الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى السادسة والستين لإعدام قادة حزبنا الأبطال يتجدد العهد على الإستمرار

عامر الدلوي

2015 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


مرت فجر اليوم الذكرى السادسة و الستين لأبشع جريمة أرتكبها النظام الملكي العميل بحق الشعب العراقي عندما أقدم وبأوامر من أسياده المستعمرين البريطانيين على إعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي , الرفاق الخالدين فهد ( يوسف سلمان يوسف ) و حسين محمد الشبيبي ( حازم ) و زكي محمد بسيم ( صارم ) في الرابع عشر من شباط 1949, تمر هذه الذكرى مقترنة بما سبقتها من جرائم لقادة الإنقلاب الفاشي في الثامن من شباط 1963 والتي تكللت بإعدام قادة الحزب الحزب الأشاوس سلام عادل و رفاقه جمال الحيدري و محمد صالح العبلي والعشرات من قيادته وقواعده إثر البيان السيء الصيت بالرقم 13 للإنقلا بين الفاشست .
إن هذه الجريمة النكراء بما تركته من جرح كبير في جبين نضال الشعب العراقي ساعتها , إلا إنها شكلت في الواقع نقطة وثوب لنضال طويل الأمد للشعب العراقي و قواه الوطنية , عبرت عنه إنتفاضة الحي التي إرتقى سلم المجد إثرها شهيدا الحزب ( علي السيد حمود ) و ( عطا الدباس ) , وشكلت إنعطافة كبرى في نضال الشعب العراقي ككل , تجسدت في التظاهرات الكبرى التي لفت مدن و ألوية العراق آنذاك ضد العدوان الثلاثي على مصر والتي كان في طليعتها مناضلي الحزب المفجوع بقيادته البطلة .
إن المآثرة التي أجترحها فهد و رفاقه , كانت مفخرة بحق لكل تاريخ الحركة الشيوعية و الوطنية في العراق و العالم العربي , إذ لا يزال الكثير من الرفاق هنا و هناك يتذكرونها و الفخر والإعتزاز يملأهم بما أحتوته من إيثار وتضحية بأغلى ما يمتلكه الإنسان مقابل وضع مسيرة الشعوب في إتجاهها الصحيح و تحفيزها على النضال المستمر من أجل الحصول على حريتها و إسترداد حقوقها المسلوبة من قبل الإستعمار البريطاني و وليده غير الشرعي الإستعمار الأمريكي .
هذه المآثرة ستظل خالدة في صفحات الزمن , رغم التغيرات التي طرأت على واقع العالم الحديث , و التي شهدت إنكسارات كبرى لتجارب البناء الإشتراكي في كل من روسيا السوفياتية و مجموعة الدول الإشتراكية السابقة , و التي أراد البعض أن يسجلها إنتصارا ً نهائيا للفكر الرأسمالي العالمي وسياساته .
إن الكلمات الخالدة : " وداعا ً رفاقي وداعا ً " ما يزال صداها يرن في الباب المعظم حيث يعتلي مبنيا وزارة الصحة والطب العدلي الحاليين أرض سجن بغداد المركزي سابقا ً , ذلك الصوت الرهيب لبنية ضعيفة أثقلتها السلاسل ولم يرهبها مشهد الموت القادم على خشبة الإعدام في ساحة المتحف العراقي .
و مازال الدوي مرعبا ً و ترتعد له فرائص قوى الشر العالمي وفرائص العملاء " الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق " حتى هذه اللحظات بعد مرور أكثر من ستة عقود , فمن أي طينة جبل هذا القائد الفذ , وأي شعور بالفخر و العزة و الكرامة كان يلفه في تلك الهنيهات التي كان بها يرتقي سلم المجد ليكتب أسمه في سطور الصفحات الناصعة لتاريخ الإنسانية .
ذهب " النعساني " والـ "باشا " ومبلغي الحكم وحراس المشنقة طي النسيان , وبقى أسمك منارا ً للمناضلين الحقيقين الذين أتخذوا منك ومن ما آمنت به من أفكار قدوة لهم و نبراسا ً لحياتهم وفي كل تعاملاتهم مع الآخرين , عندما نذروا حياتهم لخدمة الفقراء و الكادحين وصرفوا أحلى سنوات العمر بين أحضان أبناء شعبهم , ولم يلههم بيع ولا تجارة , فكانوا حقا ً في طليعة المؤمنين .
ولمن كان له " شرف الموت في الساحة التي كان يقود منها نضال شعبه " أقول لن ننساك أبدا ً أيها الوسيم الذي أشترى الموت مقابل حياة لم تكن مع الظالمين سوى برما , ستظل أنت نجمة ساطعة في سماء العراق ترعى المسيرة التي شابها ما شابها من جراء سياسات خاطئة لقيادات تلتكم , ولا تعلم الجماهير ماهية الظروف التي جاءت بها لمقدمة الصفوف , لكن إرثك سيكون السلاح الذي يرمي بهم إلى مزبلة التاريخ حيث يلتقي مصيرها بمصير الزمرة التي سبقتها إليها .
و يا من زرع في أرض الوطن " إننا أبدان وأفكار .. فإن قتلتم أبداننا فأن أفكارنا باقية " ومن نثر على دروب النضال " لو قدر لي أن أعود إلى الحياة لما أخترت غير هذا الطريق " .. هاهي الثمرات تزهو وتشمخ في سمائه رغم طوفان القذارة الذي أراد به عصبة العبيد لرأس المال العالمي " بوش و تشيني " و من لف لفهما , أن يغطي وجه الوطن الحبيب , بعد إحتلاله تحت ذرائع أثبتت الأيام عدم صحتها .
نعم ... عندما إخترنا السير حثيثا ً خلف آثاركم .. علمنا بأن الطريق طويل .. لكنه لا بد مفض إلى آخر .. وهذا الآخِرْ هو من سيغسل وجه الوطن من هذا القذى الذي جمعه المحتل من كل مكبات النفايات في العالم وجلبه تحت ستار حرية الشعب العراقي وبناء الديمقراطية , وهو من سيزرع زهور التوليب الحمراء و شقائق النعمان و هو من سيغتني بإشراقات شمسكم من الأعالي ليجعل الوطن سجادة نظرة ويبني له الحرية الحقة التي من خلالها يسعد الإنسان ويزدهر بها مستقبل الأجيال القادمة .
مجدا ً لكم , ولكل من سار على دربكم ونذر حياته وخسرها وهو مرتاح لإنه " فاز فوزا ً عظيما ً " لأجل " الوطن الحر والشعب السعيد " سواء في معتقلات الفاشية البعثية أو محكمة " ثورتها " الكارتونية أو على سفوح وقمم جبال كردستان الأبية في حركة الأنصار التي قارعت قوات النظام العفلقي النازي وقدمت التضحيات الجسيمة في معارك مشرفة يشهد لها التاريخ و العدو قبل الصديق , وشهدائها الأبطال الذين ذهبوا في موقعة " بشت آشان " على يد قوى الغدر المجرمة والتي قدر لها اليوم أن تكون في طليعة النفايات التي جمعها المحتل لينصبها حكاما ً على الوطن .
خسأ من ظن إن الجريمة تسقط بالتقادم , وإن مقترفيها سيظلون مطلوبين لنا وللشعب , سواء من أصدر حكم الإعدام بحقك يا " فهد " و رفاقك أو من عذب و مثل بجثة " حسين الرضي " ورفاقه و من أصدر الأحكام في محكمة " البندر " و أزلامه .. و من أقترف جريمة " بشت آشان " سيظل مطلوبا ً لنا و للشعب مهما طال الزمن الذي رفعه من الحضيض ليجعله حاكما ً و رئيسا ً .
و الخزي و العار الأبدي لكل من حارب الفكر الأنساني في أي بقعة من الكوكب , لأجل مصلحة شخصية و ذاتية , أو لمصلحة البقاء في مركزه الديني الذي يبيع من خلاله الأفيون للجماهير الكادحة موعدا ً اياها بحياة النعيم في العالم الآخر مقابل الرضا بجحيم هذه الدنيا المسلط عليها من قبل الحكام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معرض -إكسبو إيران-.. شاهد ما تصنعه طهران للتغلب على العقوبات


.. مشاهد للحظة شراء سائح تركي سكينا قبل تنفيذه عملية طعن بالقدس




.. مشاهد لقصف إسرائيلي استهدف أطراف بلدات العديسة ومركبا والطيب


.. مسيرة من بلدة دير الغصون إلى مخيم نور شمس بطولكرم تأييدا للم




.. بعد فضيحة -رحلة الأشباح-.. تغريم شركة أسترالية بـ 66 مليون د