الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل في سريرة كل منا داعشي صغير؟؟!!

دعد دريد ثابت

2015 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


غدت من العادات المقيتة والكريهة، سماع الأخبار ومتابعة الأفلام الوثائقية. أصبح تسلسل العادات المقيتة يزداد بقائمتي، ولا أظنني الوحيدة في هذه الأحاسيس الدخيلة والحميمية بنفس الوقت. فأنا أشعر نفسي في خضم المعروض وكأنني في سوق اللنكات - الملابس المستخدمة-، فالنوعية جيدة والأسعار ملائمة ولكن العرض كثير، فتزوغ الأعين وتحير الألباب، فلا تعود تعرف ماذا تختار. وتخرج في أكثر الأحيان بنتيجتين؛ إما إنك تبتاع أشياء لم تكن لا في البال أو الخاطر، أو إنك تتوه فلا تعود تبتاع أي شئ.
وهكذا الحال مع كثرة وزخم مايتدفق علينا من معلومات عن داعش، هذه المفردة المقيتة الكريهة والتي أصبحت كابوساً تقض المضاجع. تُناقش الأسباب وتُحلل النتائج والغايات عن هذا التواجد السرطاني. عن البنية الأقتصادية لهذا التنظيم وكيف للآن يتعامل من خلال المدن التي أحتلها كالموصل مع بنوك العالم، بالرغم من معرفة بنوك العالم بذلك. عن شرائهم للأسلحة عن طريق وسطاء وبكل دول العالم وبدون حتى المساومة على أسعار تلك الأسلحة، حتى إنهم بيوم واحد يعقدون الصفقات ب 10مليون دولار، ولايفوتكم إن هذه المساومة تتم عن طريق داعشي واحد فقط. عن بيعهم للنفط بشاحنات تمر بأمان وسلام عن طريق تركيا وغيرها من الدول لبيعها بأسعار أقل من سعرها المحدد لتتدنى أسعار النفط أكثر مما هي عليه. حتى في البورصة العالمية لهم أسهم وتقدر بمليارات من الدولارات. كيف أنهم يسيطرون على أهم سدود العراق في الموصل، أي يمكنهم وقف ضخ الماء متى ماأرادوا ذلك، عن إستيلائهم على مخزون القمح في أكثر وديان العراق خصوبة، ناهيك عن تغيير مناهج التعليم وقتل وبيع وسبي وإغتصاب ووو.
لكن دعونا من كل هذا ولنعد الى السؤال، هل من الممكن إن كل هذا يتم وبهذه السهولة والسرعة منذ إستيلائهم على الموصل بيوم 10 حزيران 2014؟
لنعد للسيناريو الآخر، أي عندما يتم تحرير- أو إحتلال- مناطق تحت سيطرة داعش، على أيدي قوات كردية أو ميليشيات شيعية -مفردات طائفية مكروهة-، ماذا يحدث؟ بقدرة قادر تصبح تلك المناطق كردية أو شيعية، ولا تعود عراقية. أي يُطرد على أحسن حال ساكنو تلك المناطق أو يوضعون بمنخل يغربلهم فيما بعد. وتقرر تلك القوة المحررة وصايتها على هذه القرية وتلك.
أو أن تقوم قوة يزيدية بمهاجمة قرية سنية، وماأمقت هذه المفردات عليّ. لأنني أعتبر الأنسان بإنسانيته وعراقي بوطنيته. وما كان لي يد بإختيار ديني ولاطائفتي ولا حتى إسمي. ولكن أخلاقي هي الوحيدة التي إختارها وتسيرني بحياتي. ولأعد وأكرر للأسف هذه المفردات الغبية لإستخدمها، مجموعة يزيدية مسلحة بإقتحام قرية سنية وقتل وذبح سكانها وسلبهم ما أستطاعوا سلبه. وليست هذه نهاية المأساة، إنما تستمر الكارثة وتصرح نائبة عراقية يزيدية- للأسف أكرر هذه المفردة-، وكانت قد أبكتنا ببكائها وإنفعالها ومطالبتها بوقف الجرائم المُرتكبة بحق العزل اليزيديين وتهجيرهم في الفيافي والجبال على أيدي مجرمي الدواعش، ومناصرة كل العراقيين الشرفاء والوطنيين لمطالبها، لا لكونهم من الطائفة اليزيدية، بل لأن علينا قول كلمة الحق أينما وكيفما كانت. أعود لهذه النائبة، بعد مجزرة هذه المجموعة اليزيدية بحق سكان القرية السنية، وتصريحها، بأن الأمر لابأس به، وإن اليزيديين قد عانوا بما في الكفاية وعليهم أن يدافعوا عن أنفسهم. والطامة الكبرى الأخرى إنني لم أسمع سياسياً أو مثقفاً يزيدياً واحداً، مادام الأمر وصل لهذه الطائفية، أن يحتج على ماصرحت به أو حتى تُطالب أمام المحكمة على تلك التصريحات. لأن مثل هذه التصريحات لم تصدر من فرد عادي، وإنما من سياسية في البرلمان العراقي وكل قول وجب وزنه والمحاسبة عليه. لأن التنديد من سياسيين أو مثقفين من طوائف أخرى سيؤخذ بمنظار آخر، وهو إنك تنتمي لطائفة أخرى، ومنحاز ضد هذا أو مع ذاك. ولو كان الأعتراض من لبهم، لما تجرأ وشكك أحد بنوايا كلمة الحق.
إذن وصلنا لطريق مسدود، وأعود لتساؤلي الأول هل داعش تكونت فقط خلال بضعة الأشهر هذه؟ أين كلمة الحق من كل هذا، أنت أيتها المظلومة والمداسة تحت الأقدام. فنحن وإن قضينا على داعش، فهناك سيكون داعش شيعي، داعش كردي، داعش يزيدي، داعش مسيحي ووو كثرت الدواعش والهدف واحد.
عندما ننسى إنسانيتنا وأخلاقنا أرى في المرآة وحشاً صغيراً بلسان مشروط يخرج من ظهري ويلعق بلسانه الأزرق فوق رأسي، لينقل لي أفكاره المسمومة التي تجد أرضاً موحلة بالغائط اللاإنساني المملوء ببرك دماء بشرية، تزيده غبطة كلما طاف منسوبه. وأعلم إن في سريرة كل منا داعشي صغير!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول