الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلملى على خالتك شرعية

حمدى السعيد سالم

2015 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


مرسى رغم أنه كان منتخبا ديمقراطيا عبر الصناديق الا أنه فشل فى جمع شتات الوطن لذلك وجب اسقاطه !!..
هناك من يقول أن هناك انقلاب على «شرعية الرئيس المنتخب ديمقراطيا»...
هذا كذب وهراء وخيالات مريضة...
هل نكسر حاجز الخوف ونقول كما تقول العلوم السياسية : أن الشرعية في الحالة المصرية هي قصة كاملة لا يمكن تجزئتها لكسب نقاط؛ فهي تبدأ من 25 يناير وليس من يوم الصندوق الذى اجلس مرسى على عرش مصر !!..
فلا قفص مبارك كان يرمز إلى العدالة، ولا صندوق مرسي كان رمزا للديمقراطية !!..
لان هناك ثمة خلط عند البعض بين الشرعية كترجمة لما هو قانوني في كلمة (legitimacy القانونية ) ...
فى عقول الاخوان خلط واضح بين كلمة شرعية وكلمة شريعة !!...
هما مفهومان بعيدان عن بعضهما كل البعد، ولكل منهما دلالات معرفية قادمة من عوالم الإيمان والعرفان وفي سياقات ثقافية مختلفة !!..
أننا لم نكسر حاجز الخوف !!..
هل نستطيع أن نناقش وبدون خوف أن قصة الثورة في مصر وشرعية «الإخوان» من عدمها، لا تبدأ بالصندوق والطوابير والزيت والسكر والرشى الانتخابية، ولكنها تبدأ في 25 يناير، حيث لم يكن هناك إخوان في الثورة باعتراف «الإخوان» أنفسهم (راجع تصريحات العريان لماذا لم ينضم «الإخوان» إلى الثورة)...
فالقانونية الانتخابية بمعناها الديمقراطي الحديث، هو أن ينتخب الإنسان ما يريد ومن يريد في جو يكون فيه الفرد حرا....
بمعنى أن تقف علياء المهدي التي وضعت صورها عارية على الإنترنت في طابور الانتخاب في دائرتها الانتخابية لتدلي بصوتها من دون أن يكفرها أو يقصيها أو يقتلها أحد بدعوى الخلط بين الشريعة والشرعية.....
فأساس الديمقراطية هو الفرد الحر لا العشيرة ولا القبيلة....
الفرد الحر هو أول المصفوفة الحسابية للديمقراطية...
فهل الناخب الذي صوت لمرسي كان فردا حرا؟ أكسروا حاجز الخوف وزجاجات الزيت وكل الرشى الانتخابية وجاوبوا على السؤال ؟!!.....
لقد تم انتخاب مرسي يا سادة بنفس صناديق مبارك المزورة ، ونفس وزارة داخلية مبارك التي أشرفت على الانتخاب وتزويرها ، ونفس المحافظين القادمين من عالم أمن الدولة، ونفس القضاة الذين أشرفوا على الانتخابات من المستشار حاتم بجاتو المشرف على الانتخابات، إلى المحافظين أنفسهم !!...
بل زاد التزوير في عهد مرسي ليصبح تزويرا من المنبع في قضية «المطابع الأميرية»؛ أي مطبعة الدولة التي تطبع ورقة التصويت، وتحمل اسم «الأميرية» نسبة إلى أمراء العصر الملكي، لأنهم هم من أنشأوها ولم يغير جمال عبد الناصر الاسم....
المهم أن كثيرا من الأوراق الانتخابية خرجت من المطابع مسودة لصالح مرسي، وكانت هناك أدلة على ذلك، حيث استبعدت لجنة الانتخابات بعض هذه الأوراق رغم أنها لم تستبعدها كلها......
وفي هذه الحالة، ليس مهما كم من الأوراق قد تم استبعادها، لأن ثبوت الظاهرة والدليل كاف لبطلان الانتخابات كلها !!...
انتخاب مرسي كان مزورا كانتخابات مبارك، و العام الذي مر بين عزل مبارك وانتخاب مرسي لم يكن كفيلا بأن يغير المجتمع المصري إلى مجتمع سويسري !!...
أكسروا حاجز الخوف وفكروا بمنطق الحقيقة وليس بمنطق الجماعة والعشيرة !!..
الخلط بين الشريعة والشرعية والتزوير باسم الوطنية في عهد مبارك هو نفسه التزوير باسم الدين في عهد مرسي !!...
الشرعية والديمقراطية ليست صندوقا....
نعم مرسي منتخب، ولكن ليس ديمقراطيا كما يدعي البعض !!...
الديمقراطية تحدث في سياق سياسي، تكون الحرية الفردية هي الأساس فيه... الديمقراطية هى أن يكون الفرد حرا !!!..
ولم يكن الجو في مصر أيام انتخاب مرسي حرا، ولم يكن الفرد هو الأساس فيه....
فعالم مرسي ليس عالم الفرد، بل هو عالم الجماعة، جماعة الإخوان و«الجماعة الإسلامية» والجماعة السلفية إلخ...
من الجماعات والسواد الأعظم التى تنافى الديمقراطية !!!...
حيث لا أفراد هناك كل الموجود سواد من البشر يمحو الحرية الفردية باسم الدين في عهد مرسي وباسم وطنية زائفة في عهد مبارك...
لم يكن مرسي رئيسا منتخبا ديمقراطيا !!....
جماعة الإخوان جماعة عابرة للحدود، لا تؤمن بالدولة الوطنية حسب نظام ما بعد معاهدة وستفاليا !!..
حيث لا يمكن الحديث عن انتخابات ديمقراطية خارج صندوق مغلق آخر ليس صندوق الانتخابات، بل أعني صندوق الدولة الوطنية المغلقة وذات السيادة الملتزمة بقوانين محددة.... فإذا انتفى الإيمان بالدولة الوطنية بمعناها الحديث انتفت معه فكرة الديمقراطية....
وبصراحة مطلقة، لا ديمقراطية في أي سياق يختلط فيه الديني بالدنيوي....
الديمقراطية تحدث فقط عندما يحدث فصل بين الدين والدولة، ومتى تم الخلط فأي حديث عن ديمقراطية فهو عبث....
نخلص من هذا أننا أمام مرسي منتخب، مما يعنى أن الانتخابات لم تكن تمت للديمقراطية بصلة ولا الرئيس ديمقراطي، وأتحدى من يجد أي علاقة بين جماعة الإخوان والديمقراطية قولا أو فعلا....
مرسي كان رئيسا انتخب بما يشبه السلوك الغربي من حيث وجود صندوق وطابور من البشر يضعون أوراقا في الصندوق، ولكن لم يكن رئيسا منتخبا ديمقراطيا كما انتخب أوباما في أمريكا أو كاميرون في بريطانيا....
وكما أن في مصر لدينا رصيفا يشبه الرصيف ولا يؤدي وظائفه، ولدينا تاكسي به عداد، ولكنه لا يعمل ولا يحاسبك السائق طبقا للعداد كما يحاسبك في لندن وبرلين وجنيف وواشنطن، فكيف لك أن تتصور أن انتخاب مرسي كانتخابات أوباما وأنت تعرف أن العداد لا يعمل؟ إنه وهم الصندوق والسذاجة في الحكم على الظواهر، ولدينا في مصر ما يكفينا ممن يغالطون بمنطق ساذج ولا نحتاج إلى مغالطات أكثر سذاجة من الخارج فقط، لأن أصحابها لا يجيدون كتابة موضوع تعبير....
وسلملى على خالتك شرعية !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا