الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العراقية الجديدة

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لم ينجح رجال المرحلة بتقديم نموذج (دولة ) و(رجال دولة ) ومن العروف ان الدول القوية تخرج من ارض ساخنة مليئة بألتحديات كما هو حال اليابان مثلآ بعد خروجها مهزومة في الحرب العالمية الثانية ,كان الطالباني السياسي المحنك والمناضل الكردي العتيد يرى ان الامور تسير على مايرام وفق الظروف المحيطة بألعمل السياسي في العراق وكان يعتقد بعض الاعتقادات التي تحمل مثلها دول مهمة ومؤثرة مثل ايران التي ساهمت في ترسيخ وجود الجناح المتشدد لحزب الدعوة في الحكم مما ساهم في وجود اللادولة ,وهذه الرؤى جعلت شخصآ مثل المالكي يركن الى الاعتقاد بأنه الوحيد القادر على بناء الدولة التي اصبحت خلال سنواته الثمان حلمآ بعيد المنال ,النموذج الجديد بعد تنحية المالكي كان الثلاثي معصوم العبادي والجبوري ,وهم يحملون مع كتلهم مشروع اصلاح شامل ,واهم ما في هذا المشروع هو انه يستند على مفهوم (الدولة الجميع والجميع للدولة ) بما يعني ان لاسوبرمان قادم ,وان دولة الرمز تعبير لاقيمة سياسية حقيقية له ,ورغم ان البعض يقول ان ذلك قد حصل بعد( خراب البصرة) الا انه يبقى الحل اللازم وان الاوان لم يفت بعد على تحقيق هذا الامر ,وقد جاءت الاحداث الامنية الشديدة الخطورة لتصب في مصلحة الدولة الفتية من جوانب اخرى ربما لم تلاحظ جيدآ ,واهم مايميز هذه الاحداث انها العاصفة التي لم تقصم الظهر لذلك جعلته قويآ , وان تشكيل ما سمي بألحشد الشعبي اعطى الشعب والقائمين على شؤون البلاد شيء من الاطمئنان لصلابة هذا الحشد وقوته ومقدرته على انقاذ الامور بشكل سريع لو حدثت اي مفاجئة كما حدث في سقوط الموصل ,وهذا بألتاكيد سيجعل العراق بعيدآ عن المتغيرات العسكرية التي قد تحدث هنا وهناك ,وبهذا فأن وجود مثل هذا التشكيل سيمثل حماية وضمانة للعملية السياسية ولدولة المؤسسات القادمة شريطة ان يبقى بعيدآ عن التسييس وان لايتحول هذا الحشد الى ميليشيا خارج سيطرة الدولة ,وهو ما يبدو بعيد الاحتمال لأن هذا الحشد يأتمر بامر الحكومة وهو كذلك ملتزم بقيادة المرجعية الدينية في النجف والتي هي صاحبة الحظور الكبير في مشروع بناء الدولة العراقية , البدايات السياسية الجديدة لابأس بها وربما يمكن ان نقول جيدة ولكنها بطيئة وهذا البطء ناتج عن ظروف معروفة ,معصوم اختلف كثيرآ عن سابقه وهو رجل يتحرك في مختلف الاتجاهات يتبنى المبادرات التي تحمل نتائج جيدة ولايؤمن الرجل بألاستعراضات السياسية ,وهو يتجنب الغموض في العمل السياسي كما هو حال السيد العبادي صاحب الضحكة العفوية والروح المسالمة والنوايا الاصلاحية الواضحة ,وكما هو حال سليم الجبوري ايضآ حيث يبدو جادآ جدآ في البحث عن الحلول الوسطية للقوانين الكثيرة المختلف عليها وجادآ ايضآ في محاولته لأنجاح مشروع المصالحة الحقيقية ,وربما نستطيع ان نقول اننا الى الان نمضي نحو قيام جمهورية عراقية قادرة على المضي بشعبها الى بر الامان ,ولكننا نحتاج الى الكثير من المتابعة والحذر والتدقيق حتى نستطيع ان نصفق بحرارة للنجاحات القادمة ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح