الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المزاودة, تبرر شلال الدم السوري

خالد قنوت

2015 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


التحول الكبير في الثورة السورية السلمية إلى العمل العسكري كان نتيجة عنف النظام و شبيحته و تجاوزاتهم غير الاخلاقية و غير الانسانية و بمعية و تشجيع المجموعات المعارضة ذات الاجندات المتشبهة بالنموذج الليبي للوصول للسلطة و لو على دمار كامل للوطن. لكن هذا التحول كان وطني انساني و اخلاقي العمق حيث انشقاق الضباط و العناصر من جيش النظام و حملهم السلاح للدفاع عن المدنيين السوريين دون تمييز و حماية ممتلكاتهم في خطوة مسؤولة للبدء بتشكيل جيش وطني. تم قتل هذه الخطوة بقرار دولي خبيث و ايضاً بمعية المعارضات ذات الاجندات السلطوية و الارتهانات الخارجية, فكانت فوضى السلاح و التشكيلات المقاتلة و فوضى الانتماءات و الأهداف فكان من المنطقي تنطح القوى المتطرفة ذات الخبرات القتالية و الدعم المالي العابر للقارات و المساندة الاعلامية من فضائيات المبالغات و التشويهات و الرجعيات, للمشهد و تغيبها البعد الوطني و التحريري للحراك السياسي و بالنتيجة تلاقت مع اساليب النظام في قمع المدنيين و الحراك السلمي و تصيد الناشطين السياسيين و الاعلاميين و الاغاثيين حتى وصلنا لليوم الذي يقصف فيها المدنيين السوريين بحجج تشرع تقديم المزيد من الضحايا من أجل معارك عبثية و غير ذات بعد استراتيجي و تكتيكي و قد تصل ببعضها لأن تكون خدمة لأجندات خارجية لا علاقة لها بالثورة و بالوطن, كنداءات ساعة الصفر في دمشق و معارك الفرقان و غيرها في وسط سورية و معركة الساحل و مجمل هذه المعارك لم يكن لديها أهداف أو كانت ضمن استراتيجية عسكرية محترفة لتحقيق أهداف سياسية واضحة.
استمرار تهديدات الشيخ زهران علوش قائد جيش الاسلام بقصف مراكز تابعة للنظام في مدينة دمشق و تنفيذ هذه التهديدات هي العبث بعينه بالدم السوري في دمشق و في الغوطة و في دوما الصامدة تحت عملية إبادة, و ذلك للأسباب التالية:
1- التهديدات وحدها هي خدمة مجانية للنظام لتبرير مجازره بحق السوريين بحجة أن هناك مجموعات ارهابية تهدد المدنيين في العاصمة و هؤلاء الارهابين موجودين في الغوطة و بين ابرياء فيها يقتلهم بالتقسيط على مدار اربعة سنوات.
2- تناغم و تجاوب النظام مع قصف الشيخ علوش العاصمة من الجهة الشرقية بقصفه لها من الجهة الشمالية من مرابض المدفعية و الهاونات للحرس الجمهوري و الفرقة الرابعة على سفوح جبل قاسيون و بذلك يحقق معادلة الخوف و الارهاب لكل سكان العاصمة و بأنهم دروع بشرية لكلا الطرفين المتصارعين.
3- تحقيق هدف النظام في زيادة الشروخ المجتمعية بين السوريين بشكل عام و بين أهالي دمشق و ريفها بأن ابناء دمشق لا يشعرون بأخوتهم في الغوطة و لا بمأساتهم و هذا بالمطلق ليس صحيحاً لأن هناك الكثير من التعاون و المساعدات بين الأهالي رغم حواجز و حملات النظام و شبيحته الأمنية, طبعاً بعض الممارسات السافلة للبعض لا يمكن تعميمها على الجميع.
4- الخطاب الطائفي لقائد جيش الاسلام يجعل من المستحيل قبوله بين أهالي مدينة دمشق التي لم تقبل يوماً بخطاب الاخوان المسلمين الأكثر براغماتية فكيف بتنظيم ذو خطاب قاعدي الجوهر, يجاهر باقصاء الجميع المختلف و بوضع المدنية و الديمقراطية تحت قدمه فهو الحق و الباقي يمثلون الباطل في استنساخ واضح لفسطاطي الشيخ اسامة بن لادن.
5- عدم فهم و دراسة هيكلية و نواة النظام الأسدي العسكرية و الأمنية و الادارية و التعامل العفوي و الشعبوي في معركة مصيرية, النظام فيها يملك الاسباب و القوة للتفوق و أهمها القوى الجوية عسكرياً و تواطئ الدول معه في السكوت عن جرائمه, سياسياً.
6- تكرار تجارب عسكرية فاشلة في مناطق سورية أخرى, حيث تسابقت الكتائب و القوى العسكرية المعارضة على إعلان تحرير المناطق دون قدرات حقيقية للحفاظ على مناطق التحرير من ضربات النظام الجوية و قصفه الصاروخي و في الحفاظ على المدنيين و الحاضنة الشعبية فيها و قبول التنظيمات المسلحة المتطرفة التي كانت خنجراً في ظهر الثورة, بينما كانت الحرب الشعبية المتمثلة بحرب العصابات, تصيب مفاصله الحيوية هي الأكثر نجاعة في صراع عسكري مع نظام شمولي أمني متماسك استغرق بناؤه أكثر من اربعين سنة من حكم الأسدية.
7- المعارك الهامة التي تشهد تقدماً نوعياً للثوار على الجبهة الجنوبية و تحضيرات النظام الأسدي لخوض معركة مضادة بحشد قواته و قوات حزب الله اللبناني و ميليشيات شيعية عادت من حروب داعش العراقية و بقيادة ضباط ايرانيين و تسريب بعض الاخبار الاستخباراتية لتضليل قوات الجيش الحر هناك و منها فيديو زيارة اللواء رستم غزالة للمنطقة, كل ذلك يمكن أن نربطه بعملية الابادة الجماعية التي يقوم بها النظام في الغوطة و دوما تحديداً و هدفه في إنهاء الحالة الثورية فيها و تحييدها عن المعركة المصيرية في حوران, و هنا علينا تحليل هذا الكم الكبير من التصعيدات و الأهداف الحقيقية من ورائها و هذه مهمة الجميع.

المدنيون السوريون هم هدف الثورة في تحقيق حريتهم و كرامتهم و تحريرهم من النظام الأسدي المجرم و كل من يساهم من استباحة دمائهم و اعراضهم و ممتلكاتهم هو شريك للنظام بهذه المجزرة و لا تبرير لقتل سوري أو سورية كائن من كان بحجة إسقاط النظام فالنظام لا يقيم وزناً لأي سوري و لا يأبه بسورية و سيادتها و كرامتها.
من يعمل من أجل سورية و ثورتها و لا يضع في حساباته السياسية و العسكرية حماية السوريين و تجنيبهم الأذى بأي شكل كان, هو بالنتيجة يساهم في استمرار استبداد و وحشية الأسد و في قتل الثورة و في سقوط سورية بايدي الغزاة الجدد, القادمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو