وهو أيضاً أعمق تعبير لصناعة الحياة واستمرارها .. فالجنس لغة عالمية لا تحتاج الى مترجم .. لغة تتحاكى بها الأجساد بلغة متناغمة تتحدث فيها عن عشق وحب وتوحد ورغبه في استمرار الحياة .. لغة تحكي الكثير وتقول الكثير وتعبر عن الكثير وتخلق الكثير..
مشكلة البشر أنهم أعطوا الجنس رهبه وتحقير يجعله محرماً وملجوماً أكثر من أي شيء آخر بينما لو دققنا إليه بأنصاف لوجدناه أكثر شيء يستحق أن يعد فلسفة جميلة تقدس في هذه الحياة لأنه نقطة البداية لنا تلك السيمفونية الراقصة التي تتراقص فيها الأجساد بحب وعشق وعبق من اجل أن يثمر هذا الحب حياة أخرى وأخرى وأخرى .. وهكذا يكون الجنس أيضا فلسفة وجودية وفلسفة حياة تسير نحو إثبات الذات واثبات الحب واثبات الحياة واستمرارها ..
وللأسف تعَود الكثير على التعامل مع هذه الفلسفة -التي اعتبرها أعمق وأجمل ما لدى الإنسان من شهوه مرتبطة به - وكأنها مسخ يجب أن نهرب من رجسها حياءً استنفاراً واستفزازاً وتقززاً وتحريماً ! ..ولو أننا تجردنا قليلاً عن ما مورس علينا ضد هذا الفن لوجدنا أن الجنس بريء كل البراءة عن تهمهم التي يطلقونها عليه ويرجمونه بها جاعلينه مشوه وقبيح في أذهاننا لدرجه اننا شوهناه أكثر بممارساتنا التي لم تكن إلا نتيجة ذلك الكبت والحجب والتزييف الذي مورس علينا تجاهه .. الجنس هو تلك العملية التي أوجدتهم تلك العملية التي مارست خلاصة ما في الإنسان من حب وشهوه لتوجدهم .. الجنس هو بداية كل شيء - متعلق بالبشر - في هذه الحياة .. وهو الفن والفلسفة واللغة الأولى للحب والحياة..هو الفلسفة والفن الذي تجاهلناه كثيراً وشوهناه كثيراً ورسمناه ورسموه في عقولنا ونفوسنا بذلك الشكل القبيح الذي جعلنا نستقبح من خلاله غرائزنا الحتمية التي وجدنا بها ..ونخجل من هذه الخلاصة الراقية التي نكنها في الجنس لمن نحب ونكنها لاستمرار الحياة .. الجنس هو التدفق الإنساني لعاطفة الحب الفياضة ولفلسفة الوجود والحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
ايدن حسين ( 2015 / 2 / 11 - 07:57 )

تحية طيبة
الاحجار الكريمة و النفيسة لن تجدها بكثرة و لن تجدها على الشواطيء
الاحجار الكريمة يمكن ان تجدها في المتاحف او عند بائع الجواهر
الدين متزمت بالنسبة للجنس .. لانه يعطي قيمة للجنس و يعطي قيمة للمراة .. المراة المعرضة اكثر من الرجل للاستثمار
لولا قيمة الجنس في الزواج .. لما اصبح لدينا معاني مثل الامومة و الابوة و الاخوة
لا احد يمكن ان يفتخر بان فلان هو اخوه بصورة غير شرعية

اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل