الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاعدالة في المصالحة مع البعث

مؤيد عبد الستار

2015 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


جرائم حزب البعث في العراق لا تعد ولا تحصى ، وما يدعو للاستهجان ان ينبري البعض للدفاع عنه في محاولة لانقاذ رقبة هذا الحزب المجرم بحق العراقيين ، البعث الذي استمر يمارس جرائمه خلال العقود الاربعة الماضية ، ولم يسلم ابناء شعبنا من جرائمه حتى بعد الخلاص من النظام الصدامي المجرم .
ان ما يثلم صدقية دعاة تحريم حزب البعث هو قبولهم انتقال العديد من رموزه وعناصره المجرمة والفاسدة الى الاحزاب السياسية الحاكمة بحجة التوبة ، ازلام البعث الذين ادركوا سذاجة المسؤولين في قمة الهرم السياسي ، وفهموا ان الامر لا يحتاج سوى الى اطالة بعض الشعيرات في اللحى ووضع الخواتم في اصابع اليدين وترديد بعض الاهازيج مقرونة بايات الدعاء للمقامات العليا.
يقارن الكثير من دعاة المصالحة مع حزب البعث الامر مع المصالحة التي حدثت في جنوب افريقيا او العفو الذي اصدره اقليم كردستان بحق المتعاونين سابقا مع النظام الدكتاتوري لصدام من فرسان والذين اطلق عليهم الكرد لقب جحوش احتقارا لهم .
ان المقارنة بين هؤلاء وبين حزب البعث واتباعه ليس لها اي وجه للمقارنة ، اذ ان البيض في جنوب افريقيا اعتذروا عن اعمالهم الماضية وجرائمهم وطلبوا العفو من الضحايا وذويهم ، وفي كردستان يعلم الجميع قيام النظام باجبار الاف الكرد وشيوخ العشائر على الانخراط في جيش النظام وحرسه ، ورغم ذلك كان الكثير منهم يتعاونون مع البيشمركة سرا ، لذلك لم ينس قادة اقليم كردستان تعاطف هؤلاء القوم الذين كانوا مجبرين على السير بركاب النظام مقابل ضمان سلامتهم او سلامة قراهم وعشائرهم ، ويعلم قادة الاقليم واحزابه السياسية ان عودة هؤلاء الذين كانوا محسوبين على النظام الى الحياة المدنية والطبيعية ومنحهم فرصة العفو ستزيل عقبة في طريق السلم الاجتماعي المنشود طالما اصبحوا دون قوة تهدد امن الاقليم ، على عكس البعثيين الذين شدوا الاحزمة وتمنطقوا بالاسلحة والاموال التي نهبوها سابقا ليعيثوا فسادا من جديد بالتعاون مع الارهاب العالمي والمحلي ، واصبحوا اداة لكل من يريد الاضرار بالشعب العراقي سواء من الدول الاقليمية او من الحاقدين والموتورين في الداخل الذين لا يستطيعون العيش الا بصفة البلطجية المجرمين كي يتمكنوا من تحقيق مآربهم والاستيلاء على السلطة من جديد مثلما فعلوا سابقا ، وهم على استعداد للتعاون مع الشيطان ضد ابناء بلدهم من اجل مصالحهم الانانية الضيقة .
مثل هؤلاء لا يمكن منحهم فرصة التنفس من جديد في واقع امني هش فيه الكثير من المنافذ التي تساعد على نمو الطفيليات المجرمة لتعود لنفث سمومها في جسم الوطن .
على القوى السياسية ، بضمنها تلك القوى المحسوبة على التيار العروبي والقومي ، ان تعمل على بناء الثقة وارساء اسس الدولة الدستورية المؤسساتية ، وخلق جيش وشرطة وطنية عابرة للطوائف والولاءات العشائرية ، حينذاك بالامكان الاطمئنان الى فسح المجال لمن يريد العمل كحزب سياسي يؤمن بالنشاط السلمي ان يعود الى الساحة سواء اكان بعثيا او قوميا او علمانيا ، اما ان يفسح في المجال لهؤلاء الذين مازالت الدماء تقطر من اطراف اصابعهم التي نشبت في اجساد الضحايا من ابناء شعبنا فيجب ان يعيد مجلس النواب حساباته الف مرة قبل ان يمرر مثل هذه المصطلحات المربكة للواقع السياسي الهش القائم على تقاسم السلطة طائفيا وقوميا ومذهبيا ، وكأن هذا التقسيم الكارثي لا يكفي لتدمير البلد ليستعينوا معه بحزب البعث واتباعه الذين ادانتهم السماء قبل الارض ، ونبذهم الواقع قبل ان يقصيهم القضاء من سماء العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البعث في الميزان و ليس مصالحة عشائر
علاء الصفار ( 2015 / 2 / 13 - 00:11 )
تحية استاذ مؤيد عبد الستار
البعث يجب يعد كحزب عنصري كما حزب هتلر! اشتراكي قومجي. بعث شيدته الجماجم و الدم تتهدم الدنيا و لا يتهدم.وطورها صدام-من يريد السلطة منا, يستلم العراق ارض محروقة بلا بشر-.تُرك بعضٌ بعثي من امثال المطلك معجان,اثيل النجيفي واسامة النجيفي, فما كانت النتيجة.فللعفو ضوابط ويجب محاسبة الذين تلطخت اياديهم بدماء الشعب دون ادنى رحمة, لنحدد- كل رجال المخابرات ذوي الرتب وفدائيي صدام حسين ولواء الحرس الجمهوري- حقهم السجون و ليس سماء العراق او الخليج. لليوم يلاحق العالم مجرمي نظام هتلر ويتم محاكمتهم. لكن امريكا تعاملت كحكومة اذبان الغزو وعملت على محاسبة راس النظام من اجل ان تكون هي الراس وتركت كل جهاز المخابرات على حاله, فهو خمير الارهاب في العراق وهم امتداد وأحفاد الحرس القومي و جرائم عام 63.فقد نبه صدام حسين قبل السقوط بضرورة تخريب الدولة وسرقت البنوك, ومن ثم الدخول في احزاب المعارضة العراقية وتخريبها من الداخل. كل الذي يطالب بالرحمة مشكوك بامره,وليس عفا الله عما سلف و كما عملها عبد الكريم مع عبد السلام.بعدها ذبحوا العراق.عزت ابو الثلج وداعش لطشوا الموصل هلهولة عزت للبعث


2 - اٌلإقليم يتعاون مع البعث
عبدالله عباس ( 2015 / 2 / 13 - 07:50 )
تحية للكاتب على تجريمه للبعث، وتبرير تصالح حكومة الإقليم مع الجحوش، ولكنه نسي أو تناسى أن يقول الحقيقة المرة وهي أن حكومة الإقليم جعلت من الإقليم ملاذاً آمنا للبعثيين وصارت أربيل تحتضن مؤتمراتهم وبمباركة كاكا مسعود كما تعاون والده مع البعثيين في الإطاحة بحكومة الزعيم عبدالكريم قاسم ودفع الكرد الثمن فيما بعد


3 - الانتقام
رائد الحواري ( 2015 / 2 / 13 - 08:59 )
مشكلة العقل العربي ارتباطه بالماضي، من هنا لن يتقدم قيد انملة الى الامام، اوروبا بعد حربي عالميتين سقط فيهما ما لا يقل عن سبعين مليون قتيل، تجاوزت كل ماضها الدموي وتقدمت الى الدولة المدنية، لكن نحن قيام البعض من طرف سياسي يدفعنا الى الحكم الكلي، أسأل: كم عدد ضحايا (النظام السابق) وكم عدد ضحايا (النظام الديمقراطي) بعد اكثر من عشر سنوات على وجود حكومة الاحتلال، لنسأل اي مواطن عراقي (عادي) ايهما افضل حال، الآن ام في الماضي؟ ستكون إجابته حاسمة لنا جميعا، وعلينا القبول بها.


4 - لا يمكن الوثوق بالبعثيين أبداً !!!
أمير أمين منشد ( 2015 / 2 / 14 - 15:25 )
تحية طيبة..أثبتت حقب التاريج السلوكية الإجرامية للبعثيين بشكل عام والعاملين في حقول الأمن والمخابرات والإستخبارات والأجهزة الخاصة الأخرى خصوصاً وحشية تعاملهم مع بنات وأبناء الشعب العراقي ويتذكر شعبنا حينما إندلعت الانتفاضة عام 1991 ونجحت في عدد من المحافظات قام المنتفضون بالعفو عن عدد من البعثيين كوادر وأعضاء عاديين ومنهم عدد من قادة الجيش العراقي ومن قوى الأمن ومنهم على سبيل المثال الفريق الأول الركن نزار الخزرجي بعد أن أودعوه المستشفى ولما شفي أعادوه الى المكان الذي جاء منه سالماً !! ولما فشلت الانتفاضة قام نفس الذين جرى العفو عنهم بمطاردة ثوار الانتفاضة وأقربائهم والقبض عليهم وتنفيذ الإعدام بحق الألوف منهم ..!! البعثيين عناصر سافلة وسرطانية داخل المجتمع العراقي ولا يمكن الوثوق بهم مطلقاً أما ما جرى من عفو في إقليم كردستان فهو شمل المجرمين والخطرين والجحوش العاديين وهنا إرتكبت قيادة الإقليم خطأ تاريخي وتمتاز خطوتهم بالجبن وكان من المفروض متابعة رؤساء الجحوش وعملاء النظام وتقديمهم للعدالة بدل العفو عنهم لأن بذمتهم دماء آلاف البيشمركة الأبرياء ومن جماهير الشعب الكردي المدنيين أيضاً ..


5 - قليلا في حق البعثفشي
شكر البابلي ( 2015 / 2 / 14 - 15:30 )
تحياتي ابوسامان مادة في الصميم
لم ولن يكون شبيهاً للبعث والبعثيين في العالم من البشاعة بالجرائم التي ارتكبت في حق شعبنا الابي ،لست متطرفاً ولكن حجم الدمار الذى خلفه البعث في المجتمع العراقي المتعدد الاعراق خير دليل وشاهد علي اعمال البعث في كل زيارةٌ الي بغداد اكتشف حجم الدمار والخراب الذي ادى الي تشوه المجتمع وكذلك الخراب المادي والفكري والتعلميى الذي اصاب العراقيين وموجة الاحزاب الاسلامية الاخيرة التي استلمت السلطة عليه طبقاً جاهز بعد السقوط ومايجري من تشويه ماهي الا حصاداً لذلك الخراب الذي زرعه ة البعث.وفي الختام لا للبعث والبعثيين من كل الخلفيات والصفات فالبعث بعث النتانه لا خير في كل البعثيين حتي لو كانوا علماء العصر لا خير فيهم انهم جبلوا على الدسيسة والنذالة والضغينة والخيانة في العراق

اخر الافلام

.. مراسلة العربية: سحب دخان أسود كثيف يتصاعد من الضاحية الجنوبي


.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل




.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان


.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان




.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى