الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصندوق الأسود للنظام السابق الدولة العميقة في تونس بين الواقع والتخمين !

بسام الرياحي

2015 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ثورة 14 جانفي 2011 تزداد حدة النقاش بخصوص الصندوق الأسود للنظام السابق ، أكثر هذه الرؤى تذهب إلى وجود ألغاز تهم طريقة نظام الرئيس المخلوع بن على في توطيد حكمه داخل الدولة ، اليسار التونسي كان دائم التركيز على الفترة التي قضاها الرجل خارج البلاد جعله محل إستقطاب للمخابرات البولندية .هذه الفرضية تذهب أكثر في سياق نجاحه في الإجهاز على الحركة المناوؤة في الجامعة والأحزاب اليسارية ويتمسك بها العديدون في ظل التدرج الخاطف في الدولة لبن على ما يوحي بدعم خارجي أكيد وفعّال.الرأي الآخر هو أقل رديكالية وتقول أن هذا الرجل كانت له قدرة على التأقلم مع جيمرفولوجيا سياسية رخوة ،فككها بالتحالف أحيانا والقمع أحيانا أخرى والهدنة الناعمة مثل ما صار مع الإتجاه الإسلامي في الثمانينات .الجمهور في تونس يكثر من الحديث على الأجهزة الموازية والمخفية يعبر عنها بالدولة العميقة ، هو مفهوم ربما ظهر حتى قبل إنطلاق حركات التحرر ، مغزاها وهدفها هو عدم ترك دفة الحكم للآراء الوطنية وإنما تشتيت السلطة بين الطبقة الحاكمة وأصحاب المصالح في الداخل وأطراف خارجية توجه قوى الضغط لإرباك سير التوجهات الكبرى للدولة وتعقيد الإجراءات البيروقراطية وبالتالي تعطيل المنشود الشعبي في الدولة .
الدولة العميقة إذا ما أردنا الإيجاز جهاز قائم الذات منطقيا إذا ما أخذنا بعين الإعتبار واقع البناء الوطني المرتبك والعاجز عن الإيفاء بمطالب الجمهور ، من ناحية أخرى فإن القانون كروح لم يقدم بعد مسار ثوري جدلي يزيل منظومة قديمة ويضع مكانها قوانين جماهيرية تجعل من الشعب رافد الحكم الأول في الإستقرار والأزمة . الخلل الأول الذي نفذ منه هذا الجسم السرمدي في تونس هو نفسه إرتباك المسار الثوري وإختلاف الفرقاء وحصى حزبية في إيجاد مشترك للإنقاذ في مرحلة أولى وإطلاق مسار المحاسبة . شل الجسم الثائر في تلك اللحظة التي أيقنت قوى الضغط أن الدولة أصبحت سهلة الإختراق . تحول مركز الثقل الثوري من الجمهور إلى حصى حزبية متخالفة ومدارة بوزراة الداخلية ، التي أطلقت أولى فصول التموقع من جديد في الدولة ، فكل جسم سياسي صاعد في تونس يحتاج أما لتنصيب نفسه على رأس هذا الجهاز بالتنسيق مع عرابيه الكبار في الداخل وفي المخابرات الأجنبية الغربية خاصة وأما لإيجاد إتفاق هدوء معه . هذا ما يفسر ربما عسر الإنتقال السياسي كلما تعلق الأمر بوزارات السيادة ...
الجمهور الآن لا يملك أشياء ملموسة حول من يدير الدولة ، أو المالكين الحقيقيين للقرار السياسي والدولة في ظل هذا التشويش الكامل على المشروع الوطني ، لكن قوى الضغط الخفي هذه تعقد ليس فقط من سير التوجهات الكبرى للجمهور أنما هي أشبه بحقل ألغام على كل الجرئين خشيته وتسويف إستحقاقات الوطن أما بالوعود أو بالمماطلة، هو تشكيل سياسي خفي مافيوزي ما قبل رأسمالي متخلف إقتصاديا ولصوصي إجتماعيا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيضانات عارمة تتسبب بفوضى كبيرة في جنوب ألمانيا


.. سرايا القدس: أبرز العمليات العسكرية التي نفذت خلال توغل قوات




.. ارتقاء زوجين وطفلهما من عائلة النبيه في غارة إسرائيلية على ش


.. اندلاع مواجهات بين أهالي قرية مادما ومستوطنين جنوبي نابلس




.. مراسل الجزيرة أنس الشريف يرصد جانبا من الدمار في شمال غزة