الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شئون وشجون تاريخية

محمد عبد الخالق

2005 / 9 / 14
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


اسم الكتاب: شئون وشجون تاريخية
تأليف: د. يونان لبيب رزق
الطبعة الأولى 2005، مكتبة الأسرة


تحتاج الأحداث الآنية التى يمر بها المجتمع أن تصل إلى حالة من الاستقرار والثبات يمنحانها القوة بحيث تصبح حقائق منتهية فيطلق عيها حينئذ "التاريخ".

ولما كانت هناك أمور مهمة تتعلق بنسيج المجتمع المصرى وتنعكس على حياة أبنائه ولم تصل هذه الأمور والأحداث بعد إلى الدرجة التى يمكن أن يطمئن لها باحث التاريخ الأكاديمى؛ فقد قرر المؤرخ الكبير د. يونان لبيب رزق أن يتناولها فى كتابه (شئون وشجون تاريخية) بشكل آخر لا يندرج تحت مسمى البحث التاريخى الأكاديمى، واكتفى فقط برصد ظواهرها.

قسم د. يونان كتابه (شئون وشجون تاريخية) -الذى اختص مشروع مكتبة الأسرة 2005
بإصدار طبعته الأولى- إلى خمسة أبواب اختار أن يطلق عليها شئون وأفرد الأبواب الثلاثة الأول للشئون المصرية وهى على الترتيب (الشأن الاجتماعى)، و(الشأن الدينى)، و(الشأن السياسى)، ثم تناول فى البابين الأخيرين موضوعين خارجيين لكنهما لا ينفصلان عن الشئون المصرية باعتبار مصر جزء من الوطن العربى وهما: (الشأن السودانى)، و(الشأن العربى).

وقد قدم لنا د. يونان فى الباب الأول (الشأن الاجتماعى) رؤية تاريخية مبسطة لما يمكن أن يطلق عليه طبقة وسطى فى مصر بداية من العصر العثمانى وحتى العصر الحديث وما عايشته تلك الطبقة من تحولات سياسية إيديولوجية من التأميم مرة إلى الانفتاح مرة أخرى، والأسباب التى حرمت مصر من هذه الطبقة كما ظهرت فى أوروبا.

ولم يفت د. يونان أثناء حديثه عن الشأن الاجتماعى فى مصر أن يتطرق إلى السلبيات والإيجابيات التى كانت تطرأ على تلك الطبقة وردود أفعالها تجاه مستحدثات العصر وانعكاس هذه المستحدثات على حياتها الاجتماعية وسلوكياتها كعلاقة المصريين بالسكة الحديد فى أول ظهورها.

ثم خصص د. يونان الباب الثانى من كتابه (للشأن الدينى) وما له من حساسية فى مجتمع كالمجتمع المصرى يصعب فصل عنصريه الرئيسيين الإسلامى والمسيحى من نسيجه العام، ثم يتناول بعض الأحداث التى سببت احتقاناً دينياً بين المسلمين والمسيحيين وبحث فى أسبابها حتى خلُص مبدئياً إلى أن المستفيد الوحيد من مثل هذه الاحتقانات الدينية بمصر هى القوى الخارجية التى تبحث عن ضرب الاستقرار الداخلى لمصر.

ثم تناول فى الباب الثالث من كتابه (الشأن السياسى) بداية من أحداث ثورة يوليو وما ترتب على هذه الثورة من ظهور لطبقة جديدة فى المجتمع المصرى كانت مهمشة، واختفاء طبقات أخرى ظلت لفترات طويلة مستفيدة ومستمتعة بكل مظاهر الحياة.

ثم تطرق إلى البرلمان المصرى بوصفه أقدم البرلمانات فى المنطقة، وما لحق به من تطور فى فئاته خاصة الذين لا ينتمون لأى أحزاب (المستقلون).

ثم اختتم هذا الباب مبادرة الرئيس محمد حسنى مبارك بإجراء انتخابات رئاسية لغلق صفحة الاستفتاء التى ظلت مفتوحة أكثر من نصف قرن، ورفض د. يونان اعتبار أن هذه المبادرة تحمل مكاسب فحسب بل أكد على ضرورة الانتباه لمخاطرها.

وفى الباب الرابع من الكتاب تناول (الشأن السودانى) لما باعتبار السودان البوابة الجنوبية لمصر والعمق الاستراتيجى لها على مر العصور، وعرض حلم اتحاد شمال الوادى بجنوبه الذى راود المصريين كثيراً وما انتهى إليه هذا الحلم الآن.

وفى آخر أبواب الكتاب (الشأن العربى) عرض المؤلف لمفهومين شابهما الخلط مؤخراً حتى لم يعد يسهل التمييز بينهما وهما (الإرهاب – والنضال الوطنى) خاصة بعد الوصف الدائم لأمريكا للمجاهدين والمدافعين عن أراضيهم وحريتهم بالإرهابيين ولا تخفى طبعاً محاولة إرضاء إسرائيل بهذا الوصف.

ثم نبه د. يونان بقوة على تعرض أطراف الوطن العربى للاحتلال أو السيطرة الأمريكية من العراق لسوريا للحظر على ليبيا لاختلاق مشاكل مع السودان ومساعدة أطراف المتنازعة داخلياً على تقسيم وطنهم، وطرح سؤالاً فى غاية الأهمية لابد أن نطرحه كلنا على أنفسنا قبل فوات الأوان وهو: على من تدق الأبواب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام