الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجع المقدس

فيصل قرقطي

2005 / 9 / 14
الادب والفن


أنا المَنْسيُّ / بين الليلِ والنجوى /
يزغردُ في دمي إرثُ القبائلِ /
يصطفيني الشعرُ والوجعُ المعتَّقُ في الردى /
سهماً لإيقاعِ الضحى بين الرمادِ وضحكةِ الميلادِ في رَجْفِ الولادةْ.

غارت الصحراءُ من رجفِ احتضاري /
أرَّخَ المتسكِّعونَ ضياعَهم في خطوتي /
ولِدَ السوادُ على انتظاري / وانتهى فجرُ الخليقةِ في مداري /
حطَّت الأنواءُ في رجفِ الرياحِ على غباري / وانثنى برقٌ وعاصفةٌ /
تفتَّتَ في دجايَ الظلُّ شمعاً للهدايةْ .

أنا المنسيُّ /
حاكمني الصدى في الليلِ/
أرَّخَني ذبولُ الحلمِ /
حطَّتْ فوقَ كفيَّ السنونو:

خطايَ نهرٌ عاشقٌ
ويداي ظلُ الله في نهرِ الرمادِ
وقلبيَ العاري سماءُ المغفرةْ
وحدادُ صيفِ الأولينَ /
ضراعةُ التسآلِ في صلواتِ من ماتوا/
بكاءٌ في ممرٍّ ضيِّقٍ لليلِ /
طفلٌ رضيعٌ في العراءْ
صوتٌ بلا لغةٍ /
وحرفٌ دونما إيقاعْ
لونٌ في مهبِّ الريحِ
ساقَتْهُ العيونُ إلى الردى .

أنا المنسيُّ / بين الريحِ والمأوى ،
ولامأوى يزيِّنُ ما تبقَّى من نشيجِ خطاي /
فاتحتي كتابُ الريحِ /
ضرعُ الظلِّ في الوجعِ المقدَّسِ /
برقُ حُمَّى في المفاصل /
والدروبُ عروقُ روحي في العراء.

جنازةُ الميناءِ تشرقُ في الصدى ..
والمدى نَوْحُ الغبارِ إلى الهدى
ضاعَ الذينَ مررْتُ في كلماتِهمْ ،
ونسجْتُ أحلامي سدى /
كفَّ المصلونَ الحيارى / أبَّنو صوتَ السماءْ
وهرعْتُ من نجمٍ إلى نجمٍ / أؤرِّخُ ما تبقَّى من ضياءِ /
لعلَّ خاتمتي بكاء الأنبياءْ .

أنا المنسيُّ / يعترفُ الغيابُ /
وتصمتُ الدنيا على تعبِ الحضورِ /
وتنزفُ الأصواتُ في رئتيَّ ، تُخْتَزَلُ العصورُ /
وتنبري الريحُ الغريرة في تشظِّي السحرِ/
وشوشةُ القبورِ .. فأعترفْ
أن المسافةَ بين بابلَ واللغهْ
مثلُ المسافةِ بين أحلامِ الحمامِ وبين صورْ .
وأعترفْ
إني على مرمىً من القتلِ الشهيِّ
بينَ عينِ الأزمنةْ ..
ونواحِ مأساةِ العصورْ .

أنا المنسيُّ بينَ الله .. والهضباتِ /
رامُ الله تنفتحُ ……
الطريقُ الى الصليبِ معلَّقٌ في الريحِ /
والروحُ امحاءُ الصمتِ في نهدينِ أرضعتا جياعَ الأزمنةْ .

أنا المنسيُّ أعترفُ
الطحينُ يضيءُ كابوساً من النجوى ..
وتختمرُ الدلالةُ في اللغةْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ السريرَ /
وزنِّري الميلادَ بالتقوى /
فللموتِ احتضارٌ في العراءِ /
وجثَّتي وطنُ المدى والماءْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ الكفنْ /
فالبحرُ يغرقُ في شراعِ العينِ /
والموتُ اشتعالُ الروحِ في نزفِ المحنْ .

هيِّئي يا أرضَ كنعانَ الجنازةْ
فالأرضُ مالَتْ عن حياءِ نَجيِّها
والدهرُ قالَ هباءَه /
وامتدَّ في النسيانِ تيهاً لا يصلْ
بل قد وصلْ .

للأربعينَ نبوَّةٌ
والنزفُ من كفِّ الزمنْ .

للأربعينَ وصيَّةٌ ؛
والسحرُ قادَ الأرضَ من يدِها الى بيتِ المحنْ

للأربعينَ جنازةٌ ؛
قد عبأتْ وطناً بأحشاءِ الكفنْ .

يا أرضَ كنعانَ التي في شجوِها
كتبتْ عصافيرُ التمنِّي /
ما يلذُّ وما يُميتُ ومايُمَنِّي /
كيفَ أعرفُ أنني في خصرِكِ العسليِّ
برقٌ يستحيلُ على اللغةْ ؟!

ويشاطرُ السحرَ المقدَّسَ في طراوةِ أبجديَّتِكِ
الطليقةِ والطريدةِ في لهاثِ العمرِ /
يكبرُ السحرُ المجفَّفُ /
يُشْرِقُ المعنى لأنَّا /
كالعناءِ بلا نهايةْ /
يا أرضَ كنعانَ البداية .

تائِهاً " موسى " وتُهْتُ
وضائِعاً " موسى " وضِعْتُ
وجائعاً " موسى " وجعتُ
ومائِتاً " موسى " ولِدْتُ

أنا المصلوبُ كالجدثِ المقدَّسِ بين فاصلتين /
أعشَقُ ما يُرى وأحبُّ قبلَ الموتِ / بعد الظلِّ في تابوتِها يمشي …. وأمشي للعراءِ المخمليِّ /
وحاملاً زمني ونعشي والترابَ /
يحفُّني سيلُ الحرابِ /
وكانَ مثلي تائها " موسى " / ونجواها ترتِّلُ ما تبقَّى من عصورْ /
وكان " عيسى " مثلما يمشي ، وأمشي فوقَ نبضِ الماءِ /
تحتفلُ البدايةُ في الطريقِ /
وأستقيمُ إلى النهايةِ مثل سهمٍ في الحريقِ /
لعلَّ بابلَ تستفيقُ على/ نداءات العصورْ
أنا المنسيُّ بينَ النيلِ … والذكرى / فأختصرُ المحيطَ
ليأتلقَ الشبقْ
على أجراسِ أوغاريت.

جلدُ ضبعٍ لفَّني …
وبكَتْ مساماتي حروفَ الأبجديَّةِ
والخلاءُ لهُ ضجيجٌ في اللغةْ.
كانسحابِ الجيشِ من معنى البلاغةِ في انتصارِ المعركةْ.

أنا المنسيُّ بين الأرضِ والنسيانِ أُورَثُ كالعطايا
يحتلُّني الغبشُ الرخيصُ
لإحتلالٍ لا يعي معنى البداهةَ في اللغةْ.

أنا المنسيُّ أكتملُ
الفراشةُ في يدي
وصدري للرصاصةْ
وروحي عند عاشقتي
وأهربُ للقيامةْ .
29 / 5 / ---- 5 / 8 / 1997








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي