الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطر مصادرة حق عمال قطاع غزة والضفة الغربية في العمل على كل مساحة فلسطين التاريخية

محمد سعدي الأشقر

2005 / 9 / 14
القضية الفلسطينية


عند التدقيق في وضعنا الفلسطيني في منطقة قطاع غزة وشمال الضفة سنجد مطلباً مهماً لدى جميع السكان ، ولن نجد أحداً منهم لم يصبح هذا المطلب عنده من أهم المطالب وأعني به مطلب الحصول على العمل أو الوظيفة ... بل لا نكاد نجد أحداً يرفض اللجوء إلى الواسطة والمحسوبية والنفاق في سبيل الحصول على عمل ثابت في المؤسسات أو دورة بطالة كما تم الاصطلاح على تسميتها ... فلنكن شجعاناً ونسأل أنفسنا هل الموارد والمؤسسات والورش والحقول الموجودة في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية تكفي لاستيعاب القوة العاملة ؟ بالطبع لا ! وستبقى هذه المعادلة هي المسيطرة ومن ثم ستزداد الواسطة والمحسوبية والنفاق، هل نحن سكان غزة وشمال الضفة من جلبوا لأنفسهم هذا الوضع البائس، نعم وبالتأكيد نحن
ولكن ليس لأننا مارسنا المقاومة وتسببنا في ردات فعل إسرائيل بإغلاق ايرز ونحال عوز والمعابر الفاصلة في الضفة لفترات طويلة في وجه عشرات الآلاف من عمالنا بعد كل عملية للمقاومة في عمق إسرائيل... ولكن لأننا نرى الآن كل قادة العمل القتالي ضد إسرائيل كلهم وبلا استثناء علمانيين ووطنيين وإسلاميين وبعد أن أوقفوا القتال الذي لم يستشيروا الشعب في إطلاقه أو في إيقافه يشاركون مع شارون في خداع العالم بإجماعهم على أن قطاع غزة قد تحرر دون أن يحرك أحدنا ساكناً ودون أن نقف في وجوههم كما صمدنا في وجه الاحتلال وهو أشرس منهم ... ويبدو أن السبب في عدم وقوفنا هو إن سلاح المخادعة أقوى من سلاح العدو وأكثر مضاءا ً !! وخطورة هذا التزييف لوعي العالم تجلب لنا الكثير من المصائب والكوارث ولكن المصيبة الأكبر على الإطلاق الناتجة عن هذا الخداع تتمثل في تجريد كل عمال قطاع غزة وشمال الضفة من حقهم الطبيعي في البحث عن العمل والحصول عليه في كل فلسطين ... هذا الحق المكفول في كل القوانين الدولية وفي اتفاقات جنيف تقوم كل تلك المنظمات الفلسطينية الإسلامية والوطنية والعلمانية كلها وبلا استثناء بتجريد عمالنا منه ! ومن وجهة نظري فانه لم يعد يخامرني شك بأنها كلها مجتمعة تقوم بذلك عن وعي وإصرار ودراية أو بدون وعي ودراية وإصرار فالأمر سيان وليس هو الموضوع لأن نتيجته واحدة وهي إبقاء شعبنا فقيراً معدماً يلهث وراء فتات الأمم الذي تلطفه تلك الفصائل والسلطة الفلسطينية ويطلقون عليه تسمية " الكوبونات " إن المنظمات الفلسطينية المقاتلة وغير المقاتلة كلها إسلامية وعلمانية ووطنية والسلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية بكل وزراءها والمجلس التشريعي المنتهي الصلاحية وبكل أعضاءه والمجلس الوطني الفلسطيني الغائب والمغيب والمنسي بكل أعضاءه كل أولئك وبلا استثناء يساهمون بوعي أو بدون وعي منهم في الطامة الكبرى وهي حرمان كل العمال من العمل في كل أرض فلسطين التاريخية من خلال تزييفهم للواقع وادعاءهم بأن قطاع غزة هو أرض محررة مع إن الواقع يصفعنا جميعاً وهو إن قطاع غزة محتل بكل ما تعنيه كلمة محتل من معنى وكل التفسيرات القانونية الدولية تؤكد بأن قطاع غزة محتل ! القانون الدولي يضمن من ضمن ما يضمن للشعب المحتلة أرضه حق العمل ... الفصائل تقول بأن قطاع غزة وشمال الضفة قد تحررتا !! إذاً تصبح كل تلك الفصائل شاهدة زور وبالمجان ضد عمال فلسطين لتجريدهم من عملهم وإبقاءهم جياع متسولين على أعتاب الأمم !! أخيراً أقول بأن الحديث عن بناء مصانع ضخمة تستوعب عشرات الآلاف من العمال على أرض غزة وشمال الضفة لا يعدو أن يكون نكتة سمجة !! لأن المأمول منهم أن يقوموا ببناء المصانع هم أنفسهم من تسببوا في ضياع كل الهبات الخارجية التي جاوزت المليارات منذ قيام السلطة الفلسطينية دون أن يفكروا ببناء مصنع واحد !! ليبقى الحوار مستمراً علنا نصل للحقيقة الضائعة الغائبة المسكينة المفترى عليها
الدكتور محمد سعدي الأشقر
فلسطين ــ قطاع غزة المحتل ــ بيت حانون
العاشر من أيلول سبتمبر 2005 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في